*أيام التراشق الإعلامي بين السودان ومصر، مررت على شبكة النت للتزوُّد بحصيلة معرفية عن الإعلام المصري، فوجدت كماً هائلاً وكيفاً مضحكاً عند العم (قوقل)، تحت العنوان (تناقضات الإعلام المصري) - فيديوهات قصيرة، وكتابات طويلة، لأسماء كبيرة تتحدث وتكتب عن مصر قبل وأثناء وبعد الثورة المصرية في كافة مراحلها، حتى الموجة الأخيرة والتي وصل عبرها المشير عبدالفتاح السيسي الى الحكم. *أسماء كبيرة في بعض الإعلام المصري، تجد للواحد منهم ثلاثة آراء مختلفة فيما جرى في وقت واحد ومتقارب، حيث كان إيقاع الأحداث في مصر سريعاً، الشيء الذي اضطر بعضهم للتقدُّم ثم التراجع، ليتنهي الى حالة من (اللف والدوران) في ذات المكان!. *في البدء كانوا على قائمة المتصدين للثورة على الرئيس محمد حسني مبارك وبأقذع الألفاظ من (أم قاموس) الشائم ثم الانقلاب مع المنقلبين لشتيمة حسني مبارك ورموز عهده بما لم يُقل (بضم الياء) ولا يقِل(بكسر القاف) من ذات قاموس الشتائم السابق، وكل ذلك من ذات الشخصيات الإعلامية المعتبرة والتي تقربت فيما بعد للإخوان (واتفرج يا سلام) و(هات يا غزل) في الرئيس الإمام ثم (استعدلت) في طابور سير طويل وعلى صراط مستقيم خلف العسكر مع التغيير الجديد، وبات الإخوان أبالسة وإخوان للشياطين! *هذه النماذج لبعض رموز الإعلام في مصر جعلتني أهدأ وأضحك حتى الثمالة. فلقد كانت أقرب للكوميديا وهي كذلك! *شاهدت وسمعت إساءة مدير تحرير صحيفة (الجمهورية المصرية) للرئيس عمر البشير من على شاشة القناة المصرية الرسمية، ولم أتمالك نفسي من الضحك، وأنا أتخيل ذات الرجل وبعد حين وهو يكيل المديح للسيد الرئيس البشير وبأكثر مما هو عليه، ولا أقول لا يستحقه. فالسيد مدير تحرير صحيفة (الجمهورية) نموذجاً حياً لإعلام (الهشك بشك) في مصر والذي تديره فرقة حسب الله. *إن مصر أكبر من هؤلاء الأرجوزات و(كُتَّاب المنلوجات)، وفيها من رموز الإعلام المحترم الذين تعلمنا منهم وعلمونا أبجديات العمل الصحافي وعلى هؤلاء الأخيرين (الرك) والعشم في خدمة مصالح شعب وادي النيل في كل من السودان ومصر، وعلينا أن ننصرف عن مشاهدة ما عدا أعمالهم وإعلامهم من كوميديا، فليس كل الوقت للضحك والهزل. على الطريق الثالث : إن حلايب أرض سودانية وهذه حقيقة وليست نكتة.