نبذة عن حياة الفقيد «فتح الرحمن شيلا» بقلم – عادل عبده بدأ الراحل الفقيد "فتح الرحمن شيلا" الذي انتقل إلى دار الخلود أمس حياته العملية معلماً بعد تخرجه من معهد المعلمين ب«شندي» في الستينيات وقد طرق دهاليز السياسة من باب العمل النقابي حيث قابل الشريف "حسين الهندي" في لندن خلال منتصف السبعينيات ممثلاً لسلك المعلمين المعارضين لنظام مايو وسرعان ما انضم للحزب الوطني الاتحادي، وكان من الموقعين على ميثاق الانتقال إلى الاتحادي الديمقراطي بقيادة مولانا محمد عثمان الميرغني في فترة الديمقراطية الثالثة ووقع عليه الاختيار ليكون وزيراً للزراعة بالإقليم الشمالي في حكومة الصادق المهدي سنة 1988م. وعندما وقع انقلاب 30 يونيو 89 شد الرحال إلى القاهرة وانضم للتجمع المعارض، حيث أصدر مولانا الميرغني قراراً بتعيينه سكرتيراً عاماً للحزب الاتحادي الديمقراطي بالخارج، وقد كان ضمن العائدين للوطن عام 2005 بقيادة مولانا الراحل «محمد عثمان الميرغني» بعد الاتفاق على خيار الحل السلمي للقضية السودانية وأصبح من القيادات الأساسية للحزب بالداخل حتى تم انتخابه نائباً للأمين العام للحزب في مؤتمر المرجعيات عام 2004م بالقناطر الخيرية في مصر. كان "فتحي شيلا" هدفاً لصراعات مراكز القوة بالحزب والتي عجلت بذهابه إلى المؤتمر الوطني في خطوة دراماتيكية كان مرغماً باتخاذها بعد طول صبر. تولى "شيلا" أمانة الإعلام بالمؤتمر الوطني غير أنه فقد موقعه في إطار سياسات الحزب الحاكم بإعطاء المواقع للقوى السياسية المشاركة. كان "فتحي شيلا" رجلاً اجتماعياً حلو المعشر، وبارعاً في التنظيم، حيث احتفظ بعلاقاته القديمة مع جميع الاتحاديين، وكان يتواصل معهم في السراء والضراء.. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.