سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إرتفاع نسبة جرائم الهاتف السيار يودي إلى مؤشرات خطيرة مواطنون: نطالب الهيئة القومية للإتصالات بمعاقبة الشركات التي تبيع الشرائح بدون تسجيل
تحقيق : عائشة عتيق
تناولنا ضمن موضوعات عديدة الإستخدام السلبي لوسائل التكنلوجيا الحديثة، فالتطور والتقدم والتقنية الحديثة لا شك انها تساهم بقدر كبير في توفير الوقت والجهد، مما ينعكس إيجاباً على مدى تحضر وتطور المجتمع، فإنتشار وسائل الإتصال الحديثة وسط كل فئات المجتمع وسرعة الوصول للمعلومات أدى إلى تزايد نسبة جرائم الهاتف السيار، ويعتبر ذلك مؤشراً خطيراً على مجتمعنا السوداني الذي يتمسك بالقيم والمبادىء والأخلاق الفاضلة، ولا يخفى على أحد أن هذه الأيام المشاكل والمعاكسات التي تأتي من الشرائح أو الأرقام غير المسجلة واستخدامها السىء في كتابة العبارات غير اللائقة وإرسال الرسائل والصور الخليعة المشينة للسمعة والمنافية لقيم الدين الحنيف عبر صفحات الفيس بوك والهواتف السيارة أصبحت بصورة لافتة للنظر ، فإنتشار هذه الظاهرة أصبحت تشكل هاجساً لكل أفراد المجتمع. ولذلك قامت صحيفة (الوطن) بإجراء هذا التحقيق وخرجت بالآتي: ٭ وضع ضوابط أسرية صارمة المواطنة منال عبد الله أكدت أن انتشار استخدام الهاتف السيار أدى إلى إنتشار الجريمة خاصة في مجتمع الشباب والمراهقين، ولابد للأسرة أن تضع ضوابط أسرية صارمة، خاصة لسن عمرية محددة للأفراد الذين يحملون الهواتف على نطاق الأسرة، ومنال قصدت بذلك فئات الأطفال دون سن الرشد، فهؤلاء الأطفال دائماً يصبحون ضحية لمن يسيئون إستخدام الهواتف السيار، ومجتمع الرفاق الذين يكبرونهم سناً، وتواصل الحديث قائلة: إن معظم المشاكل والمعاكسات والأساليب غير الحميدة التي تتم عبر الأرقام مجهولة الهوية ، فالبعض يعتبر أن هذا الرقم غير معروف وسيلة لتصفية الحسابات، وبذلك تتصل بالشخص وتكيل له الشتائم وتستفزه بإرسال رسائل تحمل عبارات وصور سيئة ومشينة، ويصل الإستفزاز بأن تغلق الخط في ، ثم يقوم الشخص صاحب هذا السلوك بإلغاء الشريحة أو كسرها، وعند ذهابك لتدوين البلاغ تتفاجأ بأن الرقم غير مسجل وصاحبه غير معروف، وتقول منال هذا السلوك هو أسوأ أنواع الإستخدام للهاتف السيار، وتستأنف منال الحديث مرة أُخرى قائلة: الهواتف أصبحت تشكل عقبة أمام مجتمع المشاهير. ٭ فرض رقابة أسرية خاصة وتواصل حديثها على وجه التحديد الوسط الفني مجتمع المشاهير والفنانين مما جعل بعضهم عند حضوره للبيت يتم تسليم الهاتف إلى عميد الأُسرة وعند إتصالك تجد الهاتف بطرف الوالد، ويرد عليك أنا والد فلانة، أو أن تتصل بفلان فترد عليك زوجته أنا زوجة فلان، فبذلك تكون قطعت الطريق أمام أصحاب المعاكسات، ومنال تقول يعتبر هذا السلوك رقابة أسرية من نوع خاص، ولو درجت كل الأسر على استخدامها لقللت من المشاكل التي تنتج من إستخدام الهواتف خاصة في الفترات المسائية، وأوقات الفراغ، ومنال ترى بأن تسجيل الأرقام ليس هو الحل الجذري للمشكلة، ولكن الحل الجذري يكمن في التربية الصحيحة وتقوى الله في المقام الأول. ولكن وصال نور الدائم لم توافق منال في الرأي كله فقد استوضحت بأن تسجيل البيانات أو الشرائح قد يقلل من انتشار الظاهرة بصورة كبيرة عندما تأتيك رسالة أو مكالمة من رقم غير معروف لديك، عند ذهابك لأقرب مركز تابع للشركة يتم تعرفك على صاحب الرقم، وعنئذ تقوم بإجراء اللازم، ولكنها اتفقت مع منال في أن تكون هناك سن عمرية محددة لحمل الهاتف فهناك أطفال يحملونه وهم لا يدركون بخطورته على سلوكهم ، وكذلك ليس لديهم حاجة له، ووصال بذلك تحس الأسر بعدم تمليك الهواتف السيار للأطفال خاصة الهواتف