سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نجوم في سماء الإبداع السوداني كرومة وعلي أبو الجود وأبو داؤود من أساطين الغناء في السودان!؟
لم تجد شخصية المبدع أبو داؤود حظها من الدراسة العلمية!!
بقلم: محمد سيد أحمد علي
كرومة وعلي أبو الجود كانا من أساطين الغناء في السودان وتسيدا الساحة الفنية ردحاً من الزمان ليفترقا أخيراً ليستغل علي أبو الجود بغنائه وكان يمتاز بصوت قوي شأنه شأن مطربي ذلك الزمان الذين يؤدون ما عرف بأغاني الحقيبة والتي كانت تمثل مرحلة جديدة من مراحل تطور الأغنية السودانية، كان علي ابو الجود من كبار مشجعي فريق المريخ، وفي مباراة لفريقه مع فريق الشاطيء «بدار الرياضة بأم درمان» تلقى المريخ في الشوط الأول ثلاثة أهداف حزن أبو الجود لذلك. لم يستسلم للهزيمة وقرر استخدام سلاح الفن في معركة الرياضة كان حارس مرمى الشاطيء معروف بعشقه للأغاني فسارع ابو الجود وطلب من أحد المشجعين أن يحضر له «الرق» من حي الهاشماب على بعد امتار من دار الرياضة بدأ الشوط الثاني للمباراة ومضى ابو الجود وجماعته وجلسوا خلف شباك حارس مرمى فريق الشاطيء وصدحوا بأجمل الأغاني الرشيم الأخضر جوهر صدر المحافل الخ أغنيات كرومة التي جعلت حارس المرمى يفقد توازنه ويتمايل طرباً وكانت قاصمة الظهر عندما صدح أبو الجود بأجمل الأغاني «زهرة الروض الظليل» ورماة المريخ عصمت مضى وطلب مدني يمطرون مرماه بالأهداف ليخرج المريخ منتصراً وجماهير المريخ تحمل علي ابو الجود على الأعناق وتردد معه زهرة الروض الظليل وكان حدثاً فريداً شهد تلاحم فنون كرة القدم مع فن الغناء والطرب وتمر الأيام.. ويقرر نادي المريخ أن يبادل «ابو الجود» وفاءً بوفاء ويقيم حفل تأبين تخليداً لذكراه في «الستينيات» عام وفاته عليه الرحمة ويشارك «ابو داؤود» في إحياء الحفل ومعه صديقه الوفي «علي المك» الذي كان من عشاق المريخ اعتلى أبو داؤود المسرح بقامته السامقة ليشد الأنظار ويخطف الأضواء وتشرئب الأعناق والكل آذان صاغية متلهفة للإستماع الى فن أصيل ترتاح له النفوس ويبدد الكآبة كعادته «بالرمية» ليهييء الآذان والقلوب والحواس لتلتقي جرعات مركزة من الطرب.. (الجرحو نوسربي.. غور في الضمير.. فوق قلبي خلف الكي يا ناس الله لي) والكي للذين لا يعرفونه هو آخر ما يتلقاه المريض من علاج صعب المذاق لا يحتمله إلا من يروم العلاج ويتطلع لنعمة العافية من بعده.. فيتجاوب الجمهور مع «الرمية ويردد بصوت هادر ياناس الله لي.. ثم تخرج الكلمات من الحنجرة الذهبية سلسة ندية (يازهرة طيبك جاني ليل، اقلق راحتي حار بي الدليل،زاد وجدي) فكان ذلك اليوم كما يقول الشهود وعلى رأسهم علي المك: جاء مولد زهرة الروض الظليل «كرومه الأصلي» كما يقولون احدى اغنياته الخالدات بصوت «ابو داؤود» الذي أينما هطل أطرب وأشجى وأبدع وشكّل وجدان الشعب السوداني بالفن الجيمل الخالد على مر الأيام مؤكداً كيف أن الفن والقيم الرفيعة للجتمع لا يفترقان عندما يحرص الفنان أن يكون رسولاً للأخلاق الفاضلة وهذه رسالة الفن. بدأت رحلة الأديب علي المك مع ابو داؤود في العمل على توثيق أغاني الحقيبة بالعمل على تسجيل أغاني الشاعر «عتيق» منذ بدايات عام 4891م واتفقا على حفظ هذه الكنوز من الضياع ليس تسجيلاً عشوائياً ولكنه كان عملاً طبقت فيه الأسس العلمية للتوثيق في المصادر الأصلية والتحقق من المفردات بكثير من الصبر والبحث والتدقيق والتأكد من الحان الأغنيات والرجوع الى المصادر الأولى التي سجلها من سبق من المهتمين بأغاني الحقيبة بل وزيارة كبار مطربي الحقيبية الذين كانوا على قيد الحياة مثل ما تم من زيارات للشاعر الكبير «محمد بشير عتيق» والفنان المبدع ود البنا وما قدماه من معلومات ساهمت في التوثيق للعصر الذهبي للأغنية السودانية.. وهذا ما سوف اتناوله في الحلقة القادمة من لقاء القمة وينبوع الألحان بإذن الله تعالى.. والحديث عن رميات محمود ود الفكي.. لم تجد شخصية المبدع «ابو داؤود» حظها من الدراسة العلمية المتأنية الفاحصة والتي تلقي الضوء على جوانب من تاريخ حياته الا من بعض اللقاءات الصحفية الإذاعية وما جاء بها من معلومات تستحق المعرفة لنجم مثله ظل على مدى ما يقارب الأربعة عقود من الزمان ينبوعاً للألحان والإبداع، وكان مجيداً اذا ما ترنم أوانشد أو تلى آيات القرآن الكريم، وإذا ما انشد مدائح في المصطفى صلى الله عليه وسلم لذلك فأني أحسب أن دكتور علي المك بما كتب عن أبو داؤود قد قدم لتاريخ الغناء من خلال سيرة «ابو داؤود» قدم عملاً جليلاً. بالرجوع الى بعض ما ذكرته أسرة الراحل عن سيرته ونشأته وهي مصادر قريبة منه كرب أسرة متماسكة أضفى عليها من روحه المرحة وشخصيته القوية صفات ايجابية جعلتهم يكنون له محبة فائقة مثلما له من معجبين كُثر في داخل البلاد وخارجها مما يتحدثون عنه كأب وكفنان بإعجاب وتقدير وها هي الأستاذة «عامرية عبد العزيز داؤود» في مقابلة مع صحيفة «الإنتباهة» يوم الجمعة 92/3/3102م توضح من خلال إجاباتها على مندوب الصحيفة السبب الذي طالما تساءل عنه الناس، عن تمكن الفنان «عبد العزيز ابو داؤود» من اللغة العربية ومن أداء الأغنيات الفصيحة فكان ردها لأنه يحب اللغة وقراءة القرآن الكريم الذي يجعل قارئه مجوداً للغة العربية. الإنسان ابن البيئة، فقد ولد «ابو داؤود» في «بربر» موطن العلم والعلماء بل جهابزة العلماء الذين ملأوا الساحات علماً وأدباً وثقافة ثرة، ولد عام 4291م وهو نفس العام الذي شهدت فيه البلاد مولد عهد ومرحلة جديدة من تاريخ السودان السياسي مع اندلاع أعظم الثورات ضد المستعمر البريطاني وكان لها ما بعدها من تداعيات، وكان دور الفن وأهل الفن من شعراء وغناء معروف في تاريخ السودان السياسي بل من كبار الفنانين في تلك المرحلة من شارك بفعالية في قيام الثورة وكان للفن دور مقدر سوف أتناوله مع مقالات قادمة بإذن الله لأهمية تأثر أبو داؤود بجو الخلاوي وحفظ ماحفظ من القرآن الكريم ليلتحق من بعد بالمدرسة لأربعة أعوام بالرغم من قلة فرص التعليم والإلتحاق بالمدارس ووجد في مدينة «بربر» مجالاً رحباً لأن يبدأ هوايته في الغناء بصوته الجميل ويمدح في ليالي الأذكار والمدائح ويزاول عمله بالسكة الحديد عام 3491م وهي المرحلة التي تعرف فيها على الفنان «فضل المولى زنقار» لينتقل معه الى الخرطوم في رحلة غيرت مجرى حياته الفنية التي امتدت لعقود من الزمان، قدم فيها الدرر الغوالي، بل ونفض الغبار عن أعمال فنية رائعة وقدمها من خلال