يبدو أن مزاجية الخصخصة والبيع، تصعب مقاومتها لدى البروفيسور مأمون حميدة وزير الصحة الولائي. فالرجل عُرف بتاريخه العظيم في إحداث زلازل كبيرة في مرافق الدولة العتيقة. فحكاياته في جامعة الخرطوم ما زالت ترويها حتى بائعات الشاي في ازقة (السنتر)، والآن يدير مرافق الاستشفاء في الولايه كأنه يدير مستشفى الزيتونة او جامعة العلوم الطبية، او كمن يدير منزله، وكأن الوزارة ومرفقاتها ليس تكليفاً وسينتهي، بل وكأنها كتبت باسمه ملكاً شخصياً، او تركة ورثها عن جده وأبيه. الرجل معروف بتصريحاته المستفزة التي تحمل استخفافاً كبيراً بالشعب السوداني كمقولته الشهيرة:»انتو العيانين الكتار ديل بتجيبوهم من وين»، ومقولته الاشهر في جامعة الخرطوم عندما طالبه الطلاب بتخفيض قيمة الرسوم الدراسية للطلاب المُعسرين بعد ان زادها حميدة من وهلة توليه منصب مدير الجامعة الاولى قال:» يعني في طالب ما عندو خمسمائه جنيه؟وطيب جاي يقرأ ليه» ما زالت محفورة في ذاكرة التاريخ الذي لا ينسى ولا يرحم. لعل الجميع يتابعون بعقول واعية تفاصيل الاحداث التي طالت المستشفيات في ولاية الخرطوم منذ أن تقلَّد حميدة منصب وزير الصحة، انقلب كيانها، وتم تجفيف مستشفى الاطفال الذي كان قبلة لكل اطفال السودان (جعفر ابنعوف) في خطوة وصفت بالكارثية، ونجمت عنها ازمة كبيرة راح ضحيتها عدد مقدر من الاطفال خاصة القادمين من الولايات، ولدى ناشطي مبادرة (شارع المستشفى) ارقاماً محددة للضحايا نُشرت في مواقع الانترنت، وبعدها جففت بعض مرافق مستشفى الخرطوم. تناولت الاوساط قصة بيع اراضيه ونقلها الى اطراف المدينة، وقبل ايام وقعت جريمة قسم غسيل الكُلى بمستشفى الخرطوم. ما ذكر أن مجموعة تتبع لوزارة الصحة تسللت ليلاً لقسم غسيل الكلى بمستشفى الخرطوم بعد انتهاء ورديات العاملين وقامت بنقل كل المعدات الى مكان مجهول، حيث تفاجأ العاملون في اليوم التالي بما حدث، فما كان منهم إلا ان عبروا عن رفضهم بتسيير تظاهرة ووقفة احتجاجية حاشدة، ومن المعلوم ان قسم غسيل الكلى في المستشفى يقدم خدمته لمرضى الفشل الكلوي الفقراء مجاناً، حيث تبلغ تكلفة جلسة الغسيل في المراكز الخاصة 1200 جنيه، ويحتاج المريض لغسلتين واحياناً ثلاث مرات في الاسبوع، بالله عليكم اية جريمة يرتكبها حميدة ووزارة الصحة الاتحادية في صمت القبور؟!.