من أجل ذلك أقول لأبناء جبال النوبة حملة السلاح بالحركة الشعبية إن الحرب غير المبررة التي أشعلتموها بالولاية منذ يونيو الماضي قبل الأخير ظلت مستمرة حتى الآن، ولا يدري أحداً متى تنتهي، حيث لم تلوح في الأفق حتى الآن بادرة أمل تبشر بإنتهائها، فالمعارك بين الجانبين مستمرة ليلاً ونهاراً راح ضحيتها خيرة أبناءنا العسكريين والمدنيين من الجانبيين كنا نعدهم لأي إستهدافات خارجية ومؤامرات دولية للنيل من هذا الوطن الوصونا عليه أهلنا زمان على التراب الغالي الماليهو ثمن ، ولكن شاءت الأقدار أن يكون الأمر غير ذلك تماماً ، فالحركة الشعبية مصرة على الحرب لتحقيق أهدافها المتمثلة في الوصول للحكم الذاتي وتبعية الولاية لدولة الجنوب، وهذا ما ترفضه الدولة وقوات الشعب المسلحة ومواطني الولاية كافة، فهو واجبها الأساسي الذي أنشئت من أجله المحافظة على الأرض والعرض والمحافظة على أرواح المواطنين وممتلكاتهم وأمنهم وإستقراراهم، فهو واجب الجميع الأول فلما كان كل من الجانبين مصر على موقفه ويقاتل من أجله أزهقت الأرواح وضاعت الممتلكات، فكان الوطن هو الضحية ومستقبل الولاية أصبح في كف عفريت، لذا رأيت مخاطبة أبناء الولاية حملة السلاح للإحتكام لصوت العقل بأن يوقفوا هذه الحرب وإلغاء السلاح أرضاً للتوصل إلى إتفاق يحفظ لمواطن هذه الولاية دمه وماله وعرضه وعيشه الكريم في وطنه السودان ، وليعلم الجميع أن جنوب كردفان هي ولاية شمالية، وأن المشورة الشعبية لا تعني الحكم الذاتي أو تقرير المصير، فواهم من يظن ذلك فكأنه ينفخ في قربة مقدودة، فجنوب كردفان وطن لجميع سكانها وقبائلها المتعددة. وليست ملكاً لقبيلة أو لعنصر معين يدعي أحقية ملكيته لها دون الآخرين. اللهم أصلح حالنا ووفق أبناءنا لما فيه مصلحة ولايتنا وأمنها وإستقرارها وأن يكون الإعتراف بالآخر خيارنا ومستقبل أجيالنا، فهو ولي ذلك والقادر عليه فنعم المولى ونعم النصير. والله أكبر ولله الحمد.