الشباب واحدة من مراحل العمر النضرة والجميلة والتي يستوي عندها العود وتتكون الشخصية وترسم الأمال والأحلام والمستقبل، فهي مرحلة ومحطة مهمة جدا في الحياة بها تتسع المدارك وتتفتح نوافذ التأمل وتزداد المعرفة والدراية بالاشياء، وعندها ايضا تتجسد الطموحات وتترسم الأبعاد والمساحات حيث يتلاشي الزمان والمكان ،وتنحسر العوامل وتتكسر العديد من الصعاب عند محطاتها المختلفة والمتعددة والمتنوعة،وعليها ترسو سفائن التحمل وتحقيق الأهداف ومن يدرك هذه المرحلة جيدا وعنفوانها الآخذ تتوسع له الدروب وتضاء له الثريات ويظل النجم البعيد قريب المنال حظا وتأملا . تختلف هذه المرحلة من جيل لأخر ، كل له مذاق فيها ، كل له ذكريات ومحطات يستعيدها وخطوط رسمها بطموح ولونها بما يهوى والكل له رأى ، وله فكرة ، وله رؤية في تحديد مساراته الاتية ، هذه المرحلة تستصحب العديد من التغيرات التي تطرأ علي تكوين الإنسان ولا خلاف فيها بين المذكر او المؤنث فكل الأحلام والأمال طموحات مترعة بالتمني ، جيلنا يختلف عنهم فهم ابناؤنا وبناتنا ، لنا لغتنا الخاصة في التعامل اشارات ورموز ، حكاوي وتماثيل ، هوايات، ومصطحات مرتبطة بالبيئة التي عشناها وتربينا فيها ، حيث لعبت الهوايات المختلفة والحاجيات والرغبات الانية وما يحيط بها ادوارا كانت شموسا نيرة في التعامل . فالحي و الفريق والحلة ميدان التلاقي والعصاري والرحلات والمنتديات والسهرات بانواعها المختلفة ،والسينما والمسرح ودور الرياضة والليالي الادبية والمسرحية ميادين عامة وخاصة يرتادها الكل إلا من أبى او حاصرته ظروف التربية ووضع الاسرة ، المحطات حبلى بالتذكر والمساحات تقلي بالوعود والتمني ، جيل اليوم تشبع بثقافات مختلفة وامنيات طموحة مع توفر الامكانيات المتاحة من التقنية الحديثة التكنولوجيا المتطورة وداوعي المعرفة اللامكانية واللازمانية علي قدر من يشيل ويهوى ، فرسم هذا الجيل لنفسه لغة خاصة ومصطلحات يجاري بها واقعه تعكس ما حوله من سرعة وتربطه بجيل التواصل الذي يريده بخلاف جيلنا الذي لم يعرف الكم الهائل من المعلومات التواصلية فنشأت لغة خاصة غمران يعني مصهين – يعني داقي طناش ، رايح تعني طاش ، كتمت وتقال عند العصرة (بمعني ضاقت وأصبحت في زنقة ضيقة ) ، كبرتها يعني صعبتها كتير ( والاوسط مش احسن ) ، فيتامين واو (تعني الواسطة للعمل في أى موقع حكومي ) وهذه مشكلة المشاكل العطالة والركلسة والتوهان وضياع المستقبل ومن لا يملك (واو) فانه لا محالة يظل جليس الظل والكبري والسهر لانصاص الليالي دون فائدة وينعكس ذلك علي سلوكه وتصرفاته مع أهله ، جلخ (جاك / يعني مسيلمة الكذاب) واللبش يعني يجيب الهوا وجيب المشاكل وكمان كتاحة ما معروفة تودي وين وعلي ذكر الكتاحة فالخريف على الأبواب والهبوب قادمة والصيف لا يعرف الهزار .. وكمان مصطلحات اخوانية في التعامل جكك(يعني تفضل / جملة مفيد ةعند التعامل ) ، وسمخاوي تعني ؟أخي وصديقي وفردتي والقائمة تطول. وقد يتساءل البعض من وين جبت الكلام ده والبعرفك بيه شنو؟؟ . وام جركم ما بتكل خريفين .. أقول اليكم صادقوا أولادكم وقربوا منهم في هذه المرحلة الحساسة والبعاد منهم يخلق مشاكل ويجيب لينا اللبش وليت الشباب يعود يوما وتلك مراقد الصبا والتحنان وآفاق الطموح والتمني . وإلي أن نلتقي.. ويبقي الود بيننا [email protected]