سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أمين بناني يواصل إفاداته ل(الوطن) التغيير قادم من الداخل وأرجو أن لا يصادم النظام سنة الحياة
نحن إصلاحيون لا ثوريون ولا إنقلابيون
أنا باحث عن التغيير وليس السلطة والرئاسة
بإمكاننا استيعاب الحركة الإسلامية الحكومية إذا تخلت عن مشروعها السلطوي
القربيون منه أفادوني بأنه ومنذ بواكير سنة يتميز بالذكاء ويتعتد بشخصيته بكبرياء شديد حين حاورته قال لي: أنا دائماً ما أحفظ لنفسي مساحة من الإستقلالية.. إنضم لحركة الإتجاه الإسلامي وفي ذات الوقت احتفظ بكل علاقاتي مع أصدقاء الصبا وزملاء الدراسة على إختلاف توجهاتهم الفكرية والثقافية والإجتماعية والسياسية.. درس القانون بجامعة الخرطوم ومارس مهنة المحاماة .. تولى أيام دراسته في الجامعة منصب رئيس إتحاد جامعة الخرطوم.. القريبون منه قالوا.. أنه واسع الإطلاع متعدد القراءات موسوعي الثقافات.. وقالوا عنه شديد الإعتداد والإخلاص لما يعتقد من أفكار ويحاول إقناع مخالفيه في الرأي بالحجة والمنطق والحوار والمزيد من الحوار.. كثيراً ما يردد مقولة الإمام الشهيد حسن البنا (فلنتفق فيما إتفقنا فيه وليعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه).. حالتا الإعتداد بالشخصية والفكرة.. وحالتا احتفاظه بشخصية مستقلة وقبوله بالآخر سببت له مشاكل في التنظيم منذ أن كان طالباً.. وعندما جاءت الإنقاذ الوطني دخل مؤسساتها التشريعية والتنفيذية وأراد أن يمزج أفكاره وتجاربه وخبراته بحالاته تلك.. فحدث له كما أفاد الإقصاء والإبعاد بعدها آثر تكوين حزب العدالة مع إثنين من المغضوب عليهم والغاضبين وهما المرحوم الشهيد مكي على بلايل الذي ذهب إلى ربه راضياً مرضياً في حادثة اليوم الأول من أيام عيد الفطر المبارك الماضي حيث تحطمت طائرة المعايدة المتجهة الى «تلودي» بولاية جنوب كردفان والدكتور لام أكول والذي بعد تكوين حزب العدالة عاد مجدداً للحركة الشعبية ثم عاد معها بعد التوقيع على إتفاقية السلام 5002م ثم عاد الى دولة جنوب السودان 1102م.. الأستاذ أمين بناني المحامي وزير الدولة بالعدل الأسبق والبرلماني الأسبق بالمجلس الوطني جلست معه في مكتبه ببرج التضامن بالخرطوم: ويواصل الأستاذ أمين بناني إفاداته في الجزء الثاني للحوار حول الأسئلة التي طرحتها عليه (الوطن).. ٭ لا أبحث عن الرئاسة سألته: الأستاذ أمين انت تركت مؤسسات الإنقاذ السياسية والتشريعية والتنفيذية وكونت حزب العدالة واختلفت مع المرحوم مكي علي بلايل والدكتور لام أكول وانشطر حزب العدالة إلى كذا حزب الآن تسعى لتشكيل تحالف وطني إسلامي ألا يعني ذلك انك تبحث عن الرئاسة والسلطة؟ - أجاب مبتسماً ابتسامة عريضة أنا لا أبحث عن الرئاسة ولا عن السلطة كل الأمر انني أحد المبادرين لتكوين هذا التحالف وفكرة التحالف هي تطوير لفكرة ميثاق الفجر الجديد الذي طرحته جبهة الدستور الإسلامي وعرضته على مجموعة الأحزاب وابتعدات عنه. سألته مقاطعاً ألا يعني ذلك بهذا التطوير انكم أبعدتم جبهة الدستور الإسلامي التي يعتبرها البعض تتسم بالجمود في أطروحاتها؟ - أجاب قائلا أنا لا أقول إننا أبعدنا جبهة الدستور الإسلامي الذي حدث اننا قمنا بتعديل مبادرة جبهة الدستور الإسلامي بصورة جوهرية وخرج الميثاق بشكلة الحالي. ٭ سألته تتحدث عن ميثاق التحالف الإسلامي الوطني ويلتقي عندك في مكتبك عدد من قياداته هل أصبحت رئيساً وكيف تم ذلك ؟ - أجاب قائلا : هذه القوى هي التي رشحتني واختارتني لرئاسة التحالف في دورة التأسيس الاولى. قاطعته: وبعدها ستصبح الرئيس بحكم انك رئيس دورة التأسيس الاولى؟ قاطعني قائلا: لا لا الرئاسة ستكون دورية بين رؤساء المجموعات المكونة للتحالف.. رئاسة التحالف ليست هي القضية الرئيسية التي أبحث عنها ولكن عن تنزيل مضمون ميثاق التحالف لارض الواقع في الفترة المقبلة. ٭ إجتهاد يتوافق مع مطلوبات المرحلة سألته: الناظر في التحالف الإسلامي الوطني انكم تحاولون من حيث الشكل إعادة انتاج جبهة الميثاق الإسلامي التي ظهرت في ستينيات القرن الماضي أو الجبهة الإسلامية القومية التي ظهرت في منتصف ثمانينيات القرن الماضي والدليل على ذلك مطابقة مع يطرحه التحالف مع ميثاق السودان الذي أصدرته الجبهة الإسلامية القومية. رد مقاطعاً ما نقوم به ليس إعادة انتاج لمشروع سابق معين بالمعنى الحرفي لكنه اجتهاداً للإجابة على مطلوبات المرحلة الراهنة ويستفيد من الموروث السياسي والفكري للحركة الإسلامية السودانية والحركة الوطنية السودانية. سألته: ولكن ألا توافق الرأي بان محاولات التقاء المشروع الإسلامي والمشروع الوطني قد فشلت في أحايين كثيرة. - أجاب قائلا: البعد الإسلامي والوطني شئ أساسي في هذه الكيان شهدنا مشروعات وطنية في الساحة كان تتناقض مع المشروع الإسلامي وشهدنا مشروعات إسلامية كانت تتصارع مع المشروعات الوطنية المطروحة في الساحة. نحن من خلال ميثاق التحالف نسعى لتأسيس علاقة جديدة بين المشروع الإسلامي والمشروع الوطني قاسمها هو الرسالية والوطنية لنبلغ غايات العدالة والحرية وحقوق الانسان وبذلك يمكن أن نؤسس لحركة إسلامية وطنية حديثة مبرأة من العيوب التي لازمت عدم الإلتقاء بينهما في الماضي. سألته: ما المقصود بالتحالف الوطني الإسلامي هل معني ذلك انه لا يستوعب الأحزاب والتنظيمات الموصوفة الوطنية الإسلامية. - أجاب قائلا: المقصود بالتحالف الوطني الإسلامي هو تجمع أحزاب غير علمانية محضة ولكنها لا تعادي الإسلام السياسي وتؤمن بان للدين دور أساسي في الحياة. ومن جهة أخرى نفى به كيانات إسلامية تؤمن بان التجربة الإسلامية تتنزل على بلد هو الوطن له مكوناته وله تاريخه وله تطلعاته، وبالتالي لابد للاسلام أن يعبر عن هذه المكونات والتطلعات بإعتباره ديناً منفتحاً على الحياة ولا يحتكر الحياة كلها باستبعاد العناصر التي لا تصل لسقوفات الإسلاميين في مسائل بناء الدولة الحديثة. سألته: ماتطرح يقارب مشروع الحركة الإسلامية السودانية هل يمكن أن تلتقي معها مجدداً؟ - أجاب بسرعة شديدة كياننا الحالي يستوعب الحركة الإسلامية الحديثة إن هي تخلت عن مشروعها السلطوي إلى مشروع التغيير الذي يعتمد الفكر كأساس لإعادة صياغة المجتمع. إذا تخلت الحركة الإسلامية الحكومية عن السلطة بشكلها الراهن وإعادة انتاج نفسها إلى حركة تغيير وحققت للمجتمع الحرية والعدالة والطهارة فبامكاننا استيعابها. سألته: إذن ماهو موقفكم من اليسار؟ - أجاب قائلا: هذا المشروع لا يمكن أن يستوعب اليسار. سألته مقاطعاً: لماذا هذا الجزم في عدم استيعاب اليسار؟ - رد مقاطعاً ذلك لموقف اليسار الجذري من علاقة الدين بالحياة. سألته مجدداً نفس السؤال : ليس كل اليسار ينكر دور الدين في الحياة لماذا هذا الإقصاء العام ؟ - رد بسرعة : التيارات القومية يمكن أن تكون جزءاً من المشروع الوطني ، مثل حزب البعث العربي الاشتراكي لأن الدين عنده عنصر أساسي في الحياة. سألته : ولكن التجارب الوطنية في هذا الصدد غير ناضجة أو لم تعط الوقت الكافي. أجاب قائلاً : مقاطعاً : نحن نستلهم دور الإسلام في تكوين الدولة القومية الحديثة في الاسلام مستدلين بتجارة دارفور وتقلي وسنار والمسبعات والشرق إنما نشير إلى تجربة وطنية مرتكزة على الاسلام وبالتالي نحن نرحب بانضمام الأحزاب القومية العربية. سألته : من الصعب أن يتواءم حديثك هذا مع الواقع ... - رد مقاطعاً : أنا مؤمن بالتعددية الفكرية السياسية داخل التحالف الوطني الإسلامي وبالتالي أنا مؤمن بحق التيارات العلمانية في العمل في التعبير عن نفسها. سألته : ولكن جبهة الدستور الإسلامية والتي طورتم تحالفكم هذا على أساس مبادئها لا تؤمن بعض مكوناتها على ما تطرح ألا يعتبر ذلك تناقضاً واضحاً ؟ - أجاب قائلاً : نحن أبعدنا جبهة الدستور الاسلامي كما هي ابتعدت لان ميثاقها مفاهيم غير وطنية وإسلاميه فهي مثلاً ترفض استفتاء الشعب على الدستور وقالت إن ذلك لا يجوز شرعاً كما أنها رفضت فكرة المواطنة للحقوق والواجبات ودعت للدولة الدينية. سألته مقاطعاً : معنى ذلك أن جبهة الدستور الإسلامي أصبحتم بعيدين منها من هم الأقرب إليكم ؟ قال مبتسماً نصف ابتسامة : في تقديري أن جبهة الدستور الإسلامي بأطروحاتها الحالية يمكن أن تكون أبعد منا من تيارات لبيرالية وقومية موجودة في الساحة تؤمن بدور الإرادة الشعبية في الحياة السياسية وعدم إستخدام العنف في الحياة العامة. سألته : ما المقصد النهائي من التحالف الوطني الإسلامي ؟ - أجاب بسرعة : هذا التحالف ليس من أجل السلطة وإنما تحالف من أجل التغيير نحو الأفضل ، تغيير يرتكز على قاعدة العقيدة والوطن .. لم يكن هدفنا العمل من أجل إسقاط النظام الحالي. ثم استدرك قائلاً : نحن نقدم بدائل ... النظام الحالي إذا أراد أن يطور نفسه في ضوء المناهج والمفاهيم يمكن له ذلك وسائلنا سليمة في التغيير سألته : ماهي الوسائل التي تستخدمونها للتغيير؟ - أجاب قائلاً بسرعة : طبعاً الوسائل السلمية والتي تبدأ من الخطاب السياسي المسموع والمكتوب والندوات والتجمعات السلمية والوقفات الإحتجاجية والدعوى إلى العصيان المدني والمسيرات الإحتجاجية السلمية. والمعيار الأساسي هو الاحتكام لصناديق الإقتراع إذا توافرت لها الشروط السياسية والقانونية والأخلاقية ، اما إذا جرت بالصورة التي تمت في إنتخابات العام 2010م فهي مرفوضة ولن نشارك فيها. سألته : في التجارب السودانية وغيرها يمثل الجيش معادلاً مهماً في التغيير بالصور التقليدية .. ما حدث في مصر الاسبوع قبل الماضي ، ومهما إختلف الناس في تكييفه إنقلاب أم غير إنقلاب أعطى الجيش صورة جديدة لإنجاز التغيير .. هل تقولون على الجيش في التغيير ؟ - أجاب بسرعة جداً : تغيير هذا النظام بالوسائل لا يعني أننا نريد استخدام الجيش في تغيير النظام ... لكن من المهم التأكيد أن كثير من مكونات النظام تنزع نحو التغيير وتتجاوب مع الأطروحات التي تطرح من الخارج .. نحن نتطلع إلى دور الشباب والطلاب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني والقوات المسلحة أن تتجاوب مع دعوات التغيير ، أتمنى ألا يصادم النظام هذا التغيير السلمي لأن التعاطي السلبي هو الذي يمكن حركتنا أن تتخذ مسار حركات تغيير الربيع العربي ، وأتمنى أن يكون السيناريو المصري آخر ما يحدث في السودان برغم أن النظام هنا ليس له شرعية قانونية وتاريخية. سألته من مضامين حديثك إذا فهمته على نحو صحيح هناك اشارات بان بامكانكم المشاركة في السلطة إذا ماتوفرت شروط؟ - أجاب مقاطعاً: ليس مهماً أن نشارك في أجهزة السلطة والنظام نحن نسعى نحو التغيير ونرحب باي مستوى من مستويات استجابة النظام لأطروحاتنا نحن إصلاحيون لا ثوريون ولا انقلابيون إذا شاء النظام فلن نسعى للمشاركة في السلطة ولن نطالبه بجزء من الثورة نحن إسلاميون ووطنيون ونتطلع ليراجع النظام سياساته حتى يصبح وطنياً إسلامياً وهنا أجدد دعوتي للسيد رئيس الجمهورية مغادرة خانة الحزبية هذا هو مكمن خلافنا مع الثورية سألته الجبهة الثورية ماهي نقاط الخلاف والاتفاق معها؟ - أجاب خلافنا مع الجبهة الثورية من حيث المضمون يتمثل في تبنيها للعلمانية الصريحة ومن حيث الوسائل تختلف معها في حمل السلاح لكنن ليس ضد المطالب السياسية والاجتماعية لحركات الهامش باي حال من الأحوال بل نحن نسعى من خلال هذا التحالف لتحقيق العدالة في كل مناحي الحياة بإعتبارها قاعدة فكرية وروحية للمجتمع والدولة، وإذا توقف الاخوة في الجبهة الثورية عن استخدام القوة سنتحاور معهم وفق الآتي: - إقناعهم بعدم جدوى العلمانية كأساس للحياة في المجتمع السوداني. - التحاور معهم للوصول لبرنامج عملي يحقق طلعات كل السودانيين في التمتع بحقوقهم السياسية والإجتماعية والثقافية على قاعدة المواطنة. نحن مع الحوار الوطني الشامل سألته: ولكن الآن الجبهة الثورية ترفع السلاح في وجه الدولة والمواطنين العزل ماموقفكم منها الآن؟ - أجاب قائلا نحن نميل للوصول مع هذه الجبهة الى حوار وطني شامل تشترك فيه هذه الحركات ويصل فيه السودانيون لحلول يمكن أن تصبح القاعدة لدستور السودان القادم. سألته صراحة إجباتك معممة هل سيقود تحالفكم حواراً مع الجبهة الثورية ومكوناتها المسلحة من أجل الوطن والمواطن ؟ - أجاب هذه الحركات المسلحة لا تريد الحوار مع الأحزاب هي تدير الحوار مع الحكومة للوصول معها للاتفاق علي المشاركة في السلطة واقتسام الثروة هم يستخدمون البندقية للوصول للسلطة. سألته وانتم تحالفكم ايضاً من أجل الوصول للسلطة. رد مقاطعاً ابداً التحالف ليس تحالف أحزاب فحسب لكنه كيان يستجمع قدرات المجتمع السوداني كله ونحن قدرنا أن 08% من الشعب السوداني خارج نظام الحكم والأحزاب السياسية وهذا هو سبب ضعف النظام والمعارضة. ويستدرك قائلا نحن لدينا خطة لمخاطبة كل الشخصيات القومية ورجالات القوات المسلحة المتقاعدين ومتقاعدي القضاة والدبلوماسيين ورجال الحكم والادارة والخدمة المدنية ومتقاعدي البنوك وبالإضافة إلى قطاعات المهنية حتى يكونوا جزءاً من الكيان الشعبي العريض. ٭ تجربتنا فاشلة سألته تقولون على المعادل الاسلامي في تحالفكم ولكن للتجارب الإسلامية الحاكمة كلها محل نظر. - أجابني مقاطعاً لا توجد تجارب اسلامية سابقة ما عدا التجربة السودانية والايرانية لانهما نالتا زمناً في التطبيق بقية المشروعات اما انها غير اسلامية حتى لو كانت في بلدان اسلامية او انها لمجموعة دينية لم يكن الحكم جزء من أهدافها. التجربة الايرانية الاسلامية لا يمكن وصفها بالفشل اطلاقاً. اما التجربة الاسلامية في السودان وصفها بالفشل وارد لحد كبير لانها تركت أصول المشروع الاسلامي واتجهت نحو السلطة وهذا لا يمنع انها حققت إنجازات الانقاذ لديها الكثير من الإنجازات التي يعترف بها خصومها السياسيين ولكنها بمعايير الاسلام فاشلة، وبمعايير الوطنية هي أقل النظم التي تعاقبت على حكم السوان وطنية. التدشين بعد رمضان سألته متى سيتم تدشين التحالف الوطني الإسلامي؟ - أجاب قائلا نسعى بعد رمضان لتوقيع الجميع على الميثاق الذي بعثناه لكل الفئات المكونة له خاطبنا قطاع الاعلاميين بشكل خاص وأرسلنا لكل مكوناته نسخاً وذلك لتحقيق هدفين هما: تهيأة المجتمع لقبول هذا التحالف الجديد. إخضاع مسودة الميثاق من حيث الأهداف والوسائل والغايات للجرح والتعديل.