فقد الوطن السودان وقبيلة الشايقية «الزومة».. وقبيلة الشرطة أحد فرسانها الشاب الشهيد ملازم أول شرطة.. أبوعبيدة حسن الخليفة الحاج.. اثر كمين غادر ومباغت أودى بحياته ومعه نفر كريم من أبناء الشرطة.. بعد أن أدى مهمته المقدسة في منطقة «أبيي» والتي ذهب لها في مأمورية من ولاية كسلا.. حيث يعمل الشهيد هناك نعم ذهب إلى ربه راضياً مرضياً.. وهو يدافع عن أرض السودان من الخونة والمارقين والمأجورين.. كان الفقد عظيماً وهول الفاجعة كبيراً والحزن سيد الموقف مسيطراً على النفوس.. ولكن ما نقول إلا ما يرضى الله.. ويكفي انه شهيد إذ تتعدد الأسباب والموت واحد.. ويدرككم الموت حتى لو كنتم في بروج مشيدة.. وما أعظم الموت في سبيل الله وما أعظم الشهادة ومكانة الشهيد عند الله سبحانه وتعالى.. ولكن .. متى تتوقف هذه الحرب اللعينة ومتى يتوقف نزيف الدم هذا..؟؟ الشهيد أبوعبيدة ذالكم الشاب التقي الورع الذي عرفه الجميع بحسن الخلق وطيبة ونقاء الأخلاق.. ويكفي ما قاله عنه اخوانه وزملائه واللصيقين به من ولاية كسلا.. فقد كان فقد الشهيد الشاب أبوعبيدة .. كبيراً ولكن الأهل بالزومة والقرى المجاورة والجيران بالكلاكلة شرق «حي الاسكان» حاصروا هذه الأحزان وجعلوها في حيز ضيق .. لوقفتهم الكريمة والمتواصلة.. وكان حضور السيد وزير الداخلية.. والسيد مدير عام الشرطة وكل القيادات العليا لشرطة السودان.. لم يتخلف منهم أحد.. ومواساتهم لهذه الأسرة المكلومة والصابرة وحديثهم الطيب عن فقيد الشرطة الملازم أول أبوعبيدة.. كان له أبلغ الأثر في هذا المصاب الجلل.. والسيد وزير الداخلية.. وهو يتحدث ويواسي باغنته عدة دمعات سالت ساخنة «وعبرة» سدت حلقة عدة مرات ومنعته الحديث.. وقد قابل الوفد والدة الشهيد الصابرة المحتسبة «منى» بالتهليل والتكبير.. وقد تركت هذه الزيارة الأثر الطيب في التخفيف من هذا الحزن الكبير.. ولكن عزاؤنا في الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى أن يتقبله قبولاً حسناً .. اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه.. وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سياته.. اللهم أدخله فسيح جناتك مع الصدقين والشهداء.. اللهم عوضه الجنة في شبابه.. اللهم نقه من الخطايا كما ينقي الثوب الابيض من الدنس.. اللهم أغلسه بالماء والبرد.. اللهم ألهم أهله وذويه ووالدته واخوانه واخواته وزوجته الصبر والسلوان.. اللهم أفرغ عليهم صبراً وأعينهم على تجاوز هذه المحنة وهذا الإبتلاء.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. (وبَشِّرِ الصَّابِرين الَّذينَ إذا أصَابتْهُم مُصِيبةٌ قالُوا إنَّا للِّه وإنِّا إليهِ راجِعُون)