كابتن الهلال والسودان على ايام العصر الذهبي لكرة القدم السفير والدكتور علي قاقرين في احد حواراته المنشورة مؤخراً والتي سبق أن قالها في لقاءات اذاعية انه عندما سجل لنادي الهلال كان غير متفرغ للرياضة ولم يتقاضَ حينئذ اكثر من مائة وخمس وعشرين جنيهاً .. وظل وفياً لنادي الهلال لاعباً وموجهاً وعضو مجلس ادارة الى أن ابعدته الحسابات المادية التي اصبحت تلعب الدور الاكبر في اختيار رؤساء مجالس اندية القمة وعضويتها، مما يجعل الولاء مبني على مستوى الدفع .. تذكرت ما قاله الدكتور قاقرين وانا اتابع كغيري من المهتمين بكرة القدم ما يحدث هذه الايام من «فك التسجيلات» لعيبة الاندية الكبرى هلال مريخ، والصراع المحموم بين الخصمين ليكسب كل منهما على حساب الآخر حتي إن ادى ذلك الى خرق القانون الذي ينظم اللعبة دع عنك أن يكون ذلك مجافياً للاخلاق التي يجب أن تكون الرياضة والرياضيين اول من يحافظ عليها. ولكن للاسف فقد دخلت الماديات في كل شيء واصبحت عاملاً اساسياً في توجيه بوصلة لاعبي كرة القدم على وجه الخصوص .. كانت هناك صعوبة بالغة بالنسبة لي على الاقل - استيعاب أن لاعباً مثل الكابتن هيثم مصطفي والذي أفنى زهرة عمره الرياضي في فريق الهلال وحقق مع زملائه للهلال من الانتصارات ما لا يستطيع احد أن ينساه، وكثيراً ما ادخل الفرحة في نفوس الجماهير كان صعباً للاعب مثل هيثم ارتدى شعار الهلال لأكثر من ثمانية عشر عاماً أن ينتقل ليلعب ضمن فريق المريخ-الخصم التاريخي - والمنافس الاول لفريق الهلال نتيجة غضبة من احد اداريي النادي، فمهما كانت المبررات والاسباب لا اعتقد انها يمكن أن تؤدي بلاعب يحمل بين جوانحه انتماءً حقيقياً أن يتحول بهذه الطريقة .. صحيح انه للاسف اصبح سلوكاً يمارسه الكثيرون من نجوم الكرة فقد فعلها قبل ذلك عز الدين الدحيش عندما انتقل من الهلال الى المريخ ولكن العنصر الجديد الآن هو الاغراءات المادية التي يعرضها رأسمالية الاندية الكبرى والصراع المحوم بين القيادات الادارية ذات الخلفية التجارية والتي تتجسد في شراء اللاعبين والاغداق عليهم بالمال الكثير حتي إن لم يكن يستحق اللاعب كل تلك الاموال، وما نموذج عصام الحضري الذي دفع فيه المريخ «دم قلبه» ولم يحقق له شيئاً إلا نموذجاً للمكايدات الادارية التي تمارسها قيادات الاندية الرياضية.. اخبار هذه الايام تنقل تسجيلات فريق المريخ للاعب الهلال بكري المدينة بما يفوق الاثنين مليار ونصف المليار جنيه دون حتي التأكد من سلامة الاجراءات القانونية لانتقاله .. لان هذا ليس مهما بالنسبة لنادي المريخ وإنما المهم هو «ضرب» نادي الهلال في مقتل. هكذا يعتقد من قاموا بتلك العملية.. صحيح أن اللاعب حر في أن ينتقل من نادٍ الى آخر، ولكن وفق القانون والعقد الموقع بينه وبين النادي. صحيح أن من حقه الاحتراف داخلياً اوخارجياً، ولكن الصحيح ايضاً ان كرة القدم ليست كأي ضرب من ضروب الرياضة يمارسه اللاعب، انما هناك انتماء حقيقي للنادي الذي تلعب باسمه والفنلة التي ترتديها وللجماهير التي ارتبطت باللاعب وبالنادي. فأين كل تلك الحسابات فيما يحدث هذه الايام من تجاوز ليس فقط للقانون وانما للمواثيق الاخلاقية غير المكتوبة وللانتماد الذي اصبح عملة نادرة واصبح اللعيبة سلع تشترى وتباع وعن طريق الوسطاء! كيف للاتحاد العام لكرة القدم أن يكون بعيداً ويغض الطرف عن قوانين ولوائح سارية تحكم انتقال وتسجيلات اللاعبين؟ هذا اذا تجاوزنا انتماء اللاعب نفسه.. الاخبار تنقل بالمقابل تسجيل الهلال لاحد لعيبة المريخ فيصل موسي، والذي ينسحب عليه ما ذكرناه في شأن هيثم مصطفي وبكري المدينة ولكنها للاسف الماديات التي طغت علي كل شيء .. اخشى أن يكون إن ما تم من انتقال للاعب الهلال بكري المدينة وبهذا الرقم الخرافي وفي هذا التوقيت علاقة مباشرة بالصراعات التي تدور الآن بين صلاح ادريس رئيس النادي السابق وصاحب الفضل في تسجيل بكري المدينة للهلال واشرف الكاردينال ضمن الصراع الذي عشناه ابان فترة انتخابات مجلس الادارة .. ليت مثل هذه التوقعات يكذبها الواقع!!.