{ عبثاً تحاول أن تؤرِّخ لجرحك النازف في ذاكرة الإحساس.. وعبثاً تحاول أن تلتمس طريقاً يخرجك من دمي.. ولكن شكراً لممارستك هذا الأسلوب المؤذي الذي لا أدري لماذا ابتكرته.. ولكن ما أعلمه حقاً أنَّه يجعلني أكسر حواجز الغرور الذي يعتريني أحياناً وأحطم الرقم القياسي في الصبر.. وأحمل نعليَّ، وأعضُّ ثوبي وأركض نحوك بما أُوتيت من قوة تحمُّل وإرادة. { افعل ما شئت، عذِّبني كيفما تشتهي.. اطردني من عميقك مرة أخرى.. سأخرج منك، لكن سألجك مرة أخرى.. وسأحفر في كل خليَّة منك لي موطناً، وسأبني داراً فخمة الملامح من كريات دمائك، وسأجعل أساسها قلبك.. سأكون خفيراً على نبض قلبك، وعدد أنفاسك، وكمية طعامك.. وسأراقبك من داخلك.. فضع خطة أخرى غير التي تمارس، فأنا تحصَّنت بما يكفيني عمراً آخر لأدافع عن عشقي المسلوب، فماذا تريد؟! أن أغادر وجدانك إلى الأبد؟! - فليكن ما تريد، أنا لا أريد داراً أقطنها، ولا أريد زاداً يضمن لي حق العيش ما دمتُ أرى فيك داري، وأقتات من صبري عليك. { ماذا تريد؟! أن تصوم عن هواي أسبوعاً؟ صُمْ إذن شهراً.. وعاماً.. وعمراً آخر بعد عمرك.. فأنا لا أمارس الدكتاتوريَّة في العشق مثلك. { ماذا تريد؟! أن تعاقبني على ذنب لا أدري كيف ومتى ولماذا وأين ارتكبتُه؟ لا، بل لا أدري حقاً أموجود هو أم لا؟! عاقبني إذن بما تشتهي من عقاب!! فأنا أنثى.. ولكني فرس جموع لا يعرف الهزيمة أبداً. - إن كان قرار «أوكامبو» لا يعني للسودان شيئاً.. فأنا الآن السودان.. وعقابك الذي أصدرت قراره لن يزيدني إلا تماسكاً وقوة. - فاسلبني حقَّ العيش عندك إن شئت، وصُمْ عن هواي كما تريد، وأفرض عليَّ ما تراه مناسباً من العقوبات، ولكن دعني أخبرك شيئاً: سأقنع نفسي بأنك لا زلت موطني وداري التي تؤويني من الهجير والرمضاء.. وتطمئن صغار مشاعري من الخوف، وتمدُّ ارتعاشات جسدي بالدفء.. وسألتهمُ كل خوف يعتريني كي يحدِّثني بأنك لن تظل بداخلي.. وسأهبك من الحب ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم تدركه نبضات قلب ولم يعرف له العاشقين مقياساً.. زلزال من الحب يحطم ألف «رختر»، وأنت صُم ولا تستحي!! وسأواجه عقابك بما أملك من الصبر والتجلُّد، وسأقاوم ظلمك حتى انهيار آخر راية تحدٍّ عندي.. وثق تماماً من أنني لن أسمح بانهيار راية ما.. إلاَّ إذا انهار العمر قبلها. { إذن ماذا تريد؟! روحي؟ ألم أقل لك أنها لك.. منذ زمن تليد. أم كنت تظن أنني أقولها مثل كل النساء «أنت روحي» عمري؟! لك عمري كله ما دمت آثرت البقاء بعيداً عن هذا القلب المتقد. - فاقتلني يا أيها العاشق متَّسع القلب.. ولكن عشقك سيظل مع الروح التي ذهبت إلى بارئها وسيظل نابضاً.. دافئاً.. حيَّاً.. وإن متُّ أنا.