حقيقة أصبحنا نعيش واقعاً بالفعل مأساوي .. يزداد حدة وضرامة .. كل يوم ، قصص من الواقع المظلم والمزري الذي يعيشه هذا الشعب وكأنه في القرون الوسطى أو ماقبل ذلك .. شعب يفتقد لمقومات الحياة الكريمة ، يفتقد العناية اللازمة للبقاء على وجه الأرض .. قصص مأساوية تدون كل يوم على صفحات الصحف لا تجد ادنى إهتمام من المسئولين وكأنها لا تعنيهم من قريب أو بعيد ..أول أمس القريب تحدثت احدى الصحف عن احدى المستشفيات الولائية، أُحضرت له إمرأة في حالة وضوع متعسر لم يجدوا أمامهم إلا طبيباً داخل مبنى متهالك، ليس فيه من مقومات الصحة دليل على أنه مشفى ، لا غرفة عمليات ، لا مشرط ، لا قطن ، لا شاش.. لاشيء .. وعندما عجز الطبيب عن تقديم واجبة عجزت دموعه من أن تتماسك، فانهمرت بشدة على وضعه الذي جعله طبيباً مع وقف التنفيذ ففارقت المرأة الحياة بين سخط الطبيب وغضب ذويها ... هذه واحدة من آلاف الحالات التي تحدث يومياً على مسرح العبث السوداني .. و الآخطر من ذلك مع إنعدام أبسط مقومات الحياة إنعدم الأمن ، وأصبح الهلع والخوف ملازم للفقر و الأمراض ، والبلاد مباحة ومتاحة لكل أنواع الإجرام .. سماء مفتوحة بلا رقيب ولا حسيب (راداري).. فيسمع دوي الطائرات وتنشر القذائف لهباً وشهباً على رؤوس المواطنين دون ذنب... تحدث أمس أحد المسؤولين بالشرق أن هنالك عصابات لأفراد أجانب يعملون بالإتجار في البشر و يقومون بعمليات خطف للأطفال والكبار تحت تهديد السلاح الذي يدخلونه معهم بكل سهولة عبر الحدود مباشرة ، والأفظع من ذلك أنه صرح بضبط حاويتين مليئتين بالأعضاء البشرية يرافقهم طبيبان أجنبيان ...أصبح المواطن السوداني للأسف كالخرفان يذبح ويقطع ويصدر ويباع (بالحتة )..!.