صوته وأداءه المتميز وسكب فيها بل ووضع عليها من بصماته ما زادته روعة وخلوداً في وجدان الشعب السوداني وعلى مر الأجيال لأن الأصالة لا تبلى والذهب لا يصدأ. إذا تحدثنا عن الغناء باللغة الفصحى فقد بز ابو داؤود أقرانه وتفرد بأداء أغنيات يصعب على غيره تلحينها وأدائها إلا قلة من الفنانين أمثال عثمان حسين وعبد الكريم الكابلي وقليل من أغنيات الفنان وردي مثل أغنية (مرحباً يا شوق) والتي قنعت بموقع متأخر من مقاعد غنائية كما وصفها د. علي المك ولم تجد ما وجدته أغاني «عثمان حسين» بالفصحى. عندما نستمع «لأبو داؤود» وهو ينشد أبيات من ما أنشأها «خليل فرح» وأطلق عليها في ما بعد «الخمريات» فإنك بلا شك تنتشي وبشكل مذهل وتعجب كيف أن ابو داؤود اكتشف هذه الدرر وجعل منها مقدمات أو سمها «رمية» لأُغنيات الحقيبة ولكن يؤديها بأسلوب متفرد يصعب تقليده وتستمع اليه وهو يردد كلمات خليل فرح: انا في بساتين الزهور بين الترايب والنحور أشرب معنقة الدهور نداماى عصافير السحور هذا ضرب من الشعر محبب الى النفوس وكل يغني على ليلاه ولكني أشتم وأجد رائحة الأدب الصوفي من حيث استخدام مفردات جميلة، الترايب والنحور وإستعارات تصور معاني جميلة تذوقها «أبو داؤود» وجعل منها مقدمات نفضت الغبار عن بعض أغاني الحقيبة والتي لا يخبو وميضها مهما علاها غبار الزمن ويكفي ما ردده الشيخ المتصوف وهو يستمع الى الفنان وهو يصدح في جنح الليل «يا لليل أبقى شاهد».. -- اين شكر الله؟ الفنان الشاب شكر الله عز الدين بعد أن شكّل حضوراً طاغياً في الساحة الفنية إختفي في الآونة الأخيرة من على صهوة أجهزة الإعلام وفي مجال الحفلات الجماهيرية ولا ندري لماذا توقف عن التجديد بعد أن أصدر ألبوم غنائي ناجح يبشر بفنان صاحب قاعدة جماهيرية شبابية كبيرة. -- ندى وعماد ذكر الفنان والملحن عماد يوسف بأنه بدأ تعاوناً جديداً مع المطربة ندى القلعة في عدد من الأعمال الجديدة والتي كتب كلماتها كبار شعراء الأغنية، وقال عماد بأن تعاونه مع ندى مستمر في الفترة القادمة لأنها مطربة جادة وملتزمة ومبدعة. -- معرض السودان العالمي للسياحة كتب: مرتضى ابو عاقلة شاركت جمهورية ايران الإسلامية في معرض السودان العالمي للسياحة والتسوق الأسبوع الماضي تحت شعار «معاً نحو سياحة نظيفة وفاعلة في المجتمع»، والذي ضم العديد من الدول وذلك عبر جناح خاص ضم العديد من الصور والدليل السياحي للمدن السياحية في ايران منها طهران ومدينة قم التي ولد بها الإمام الخميني بجانب اصفهان وشيراز بجانب الأعمال اليدوية في صناعة المنقوشات والمنحوتات في ايران. -- دواشيات قال الشاعر مختار دفع الله السمحة عاجبانا العيون ياناس ديمة نعسانة الصدير الشال أحلى رمانة الخصل سادلات والقوام بانة الشاعر حامد دواش -- أخبار الفن .. أخبار الفن .. تجاني في التقانة شارك الشاعر الأستاذ التجاني حاج موسى مشاركة فاعلة في الأسبوع الثقافي والإداري لكلية العلوم الإدرية بجامعة العلوم والتقانة بأم درمان برعاية الدكتور المعتز محمد أحمد البرير ورئاسة البروفيسور بكري الطيب وموسى عميد الكلية، وجاءت مشاركة التجاني ضمن مشاركات علماء وأدباء وفنانين وإبداعات طلابية ووجد الإستحسان من الحضور الكبير طوال