ذات التقنية المتقدمة والتي تسمح لهم الدخول للمواقع الإباحية والمحظورة. وفي ختام حديثها وجهت وصال رسالة لكل الأسر بأن لا تملك الهواتف للأبناء إلا إذا وصلوا مرحلة عمرية محددة تجعلهم يدركون المشاكل والمخاطر التي يسببها حمل الهاتف. ٭ دور وسائل الإعلام ابراهيم محمد هارون ابتدر حديثه بالقول استخدام الشرائح أو الأرقام غير المسجلة أصبح يشكل ظاهرة إجرامية خطيرة يجب محاربتها بكل الوسائل، والقى المسؤولية على وسائل الإعلام بإعتبارها الإدارة التوعوية للمجتمع ، فالإعلام بكل وسائله (المقروء المسموعة المرئية) يجب أن تقفل الباب أمام الذين يمارسون تلك الظواهر السالبة عبر تلك الأرقام. ويواصل ابراهيم كما أن المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق الهيئة القومية للإتصالات بأن تفرض عقوبات رادعة على شركات الإتصالات التي تبيع الشرائح دون أوراق ثبوتية للحد من انتشار الظاهرة ، فعندما تباع هذه الشرائح بأوراق ثبوتية وعناوين ثابتة يمكن أن تُطال صاحب البيانات في أي مكان وأي زمان، ويؤكد بأن هناك عصابات في مجال الإقبال والنصب والإبتزاز. ٭ حالات نصب وإحتيال الشاب عبد السلام شمس الدين - أكد بأن كل جرائم النصب والإحتيال من الأرقام غير المسجلة، وبذلك يمارس بها البعض كل أنواع المعاكسات والنصب والإحتيال، فعبد السلام يروي حكايته مع هؤلاء النصابين والمحتالين قائلاً ذات يوم اتصل بي شخص برقم غير معروف وقال لي: لو سمحت حولي رصيد بمبلغ 001 جنيه وسأقوم بتحويل نفس المبلغ رصيد، أنا في مناطق الذهب وأراد بعبارته الأخيرة أن يطمئن على وجود المال الخافي ويواصل عبد السلام فرديت عليه بالإستجابة لطلبه وأردت أن أجاريه حتى أتأكد من مدى مصداقيته ، فقلت له أنا في الطريق إلى دكان تحويل الرصيد، ثم اتصل مرة أخرى وأكدت له بأنني سأقوم بتحويل المبلغ الذي طلبه وبعد أن نهيت المكاملة أتت رسالة رصيد من رقمه هذا تفيد بإرسال 001 جنيه، ولكنني انتبهت فور وصول الرسالة وراجعت خدمة إستقبال الرصيد ولم اعتمد على الرسالة التي وردت، وهناك تفاجأت بأنه لم ينزل أي رصيد، وبذلك تفاديت نصبه وإحتياله. وفي ختام حديثه وجه عبد السلام رسالة لكل أفراد المجتمع بأن يتحروا الدقة والحذر في مثل هذه الجرائم التي تتم عبر الأرقام المجهولة. وبعد ذلك نستمع إلى آراء أصحاب الشأن والمختصين في المجال عبر حديثهم الأسبوع الماضي والذي حملته كل وسائل الإعلام في ورشة تسجيل البيانات التي أقيمت ببرج الإتصالات. ٭ ضرورة تحديد فترة زمنية لتسجيل الشرائح أوضحت دائرة الجريمة المنتظمة والمستحدثة في ورشة تسجيل البيانات الأسبوع الماضي عن ارتفاع معدل جرائم الهاتف السيار في البلاد وحصرتها في إشانة السمعة والأتجار بالبشر، كما أكدت بأن الجريمة تعدت العاصمة إلى الولايات الأخرى. وأن هناك 003 بلاغ في عامي «0102م 1102» و«017» بلاغ في الوقت الحالي، ودعا ممثل دائرة الجنايات بولاية الخرطوم ممدوح عبد الكريم إلى ضرورة تحديد فترة زمنية واضحة لتسجيل الشرائح للحد من ظاهرة الجرائم الخطيرة والمستحدثة. كما أوضح د. يحيى عبد الله مستشار وزير الداخلية أن انتشار «الموبايل» قاد طلاب الجامعات لتعلم السرقة وأصبح بذلك يمثل هاجساً أمنياً ، كما اقترح في تلك الورشة التي أقيمت ببرج الإتصالات وضع خطة عمل مشتركة بين شركات الإتصالات والهيئة والداخلية، وذكرت الخطة أن يتم تسجيل البيانات عبر الرقم الوطني خاصة الذين لا يملكون أوراق ثبوتية. كما أكد اللواء عبد العزيز أيضاً في تلك الورشة بأن شريحة الهاتف السيار وسيلة للجريمة مثلها والشقق المفروشة والسيارات، وأن شرطة النجدة تتلقى 007 بلاغ كاذب يومياً وهددت بإتخاذ عقوبات رادعة.