يعيش البشر حياتهم كلها وهم يعتمدون على بصرهم في الحركة، الذهاب والإياب ،العمل أو الدراسة ،حتى الكلام.. أحياناً يتم عبر البصر أو العيون، والبصر هو البوصلة التي يسير عبرها الإنسان، ودونه تختلف الأشياء ،وتتغير ملامح الحياة ،فكيف هي حياة فاقدي البصر؟ وهل عدم الإبصار يعني نهاية الحياة بالنسبة لهم ؟ أم أنه مازال هنالك بصيص أمل رغم عدم البصر..! نجوى أحمد تقول: لا يمكن لأي إنسان أن يتصور إحساس الشخص الضرير إلا إذا عاشه وعاش معه زمناً طويلاً، فالكثير منهم يخفي وراء ملامحه الهادئة مكامن المشاعر الممزوجة بالحوجة لكل ما يري من أشياء وجدت في الحياة ولم يرها، لذلك يكون خيالهم واسعاً، ونجد أغلب من هم لايبصرون يمتلكون ذكاءً حاداً، ورغبة أكيدة في التفوق على من حباهم الله بالبصر والكثير من النماذج حولنا من العباقرة، وهم لايبصرون ولكن توجد الفئة المحبطة المليئة باليأس والحقد والغضب بسبب العمى، ويحسدون كل من هو مبصر وأحيانا العمى يقود إلى النجاح وتخطي المستحيل. علي مواطن ضرير يؤكد: بالنسبة لي، وأنا ضرير لم أعر الأمر أي اهتمام فقد تجاهلت أمر فقداني للبصر منذ أن كنت طفلاً وتعايشت مع واقعي، لذا تجاوزت هذه المحنة عبر مراحل حياتي المختلفة لم أواصل تعليمي ولكن أعمل باجتهاد، وتزوجت أكثر من مرة وأحيانا أنسى أنني أعمى بسبب حركتي الكثيرة وانغماسي في المجتمع، فالأمر ليس صعبا إذا تقبله الإنسان وأدرك أنه قدر من الله. الأستاذة: آمال عبداللطيف باحثة اجتماعية تقول.. الوضع الذي يعيشه الإنسان داخل أسرته أو مجتمعه وتعامل كل من حوله معه يقود الإنسان إلى الخروج من أي أزمة ألمت به ،وقد يعيش الإنسان سعيداً في حياته، وهو ضرير ،وقد يعيش تعيساً كذلك إذا لم يتقبل وضعه وتعايش معه فالحياة لا تنتهي بفقد البصر بل باليأس وقلة الصبر.