الأسبوع الثقافي. أروقة في منزل الدسوقي قامت مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم ممثلة في أمينها العام الأستاذ السموأل خلف الله ونائبه الأستاذ خليفة حسن بلة والأستاذ عبد الباقي حسين أمين المناشط والعلاقات العامة والأستاذ عاصم علي نائب مدير الإعلام بزيارة للشاعر الكبير سيف الدين الدسوقي بمنزله مساء السبت 9 فبراير 3102م وقد كان في استقبال الوفد أسرة الشاعر تتقدمها زوجته الفاضلة وأبناؤه الأستاذ يسار وفيصل، حيث اطمأن الوفد على صحة الشاعر وتحدث الأستاذ السموأل خلف الله عن اسهامات الشاعر الكبير في مجال الشعر والأدب وتحدث عن الصداقة الكبيرة التي تجمعه مع الشاعر، وقال إن المؤسسة بصدد إصدار ديوان الشاعر «إضاءة وومضة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم» بخط يده وهو الآن في المراحل النهائية في المطبعة وسيصدر الديوان مطبوعاً بخط يد الشاعر الى جانب قرص مدمج يحوي القصائد بصوت الشاعر وآخرين يأتي في شراكة مع إذاعة البيت السوداني إف أم 001 وسوف تقوم المؤسسة بتدشينه بحضور الشاعر وأُسرته، كما حمل الوفد رسالة من معلم الأجيال وصديق الشاعر الأستاذ علي عبدالله يعقوب مؤسس بنك فيصل الإسلامي، وقد شكرت أسرة الشاعر سيف الدين الدسوقي وفد المؤسسة على هذه الزيارة التي تأتي ضمن اهداف المؤسسة في تفقد الشعراء والأدباء والمبدعين الذين ساهموا في إثراء الساحة الثقافية السودانية. رحلة ترفيهية على شرف عودة الفنان الطيب عبد الله على شرف عودة الفنان الكبير الطيب عبدالله قامت مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم بتنظيم رحلة ترفيهية ثقافية الى مزرعة الاستاذ فيصل عبد الواحد بدعوة كريمة من رجل الأعمال سيف الدين مبارك كركساوي، وجاءت الرحلة في اطار برنامج المؤسسة للتواصل الإجتماعي مع المبدعين، وقد شارك في الرحلة مجموعة من نجوم المجتمع منهم: نجلا البنا «الأمين وعاصم» والفنان الشامل إبراهيم خوجلي والكابتن والدكتور علي قاقرين وسعادة الفريق عبد الرحمن الحضيري وسعادة اللواء عبدالحي محجوب والكابتن شيخ الدين والقنصل الفخري لجمهورية سلوفاكيا الدكتور نصر الدين شلقامي والسفير عبد المحمود عبد الحليم والأستاذ طارق البحر، والفنانون القلع عبد الحفيظ وعماد أحمد الطيب وعصام الجبلابي وثنائي أبو كدوك ومجموعة من الأدباء والشعراء والفنانين والمهتمين، وتحدث الأستاذ السموأل عن هذه الرحلة وقال إنها تأتي ضمن برامج التواصل الإجتماعي لعدد من المبدعين الذين أسهموا في الثقافة السودانية فناً ًوشعراً وأدباً، وإن الأستاذ الطيب عبد الله واحد من هذه القامات التي تستحق أن نكرمها مما قدمه من فن راقي شكل به وجدان الشعب السوداني وأنهم بصدد تكوين لجنة عليا لتكريم الفنان الطيب عبد الله، ومن جانبه قال الأستاذ الطيب عبد الله إنه في غاية السعادة بوجود هذه النجوم معهم وأنه لولاهم لما أتى الطيب عبد الله بهذا الفن وأن الفن رسالة عظيمة متكاملة، وأنا أشكر السموأل على هذه الرحلة التي جمعتني بأصدقاء وأحباب لم ألتقيهم منذ زمن بعيد. ومن ناحية أخرى قامت قناة النيل الأزرق بتسجيل هذه الرحلة لتقوم ببثها عبر برامجها الثقافية. الفحيل بلا رصيد أشار عدد من