[email protected]) كتبنا قبل فترة فى هذه الزاوية عن بترول الجنوب وطالبنا ان لايمر عبرنا بمذلة ومن الخير ان يتوقف اذا كان سيقوى دولة الجنوب التى لاتخفى العداء لنا بل ان اى قوة لاقتصادها لن تستثمر فى تنمية الجنوب وانما ستذهب لدعم المتمردين وتقوية الجنوب فى مواجهتنا وفى حين تتعزز موارد الجنوب وينتعش اقتصاده بتصدير البترول عبرنا يسعى الجنوب وبدعمه للمتمردين الى اضعاف الدولة السودانية الشمالية فيصطاد عصفورين بحجر واحد . لقد احسنت القيادة التصرف بايقاف تصدير نفط الجنوب عير اراضينا مالم تكف دولة الجنوب عن دعم هؤلاء القتلة الذي يسفكون دماء المدنيين الابرياء وينشرون الخراب والدمار فى ربوع بلادنا بل ينهبون خيراتها وحتى مقتنايات المواطنين البسيطة مما يعنى ان اضعاف حتى المواطنين يشكل استراتيجية عظمى بالنسبة لهم ،هذا غير تدمير مشاريع التنمية التى تصل اليها ايديهم ،لقد ابدت حكومتنا الكثير من حسن النوايا تجاه الجنوب وحاولت جهدها ان ترعى حرمة الجوار والروابط القديمة ولم تستمع للاصوات التى كانت تنادى دائما بعدم الوثوق فى الحركة الشعبية ولكنها قدرت انه ربما تكون الحركة الشعبية قد استفادت من التجربة الاقتصادية المريرة التى مرت بها وقد بدأ ذلك واضحا فى اصرارهم على الاتفاق على تصدير النفط اولا ولكن الحكومة اصرت على الامن اولا وفى النهاية تم الاتفاق على ذلك ولكن وقبل ان يتم تصدير النفط وما ان (شمت) الحركة الشعبية بعض العافية حتى عادت لغدرها القديم. ربما كانت هناك بعض الجهات لاتريد لذلك الاتفاق ان يعيش فدعمت المتمردين ليندفعوا للتخريب فى جنوب وشمال كردفان ولئن تم تحرير تلك المناطق فان هذا لايعنى نهاية المطاف فكل تصريحات المتمردين تؤكد انهم سادرون فى غيهم وهذا ما لن يتوفر لهم بدون دعم لوجستى من دولة الجنوب ولايمكن ان يتم دعم كبير مثل ذلك بدون علم السلطات فى اعلى درجاتها ولعلهم يتعاملون معنا بمبدأ ( الاضينة دقوا واتعضرلوا ). سيكون من غير المنطقى ان ترتفع بعض الاصوات فى الشمال مطالبة بترك بترول الجنوب يمر لاننا ببساطة سنخسر العائد القليل الذى سنجنيه من تصدير بترولهم واضعافه لكف شرور الحركة الشعبية والحرب فى اى مكان فى العالم هى المدمر الاول للاقتصاد ، حتى امريكا صاحبة اقوى اقتصاديات العالم نجدها تترنح تحت ضربات الحروب رغم انها تمسك بزمامها وعليه فان اضعاف العدو يعد فى حد ذاته مكسبا كبيرا لانه يحد من قدرته على استنزافنا وتدمير مواردنا وترويع مواطنينا . ان الامن اهم من الرخاء الاقتصادى اذا فرضت عليك الحرب لاننا اذا ركضنا وراء انعاش الاقتصاد على حساب امننا القومى فسوف تأتى ساعة سريعة نفقد فيها الامن والاقتصاد معا وسنذوق ذل الهزيمة وعارها وهو امر لايضع له بعض المعارضين اى حساب بل يتمنون خراب الوطن ليجلسوا فوق حطامه لينعقوا كما ينعق البوم فخير لنا ولبلادنا ان تعانى بعض الصعوبات الاقتصادية لتعيش بشرف دون ان تنكسر ارادتها ويهان شعبها وتنهب خيراتها من قبل الذين يسعون جهدهم لتمزيق السودان اربا اربا لتسهل عملية نهب خيراته بعد تفريقه الى دويلات متناحرة فهل ننتبه قبل فوات الآوان ؟