عادة.. عندما تجتاح ذاكرتي كالطوفان ولا اجد امامي، اهدئ روحي ببعض عبير عطرك الذي ما زال عالقاً بداخلي يوم لقاءنا الاخير، واظل اردد تلك العبارة المميتة التي بعث بها غسان كنفان لحبيبته البعيدة غادة السمان وهو طريح الفراش وفراشات الموت ترفرف على رأسه، قال لها: «إنك تعنين بالنسبة لى أكثر بكثير مما أعنى لك، وانا أعرف ولكن ما العمل؟!، تمنيت حينها إن وجدت جواباً على سؤال كنفان هذا لكنت الآن بين اليقين واليقين. ما زلت لا اقوى على رتق وجعي بك، وباءت كل محاولات تضميد تلك الجراح المتفجرة نزفاً بالفشل، وبت تعبث بي وانا في كامل استسلامي، لم يكن وفائي لك ولذكراك مجرد عبث مني، او حلم سريالي من عصر الفلاسفة، بل هو وفاء لقيمة الحب العليا، تلك القيمة التي لا تعتلي اي قلب، ولا يصلها البشر محض صدفة، انها لك انت دون الرجال، فلا مثيل لك بعد في هذا الكون المترامي. اصدقك القول.. ظللت رغم كل شيء احاول سجن حبك داخلي خوفاً من هروبه بعيداً وتركي وحيدة، حاولت خسران كل شيء مع اصراري على كسبك، كنت اعرف في اعماقي انك ذلك الشراع المنطوي بداخلي، ويوماً ستطلقه الرياح قريباً وليس بعيداً باتجاه عوالم اخرى بدوني، وسأظل صامدة اجابه امواجك العاتية وقسوة سكينك التي تغلغلت برفق في احشائي عندما تركتني اهيم على وجهي بلا هوية. اتدري كم عمري الآن؟؟، عمري بضع سنوات ونيف شهور، فلحظة ميلادي الاولى كانت عندما التقت امواج عينانا لاول مرة، وتوقفت عن النمو عندما غادرت عينانا بحور اللقيا آخر مرة، ومازلت امني سنون عمري بطولها عندما نلتقي على شواطئ عشقنا مرة اخرى وابدية. لماذا لا تدعنا نحاول كرة أخرى؟؟، اعلم كم انا عميقة بداخلك، اكاد اجزم انني ما زلت اقبع في تلك البقعة النائية في قلبك، ولكنه كبرياء الرجل عصي الترويض، ماذا إن اندفعت نحوي، اتخشى أن اتركك مرة اخرى كما يحدث دوماً في مسرح العبث العاطفي؟؟، وانت تنادي بأنك بحاجة لاستعارة حبيبة ليلة عيد الحب ليوم واحد، تملأ داخلك تلك الفجوة التي خلفتها ورحلت، حسناً اعطيك فكرة، لماذا لا تستعيرني انا؟؟ ، ليكن ذلك اليوم هو يوم ميلاد آخر، وسقيا اخرى لتلك الورود التي تقترب منها الاشواك، لماذ لا نكون فلانتاين آخر، لنا ولكل العاشقين، لماذا لا تغفر انت، ولا تعطي مزيداً من الفرص، مع انك باذخ العطاء مع الجميع عداي؟؟. في لحظات تجردي اتبرع لك بقلبي حباً ابدياً سرمدياً.