خبراء الموسيقى والفنون بأن شريف الفحيل الفنان الشاب وجد هالة إعلامية كبيرة برغم محدودية الأعمال الخاصة به ويرون بأنه إذا أراد الإستمرار في عالم الفن فعليه تطوير نفسه وتقديم الأعمال الخاصة به والتي ستكون هي زاده في مشواره الفني. ندوات مجمع العربية لازال مجمع اللغة العربية بقيادة البروفيسور علي أحمد محمد بابكر رئيس المجمع يوالي ندواته الأسبوعية الراتبة في مباني المجمع بالخرطوم وسط حضور كبير ومشاركة العلماء والمبدعين من كل فج عميق في حِراك علمي وثقافي وأدبي مستمر. -- بمزاج صوت السماء!! عبدالعظيم أكول يُعتبر المطرب الراحل المقيم الأُستاذ سيد خليفة أول فنان من المبدعين الحقيقيين رفاق عميد الفن السوداني الراحل احمد المصطفى، ولعله من الطبيعي ألا يذكر اسم الفنان أحمد المصطفى إلا ويذكر اسم الفنان سيد خليفة في ثنائية لا تقبل الإنفصال او التجزئة، فهما توأمان في الإبداع والتفرد وتجمع بينهما أواصر عديدة وتشابه كبير في النشأة والبيئة والثقافة، فقد تفرد الراحل سيد خليفة بأن له مدرسة غنائية تميل الى الأداء المسرحي مما جعله قريباً من الجمهور، فهو يعرف كيف يخاطب وجدانهم ويتفاعلون معه لعفويته وبساطته وقدرته على جذب الجمهور وحضوره الطاغي المؤثر، وقد كتبت عن كثير من المبدعين الذين رحلوا عن عالمنا هذا بكثير من الألم بإعتبار أن فقد المبدعين من أهل الفن يمثل انطفاء شمعة وله وقع أكثر إيلاماً من فقدان عامة البشر، وفقد المبدع في قامة الراحل سيد خليفة يشعر أمثالي بأنهم فقدوا جزءاً عزيزاً من الذين اثروا في تكوينهم الوجداني والعاطفي ويكون الإحساس بالفقد كبيراً ومؤلماً يحدث في النفوس شروخاً عميقة ويحس الإنسان منّا بأن جزاءاً عزيزاً منه قد اقتطع وأحدث فراغاً نفسياً عميقاً في دواخله طوال هذه السنوات الممتدة بعد رحيل الكروان، وقد بدأت علاقتي بالراحل سيد خليفة منذ التعلق بالإذاعة السودانية استماعاً وتذوقاً مطلع السبعينيات مع أول دفقة عاطفية يحسها الإنسان في مرحلة الصبا، وأنا استمع لإذاعة أم درمان وألتهم بشغف مجلة «هنا أم درمان » وبدأت محاولاتي الأولى في نظم الشعر ومقابلتي للشاعر الفذ محمد يوسف موسى في بداية الثمانينيات وهو يقف شامخاً يهدي ويوجه الشباب من شعراء الغناء في عباراته الهادئة التي تمكنهم من الوقوف على أقدامهم في ميدان الشعر الغنائي، وقد استفاد من توجيهاته ورعايته كُثر من شعراء اليوم البارزين ولا أظنهم ينسون ما قدمه لهم من نصح وإرشاد وعبر اتحاد الفنانين وعملي مع محمد يوسف في «فنون الأسبوع» 7891م توطدت صلتي بالراحل سيد خليفة وكنت أول من أجرى معه حواراً مطولاً بعد رحيل نظام مايو بعد أن تعرض لنقد عنيف بوصفه أكثر المجيدين الكبار في الغناء لمايو وانجازاتها في ذلك الوقت وأذكر أنه حينما كان ذاهباً للأردن في رحلته المرضية الأخيرة هاتفني وكان معه الشاعر الكبير الأستاذ محمد يوسف موسى وتحدث اليّ في العاشرة ليلاً مؤكداً بأنه سجّل للإذاعة آخر أغنياته من كلمات الأستاذ محمد يوسف ووعدني بإجراء حوار عقب عودته من رحلة المرض ولكن أبت إرادة المولى عزّ وجل إلا وأن يفارق هذه الدنيا الفانية راضياً مرضياً وأصدقكم القول أن الراحل المقيم سيد خليفة من بين أحب