يستضيف السودان اليوم متتدى «تمكين» المرأة العربية عبر تكنولوجيا الاتصال والمعلومات السنوي، والذي تنظمه المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات ووزارة العلوم والاتصالات والبنك الاسلامي للتنمية، بمشاركة عدد من الدول العربية. المنتدى يهدف للتمكين الرقمي للمرأة العربية لتفعيل دورها في تحقيق تنمية ورقي الأسرة العربية، وتمكينها في مجتمع المعلومات ومعالجة الفجوة الرقمية لدى المجتمع النسائي وإيجاد آلية لإزاحة الحواجز بين المرأة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات . بالطبع تحتاج المرأة والعاملة على وجه الخصوص للولوج الى عالم الرقميات والتكنولوجيا من أوسع أبوابه، ومواكبة التطور التقني الحالي لتعزيز فرص وجودها واستمرارها في سوق العمل وانتزاع حقوقها الانسانية لتُحظى بفرصتها كاملة في المجتمع. كما أن مثل هذه المنتديات إن نُفِّذت في سياق صحيح ستُحدث نقلة في الحراك النسوي في الاطر الاقتصادية (سيدات الأعمال)، والسياسية من خلال زيادة حصة المرأة في المناصب القيادية الحزبية والتنفيذية، خاصة وأن العالم بات يعتمد كلياً على الرقميات في التبادل المعرفي، والتواصل بين الجهات والافراد من ذوي الاهتمامات المشتركة. هنالك جانب مهم يجب أن يُسلِّط عليه المنتدى الضوء، ألا وهو اقتصار استخدام الانترنت في السباحة في بحور مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك، تويتر) ، وتطبيقات الواتساب، وخاصة بين ربات البيوت، اللائي يقضين معظم أوقات فراغهن في المنازل في الثرثرة عبر الواتساب والفيس بوك بلا فائدة تُجنى، يجب تعريفهن بأن الانترنت يمكن استخدامه لاغراض اخرى غير الفيس بوك والواتساب، وانه ربما يساهم في تطوير هوايات ومواهب بعض ربات البيوت اللائي يقمن ببعض الحرف كالخياطة والتطريز، وحتى مهارات الطبخ والواجبات المنزلية، فالانترنت ينقل لهن خبرات وتجارب الملايين المنتشرين في العالم. ففي العالم الاول، باتت الرقميات وشبكات الانترنت تتيح للكثيرين القيام بمهامهم على اكمل وجه، مختصرين المسافات والزمن. فجمعيات حقوق المرأة والجندر في العالم تعقد الندوات المشتركة وورش العمل، والدورات التدريبية وتتواصل فيما بينها عبر (الاقمار الاصطناعية) ومواقع الانترنت والفيديو. اتمنى أن يُسهم منتدى «تمكين» المرأة العربية» عبر تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في الدفع بالحراك النسوي في المجتمع للامام، وأن تعالج جلسات النقاش فيه كثير من قضايا المرأة العامة في المجتمع السوداني.