بقلم : عوض محمد الهدى عزيزي الأستاذ/ بكري المدني تحية عطرة زكية تعبق كالمسك فض عنه ختام اتصلت للتهنئة بموقعك الجديد ولم تكن هناك بالجريدة، فالتهنئة موصولة وإن تأخرت أو كما يقول البريطانيون Iwould not delay my congratulation وأسمح بالتعقيب على عمودك.. قلت العار.. العار يا أنصار؟ «ولكنهم لا يعتبرون تصرفهم هذا عاراً كلا ولا عيباً إنما فتونة ورجولة والما عاجبو يطلع يتفضل» تلك سجية فيهم من كبارهم من قديم«ومن ترك قديمه تاه» وخلاهم ذم إنما هم الذين يذمون الناس واعتبر بما حدث من المهدي الكبير قبيل الاستقلال، عندما وصل الرئيس محمد نجيب في الثامنة صباحاً ، ففوجيء بالمتظاهرين يهتفون في وجهه «لا مصري ولا سوداني ولا بريطاني السودان للسوداني؟!» رغم أن نجيب هو من أصر أن لا تتضمن الاتفاقية سيطرة الإنجليز على الجنوب.. وهدد بالإنسحاب فرضخ الإنجليز ولولا أن أزاحه عبد الناصر لما ظهرت مشكلة الجنوب إلى حيز الوجود، المهم حيا السيد صديق المهدي محمد نجيب الذي جاء لاستقباله نيابة عن أبيه واستعرض حرس الشرف، ثم استقل والحاكم العام طريقاً دائرياً آخر إلى مقر نيابة أبيه وعندما عرف المتظاهرون بذلك اتجهوا إلى القصر وهناك وقعت مصادمات عنيفة مع الشرطة، فقتل قائد الشرطة البريطاني ومساعده السوداني وبلغ عدد القتلى ثمانية والجرحى 64 وقتل عشرون من الأنصار وجرح 33. وصف الشيخ أحمد حسن الباقوري ماجرى في ذلك اليوم في كتابه«بقايا ذكريات» فقال« كنت في السيارة مع الدكتور عبدالرازق السنهوري فإذا بحشد هائل من المواطنين يهتفون هتافات مختلفة، وفي أيديهم خناجر تثير الرعب لأول وهلة في صدور الذين يرونها إذا بأحدهم يتقدم إلى السيارة، ففتحت زجاجها بعد أن طلب إلى أن أفتح النافذة، وإذا هو يهتف: «لا مصري ولا بريطاني السودان للسوداني» فأجبت الرجل: نحن نقول معك هذا الذي تقوله، فالتفت الرجل إلى الثائرين، وقال لهم: هذا هو الشيخ الباقوري انصرفوا، قال الدكتور السنهوري هذه بركة العمامة..الخ. والآباء والحالة هذه ما كانوا آنذاك في سن الكهولة مثل حالنا مع عجائز السياسة أمثال الحبيب الامام فلم تخرج منهم عبارات السباب بألفاظ نابية كما حصل للصحافيين ومن شابه أباه فما ظلم. فأصبحنا نتحسر فيما مضى، كان المسنون يوفدون مكانتهم وكانت السلطة تنتقل إلى الأبناء والبنات والشبان يتربعون على العرش، وكان المسنون يشاهدون الحماقات البشرية من كراسيهم الهزازة وأحفادهم يثبتون عند أقدامهم. لقد ولت هذه الأيام بالمسنين فأعادوا على هامش المجتمع بل أصبحوا تياره الرئيسي بحيث لم يعد الأطفال مستقبلنا بل كبار السن بحكمتهم وتجربتهم في الحياة ، هذه حقيقة في الدول من حولنا بفضل التقدم العلمي إلا في السودان فريد عصره..!! كان العرب عندما يناهز الشيخ عمره السبعين ويتكلم كلام غير مظبوط يقرعون له العصا..! والامام الصادق ذرف على السبعين فوجب علينا أن نقرع له العصا.. فإنه تورط باللسان وجرح اللسان أشد من جرح السنان وأخطأ في التوقيت وذكر الاغتصاب بالتعريض دون التصريح وظن انه في منجاة من اللوم وغاب عنه أن القذف وهو الرمي بالزنا إذا حصلت المعرة فالتعريض كالتصريح شرعاً، وذكر انه يملك وثائق وأدلة وهو قول مجروح لأنه لم يزر دارفور ، فالدليل يجب أن يكون رؤية«كالقلم في المحبرة» بأربعة شهداء وعز مرام، ثم أن هذه شنشنة أعرفها من أخزم كما تقول العرب وكليكس زعم انه يملك وثائقاً لا ترقي إليها الشبهات وعند أول اتهام للبشير ب600 مليون دولار كذبته إحدى أمهات البنوك البريطانية قبل أن يجف مداد الحبر الذي نشرت به اتهامه. مسكين ود المهدي إذا زعم انه يملك أدلة كلها مستقاة من النت والراكوبة والجبهة الثورية وأبطال الكي بورد الاسفيرية ويكذبه ليس الواقع وحده إنما من زاروا مواقع الحدث ميدانياً وسط لعلعلة الرصاص وهم الأستاذ كمال شاتيلا ومنظمة أطباء بلاد حدود المصرية ومراسلي صحيفتي الحياة اللندنية والاسبوع المصرية الذين وقفوا ونشروا أن مقاتلي الحركات المتمردة هي من اغتصبت الفتيات أمام ذويهن في دارفور وصورها بالفيديو وباعوها لمدعي لاهاي الذي حاول أن يتهم بها البشير عدة سنوات وفشل لأن الكذب حبله قصير، ثم ثالثة الأثافي قول المهدي انه أراد أن يبريء القوات النظامية فكانت رمية من غير رامي وذماً بما يشبه المدح ، وهو في النهاية تعريض صريح كما عرض بنو اسرائيل عن مريم عليها السلام قالوا« يا أخت هارون ما كان أبوك امرا سوء وما كانت أمك بغيا» مدحوا أباه ونفوا عن أمها البغاء أي الزني، ولكن الطامة انهم عرضوا لمريم فقال تعالى:( وبكفرهم وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً) والبهتان العظيم هو التعريض عندما قالوا ما كان أبوك أمرا سوء وما كانت أمك بغيا». أي أنت بخلافهما وقد أتيت بهذا الولد فجاءوا بالطامة الكبرى، وقد حبس بن الخطاب الحطيئة الشاعر في أمر أهون من هذا لما قال للزبرقان بن بدر.. دع المكارم لا ترحل لبغيتها وأقعد فأنت الطاعم الكاسي لأنه شبهه بالنساء في أنهن يطعمن ويسقين ويكسين فيكون عرض به. ولك خالص الشكر