المبدعين الى نفسي، فقد كان قريباً من كل القلوب ببساطته وبشاشته ورقته تلك الرقة التي تفوق الوصف والتي تعبّر عنها دموعه الصادقة والتي تنم عن وجدان صادق طاهر، فقد كان موهوباً موهبة حقيقية موقناً برسالته الفنية التي أفنى عمره في سبيل تحقيقها ولم تثنه وتضعف عزيمته العوائق والأشواك وما أكثرها من عوائق تعترض المبدعين، ولم يكتفِ بالموهبة بل سلح نفسه بالعلم ولم يتعالى يوماً على معجبيه ولم يجعل من الفن أداة للكسب المادي والأمثلة كثيرة يعلمها أهل الفن والإبداع ممن عاصره، وكان الراحل المقيم سفارة فنية يعود اليه الفضل مع قلة من المبدعين في نقل الفن السوداني للعالم العربي من خلال أغنياته الخالدة وكان نعم السفير حتى رحيله عن هذه الفانية، وصدح بأعذب الكلمات التي صاغها كبار الشعراء وقد ذهب الى رحاب ربه ولكنه ترك إرثاً فنياً باذخاً.. إنه حقاً «صوت السماء» الذي غنى للسماء من كلمات الشاعر محمد يوسف موسى ثم من كلمات الراحل المبدع ادريس جماع انت السماء بدت لنا.. واستعصمت بالبعد عنا.. نسأل الله له الرحمة وهو خالد في كتاب الفن بأعماله الخالدة. -- ألق وإيثار ألق في منتدى راشد دياب د. بدر الدين علي حمد احتفل منتدى مركز راشد دياب للفنون بيوم الصحة العالمي بالتعاون مع وزارة الصحة ولاية الخرطوم وبرعاية شركة زين وذلك في أمسية الاحد 7/4/3102م شرفه البروفيسور مامون حميدة وزير الصحة ولاية الخرطوم، وأشارالوزير بضرورة شراكة المجتمع في هم الصحة بإعتبار أن المواطن أهم عنصر في هذه الشراكة، وقال ليس هناك دولة يمكن أن تعمل في المجال بنسبة تجعل المواطن راضي عنها لأنه طموح وهو إحساس طبيعي ولكن قبل ذلك يجب أن نسأل أنفسنا ماذا قدمنا لصحتنا وهل نحن نحافظ على أنفسنا ونعمل بمبدأ الوقاية خير من العلاج ولابد من السؤال لماذا تدخن حتى تمرض ليقوم أهلك أو بعض الخيرين بدفع تكاليف علاجك؟؟ والصحة في الخرطوم تعاني من عدة مشاكل مثل عدالة توزيع الخدمات وعلاج الأجانب في المستشفيات الحكومية وندرة الدواء.. وخلال المنتدى وصفت د. لمياء التجاني ممثلة منظمة الصحة العالمية تنامي الأمراض غير المعدية وهي السكري وإرتفاع ضغط الدم والربو والسرطان بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة مما دفع منظمة الصحة العالمية للإجتماع بكل منظمات الأممالمتحدة من أجل العمل يد بيد من أجل مكافحة هذه الأمراض وبما أن يوم الصحة لهذا العام يشير لمرض إرتفاع ضغط الدم ويحمل شعار «راقب ضغطك تحمي حياتك وتحفظ صحتك» فإنني أدعو كل مواطن بأن يسعى للعمل على حماية نفسه ومجتمعه من خطورة هذا المرض. كما ناشد د. رضوان يحيى من وزارة الصحة الإتحادية بمشاركة المواطنين في حملة قياس ضغط الدم بالساحة الخضراء والمشاركة في الأنشطة الرياضية المختلفة تحت مسمى رياضة من أجل الصحة العامة. وأضاف د. أمجد عبيد سيد أحمد من وزارة الصحة ولاية الخرطوم بأن النوبات القلبية والفشل الكلوي والعمى أمراض يمكن أن يسببها إرتفاع ضغط الدم، وأشار للإحصائية التي حددت بأن 1 من كل 4 أشخاص في ولاية الخرطوم يكون مصاباً بهذا المرض الذي يسمى العدو الصامت وللوقاية منه يجب الإبتعاد عن العديد من الأشياء المضرة مثل التدخين الخمول شرب الخمر والسمنة