ظلت الحالة الصحية للفنان محمود عبد العزيز تراوح مكانها .. في وقتٍ تابعت فيه جموع السودانيين الموقف بشغف ووجع ، والكل تترقب الخبر اليقين والإفادة الصحيحة في ظل تواتر الأنباء من جهات متعددة تتحدث بنوع من الغموض وعدم الوضوح حول مآلات الحالة العامة للفنان الكبير محمود عبد العزيز.. مما هيّأ الجو لإنتشار المزيد من الشائعات والأخبار مجهولة المصدر والتي تحدّث البعض منها عن وفاته وأخرى عن تحسنه.. بل إن بعض الوسائط تحدثت عن إستعادته وعيه بالكامل في عمان . وفي الموجة الضبابية التي تلف حالة الفنان وإهمال متعمد من وسائل الإعلام السودانية التي فشلت في توفير المعلومة الصحيحة للسودانيين الذين إجتمعوا حول «حبة الأخبار» التي تصلهم «بالنقاط» .. في حين أن البعض لم يتملك الجسارة ليتحدث حتى عن الموضوع وإكتفت بالإشارة إلى خبر حزين من الأردن حول وفاة محمود دماغياً. د. جمال العارضة أخصائي المخ والأعصاب أفاد أنه إجتمع بمندوبين من السفارة السودانية في الأردن صبيحة الثلاثاء وأخبرهم بإن دماغ الفنان لا يعمل بصورة نهائية وهو ما يعرف بأخر مراحل أعضاء الجسم .. إبتدت في العد التنازلي للتوقف وأصبحت نبضات قلبه ضعيفة جداً . آخر الأخبار هذه وإن كانت لم تضف إلى واقع الحال في الشارع المتلهف معلومة جديدة إلا إنها تفتح الباب على مصراعيه لعدة تساؤلات تصب كلّها في خانة التجاهل الإعلامي والحكومي في تمليك الحقائق كاملة للمواطن . وما بين عتامة الرؤية وضبابية الخبر يقف الشعب السوداني حائراً وحزيناً.. لا يملك الحق في ترك السبيل لدموعه تنهمر في ظل «ترابيس الأمل» .. أو السكوت.. وهو يعلم أن هناك غالياً على قلبه يرقد طريح الفراش بعيداً حيث الصقيع . ويبقى السؤال الموجع أين «الحوت» الآن ... وكيف هو حالته..؟.