كرامة وحقوق المواطن السوداني يجب أن تظل الهم الأساسي للجهات المعنية في أجهزة الدولة المختصة وخاصة وزارتي الخارجية والعمل لأن إهمال متابعة إنفاذ عقود العمل المبرمة بين العاملين السودانيين وتلك الدول التي يسافرون اليها يتعرض هؤلاء العاملين الى الكثير من المهانة والمذلة.. ٭ المواطن السوداني الذي يسافر عبر النوافذ الرسمية ووفقاً لعقد عمل رسمي وقانوني تشهد عليه مؤسسات الدولة يكون بالضرورة قد رتب كل أمور حاضره ومستقبله على ذلك ويكون قد جهز حاله وأسرته وأطفاله وفقاً لما يتوقع الحصول عليه من مرتب حسب مقتضيات العقد الذي يفترض أن يكون ملزماً للدولة التي سافر اليها المواطن للعمل بها. إن ما حدث للكوادر الطبية التي سافرت للعمل بالدولة الليبية يحتاج لوقفة مهمة وضرورية من أجهزة الدولة المختصة حتى لا يتكرر مثل هذا الفعل غير المقبول والذي عانى منه هؤلاء الأطباء والكوادر الأخرى الكثير من المعاناة إن لم يكن شيء من الإحتيال لأنه بالرغم من سفرهم للعمل في مناطق نائية وبعيدة وغير آمنة بجنوب ليبيا معرضين أنفسهم لمخاطر حقيقية.. ولكن رغم ذلك تعرضوا للكثير من الإحتقار والمهانة والمذلة، حيث كانت البداية تخلي السلطات الليبية من العقودات التي وقعت معهم في الخرطوم وبشهود السلطات الرسمية السودانية، وكان البديل عبارة عن عقودات جديدة بقيمة مرتبات أقل كثيراً من العقود الأولى. أيضاً تعرض هؤلاء لعدم صرف مرتباتهم حتى بالقيمة الجديدة ويعيشون فقط على سلفيات بينما تنتظر أسرهم في السودان تحويلاتهم طيلة أكثر من ستة أشهر أضف الى ذلك تخلي السلطات الليبية عن بعض إلتزاماتها مثل السكن وغيرها فهل هناك إذلال أكثر من ذلك؟؟ لقد إتصلت هذه الكوادر عدة مرات بالقنصل السوداني بطرابلس وإبلاغه بما حدث لهم ولكنه كان دائماً يتعذر بمشغوليات أخرى وفي النهاية لم يجدوا من السفارة فعلاً حقيقياً أو حِراكاً فاعلاً مما دفع اليأس ببعضهم التفكير في العودة للسودان حتى بدون جوازات سفرهم وبالفعل قد حضر البعض من الأطباء. العلاقات السودانية الليبية على العين والرأس ومساعدة الشعب الليبي واجب مقدس.. ولكن أن يكون ذلك على حساب كرامة وحقوق المواطن السوداني أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، كما أن عدم التدخل الحاسم من سفارة السودان بطرابلس ووزارة العمل والخارجية لحماية حقوق أبناء السودان أمر غير مقبول إذا كانت الحاجة والظروف الإقتصادية الصعبة هي التي دفعت أبناء السودان للإغتراب لكن هذا في المجمل لا يعني قبول هذه الممارسات من هذه الدول وعلى الجهات الرسمية أن تحمي عقودات المغتربين وعلينا أن نعلم دائماً وأبداً أن كرامة إنسان السودان خط أحمر..