وغيرها. كما أشار المتداخلون الى مشكلات تكاليف العلاج الباهظة وصعوبة التعامل مع التأمين الصحي والعديد من المشكلات الأخرى التي تتعلق بالصحة هذا وتميز المنتدى الذي أداره د. حمزة عوض الله بخفة الحوار وإنفعال الحضور معه كما إضافت مشاركة المطرب بلال موسى ألقاً وجمالاً. -- كلام نواعم نكسات اجتماعية متزايدة اعتماد عوض أن تزايد وسرعة وتيرة التطور التكنولوجي جعل عملية الاتصال هي الوسيلة الأساسية للسلام والتواصل بين أفراد المجتمع وتبدو بإعتقادي وسيلة صامتة خالية من مشاعر الحب والتصافح والابتسامة والحوار، وخال من الحميمية لكن من خلالها أعدمت مشاعر التواصل الحقيقي بين الأفراد، حيث إن تلك الرسائل أسهمت في التقليل من التواصل الاجتماعي المباشر بين أفراد الأسرة الواحدة، وأضعفت العلاقات الجميلة الدافئة التي تفتقدها قلوبنا، ولا تحقق مفهوم صلة الرحم الحقيقية، وليس فيها استفسار عن مشاعر الآخر وأوضاعه؛ ويعد ذلك سببا من أسباب إنطوائية لدى العديد من الأفراد، وقلة العلاقات والزيارات العائلية وأتوقع له نصيب ضخم من نسبة الاكتئاب الذي لحق بمجتمعنا في الآونة الأخيرة ، بعض ما ذكرت يحقق نتائج غير مباشرة أسوأها تخفيف تماسك المجتمعِ، وتهميش معاني الأعياد والمناسبات، بل وحتى العزاء وزيارة المريض استبدلت بالتواصل عبر هذه الوسائل، والتي لا يحتاجها المريض أو المبتلى، بل يحتاج أخًا أو صديقًا يقف معه. وأن صلة الرحم شأنها ليس بالشأن البسيط. من الواضح والمؤكد أن الألفية الثالثة تشهد تطورًا هائلًا لوسائل الإعلام الجديد، مما جعل العالم كالقرية الصغيرة فكل مجالات التواصل الاجتماعي ممكنة، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مما سهل التشارك بملفات وطرح الآراء والتعليقات والحوارات، وجعله أمرًا ممكنًا وسهلًا وميسرًا وغير مكلف من خلال الشبكة العنكبوتية التي تتميز بالسرعة والجذب والتشويق، لكن المصيبة التي تحاصر مجتمعنا في التواصل الاجتماعي غير المخطط له آثار سلبية كبيرة، فعلى مستوى الأسرة قلّ التواصل والترابط الأسري بين أفرادها في المنزل، إذ الكل مشغول بجهازه وموقعه فلا يكاد أن تجتمع الأسرة على مائدة واحدة في ظل هذه المواقع!! أما على مستوى المدرسة فقد أصبح عاملًا مسببًا في عملية التأخر الدراسي، حيث يعتبره الطلاب وسيلة ترفيهية، فالبلاك بيري والآي فون فعلا فعلتهما السلبية لأبنائنا الطلاب لقضاء وقت أطول معهما على حساب الالتزامات والواجبات الدراسية. أما على المستوى الاجتماعي فقد ضاعت العلاقات العامة في زحمة هذا المواقع وأجهزة النقال بين الأقارب والزملاء والأصدقاء، واندثرت القيم والعادات، مما قد يتسبب في نكسة اجتماعية ؛ فنحن بالطبع لانعتبر كل هذه التطورات تحولاً ثقافياً بقدر انه تراجع اجتماعي متفجر فهذا التطور ادي الي صراعات كثيرة بين الانفتاح الخارجي وضغف الاجتماعيات الداخلية لكن من الخطأ الجسيم أن ندعي هذا التطور يتسلل الي اعماق المجتمع ويسبب في انسداد كل النوافذ الاصيلة وتصيبنا هشاشات الثقافات الاخري همسة نواعم معاك ببقى الزمان حاضر بجي العالم قريب مني و يكون أجمل بعيد منك بموت صوتي و يغيب فرح الزمن يكمل هواك مد الأفق جواي رسم قامة الشمس أطول