أكيد نعترف بأن لدينا كميات هائلة من المواطنين الذين فاتهم قطار التعليم خلال الحقب الماضية من فترة الحكم الاستعماري الذي استمر إلى خمسين عاماً متسلطاً على رقاب الناس وحرمانهم من فرص التعليم المستحق لهم والمنير لدربهم الفكري والسياسي والثقافي والوطني، وتركهم يعيشون في ظلمات النور بسبب الجهل المتسلط على رقابهم من أمية أفقدت البعض الإدراك بواجباتهم الوطنية، هذا ما تسببت فيه تلك الفترة الاستعمارية الطويلة، كما ذكرت ثم أعقبتها الحقب الوطنية الأولى التي وجدت تعاني من نقص في المدارس وعجزاً في كوادر المعلمين المؤهلين، وهكذا تبقى تلك الجحافل من الاميين فاقدي التعليم ماثلة حتى الآن. ومن هنا يصبح واجباً على الجهات المعنية بشئون التعليم في الدولة أن تتجه إلى إيجاد وسائل تعليمية واسعة ومنتشرة في جميع أنحاء البلاد لتعمل جادة على رفع شبح الأمية من على كاهل الذين فاتهم ركب التعليم خلال الحقب الماضية كما ذكرت من رجال ونساء كبار وبعضاً من الذين شارف أن يتخطاهم عمر الشباب وهم أي هؤلاء واولئك متواجدين الآن بالملايين يجب أن نعمل على ذلك وباستمرارية متواصلة تشمل كل أنحاء البلاد، يجب أن ننشئ قنوات ومدارس متخصصة في محو الأمية وتأصيل التربية الوطنية الغيورة على الوطن الغالي هذا السودان الحبيب يجب أن يحدث ويتم هذا من قبل الدولة كما أسلفت ومنظمات المجتمع المدني والاتحادات الشبابية والطلابية والنقابية والمرأة وجميع الجهات الغيورة على مسارات هذا الوطن من تمكين العلم والثقافة في دواخل عامة المواطنين ومن أهمهم اولئك الذين يعانون من ظلمات الأمية، ايضاً نقول هذا بسبب ماهو ملاحظ في الآونة الأخيرة بان حركة مسار قنوات محو الأمية غير مفعلة بالكيفية اللازمة لمحوها وبترها، كما أن مناهج التربية الوطنية لم تجد ما تستحقه من اهتمامات في العديد من مدارسنا، أن التعليم للاميين من الكبار والتربية للصغار يعد من أهم ما يجب الالتفات إليه من أجل تفعيل التنمية البشرية المستقبلية التي يجب أن تكون جاذبة على مسارات البلاد في كل المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية الإنتاجية، أنا شخصياً في كثير من الحالات المعاشة لم تعجبني معاملات وتعاملات البعض من اهل هذا الوطن بما يستحقه منهم من غيرة عليه، وأكيد أن ذلك يمكن مرجعه إلى نوع من الجهل وهذه الأمية المتسلطة على كاهل بعضهم كما ذكرت والتي يجب محوها عاجلاً، ولكي نحصل على الغيرة المستحقة لهذه البلاد لابد لنا من العمل الجاد لمحو الأمية وتفعيل مسارات التربية الوطنية، إن في كثير من دول وبلدان العالم نجد في شعوبها غيرة واسعة على أوطانهم وفي مقدماتها كمثال لا للحصر شعب جمهورية مصر الشقيقة، فان ابنائها يمثلون غيرة واسعة عليها وتعظيماً لها نادراً ما نجد له مثيلاً في بلدان أخرى قد نكون نحن في واحدة منها بحسب ما ذكرت. إن أبناء مصر عندما يقول أحدهم إن «مصر أم الدنيا» يقف الجميع عند تلك المعزة الوطنية التي نحن نتمنى أن نكون منها بإنزال المعزة الخالصة لوطننا الغالي هذا السودان العظيم. وبالطبع أن هذا لم يكتمل إذا لم نرفع هذه الأمية من على صدور المواطنين الذين فاتهم قطار التعليم كما ذكرت من أسباب أدت إلى ذلك ومكنا مسالك التربية الوطنية في أذهان الأجيال القادمة وأوجدنا مجالات لتفعيل الثقافة الوطنية العامة. نحن بالطبع عندما نتحدث عن أهمية محو الأمية ومثول التعليم والثقافة الوطنية، بالطبع لا نعني باننا جهلة او متخلفين. كلا والله فان بلادنا هذه تكتنز كماً هائلاً من الوطنيين المثقفين والحادبين على عزة بلادهم، ولكن فقط نريد المزيد من بذل الجهد في مجالات محو الأمية والتربية الوطنية.