الروح التي كان يتمتع بها فقيد الوطن الأستاذ فتحي شيلا... قومية.. رغم إنتماء الفقيد السابق للإتحاديين واللاحق للمؤتمر الوطني . ٭٭٭ ورغم أنّ الإنتقال من حزب الى آخر، يفسر في كثير من الحالات لحسابات المصالح .. إلا أنني أشهد أن شيلا كان متجرداً ،ويعمل بأفق وطني عريض وحقيقي.. فالرجل كان لا يهدأ له بال ، ولا تلين له عزيمة. ٭٭٭ شيلا كان أبرز نجوم المعارضة في الخارج.. أكثرهم نشاطاً وحيوية وموضوعية .. ترك الوطن والأهل ، من أجل أسمى هدف ، وهو عودة الحرية والديمقراطية للبلاد. ٭٭٭ لقد عاد الفقيد للسودان في إطار إعلان الوفاق والتصالح بين الحكومة والتجمع الوطني الديمقراطي. ٭٭٭ ولعل إنضمامه للمؤتمر الوطني ، أضفى على هذا الحزب شكلاً جديداً، يقوم على ضرورة إشاعة السلام، والتخلي عن نهج الوصاية والإحتكار... والإنتقال من الدولة الشمولية، للديمقراطية. ٭٭٭ فتحي شيلا كان عفيفاً في يده ولسانه... لم يذكره أحد بسوء، ولم تنطلق حوله أية شائعة أو شبهة. ٭٭٭ كنت ألتقيه في المسجد.. يسبق الجميع.. يتعبد بإخلاص، ويبتهل بصدق. ٭٭٭ فالرجل كان مؤمناً ومتديناً، بإعتدال. بلادنا فقدت ركناً أساسياً من أركان العمل السياسي الناضج والمثمر... والوطن أحوج ما يكون لمثل هذا الرمز النقي التقي الوفي... ٭٭٭ مات شيلا... وستظل قناعاته الوطنية راسخة.. وسيتحقق حلم أن يعود السودان للحرية والديمقراطية والوئام والوفاق. ٭٭٭ رحم الله هذا الرمز الشامخ، وهذا الصرح الشاهق. وأدخله فسيح الجنان.