هناك قاعدة قانونية جدير.. بالتأمل بأن المتهم برىء حتى تثبت إدانته وأُخرى أكثر جدارة وتقديراً وإحتراماً البينة على من إدعى.. واليمين على من أنكر.. ولقد ظل القضاء السوداني العادل والنزيه طوال تاريخه الناصع يفتخر به الشعب السوداني ويفاخر به.. وهو الجهاز الوحيد «تقريباً» لم يتلوث.. لقد ظلّ هذا الجهاز القضائي محل ثقة وتقدير كل المتخاصمين أمامه لا يعرف صغير ولا كبير.. لا صاحب جاه وسلطان وحسب ونسب وآخر من الشرائح المنسية.. ولكنه دائماً كل شىء يتم وفق القانون.. وما أطاله زمن المحاكمات حتى ملها الناس.. إلا وتحقيقاً للعدالة .. ومزيداً من العدل والإنصاف.. وتحقيقاً للعدالة ذات نفسها والقضاء السوداني لا يظلم أمامه أحد.. هكذا القضاء السوداني شعار العدل هو «الميزان».. إذا مالت أحد الكفتين و«ترجحت» إهتزت الدولة من رأسها الى أخمص قدميها بشدة.. وبهذا الفهم عندما يصرح الدكتور بلال عثمان وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة وفي حواره مع صحيفة (آخر لحظة) الثلاثاء بتاريخ 52 يونيو 3102م الموافق له 61 شعبان 4341ه.. العدد «4542» نقلاً عن الشرق الأوسط.. وبهذا النشر ذو الطبيعة الصارخة والملفتة للنظر «في الصفحة الأولى» بأن صلاح قوش هو القائد الحقيقي للإنقلاب.. قد يكون هذا صحيحاً.. وقد يكون غير ذلك.. وأحمد بلال نصّب نفسه قاضياً في هذه القضية الخطيرة والحساسة.. ولكن هذا يحدده القضاء والمحكمة المعروضة أمامها هذه القضية.. والكل يعلم بأن هيئة الدفاع عن صلاح قوش قد تقدمت بإستئناف للجهات العدلية ولم تقل كلمتها بعد.. ومن العيب وسوء الأخلاق والقصد السىء والنية الحاقدة.. وليس من الشهامة والمروءة أن يقفز السيد أحمد بلال عثمان ويتخطى حاجز العدالة المُحصن ليعلن وعلى الملأ أن صلاح قوش هو القائد الحقيقي للإنقلاب.. وهذا يقوله القضاء العادل والمحكمة الموقرة وليس وزير الموازنات وتمومة الجرتق السيد أحمد بلال عثمان.. والكل يعرف من هو أحمد بلال عثمان.. أنا شخصياً كاتب هذه السطور قد كنت موظفاً بوزارة الصحة الإتحادية.. وقتها كان أحمد بلال وزيراً لها «موازنات» أعرف جيداً من هو أحمد بلال وهو يعرف جيداً ماذا أقصد.. وزي الترتيب.. لا أكثر من «متسول» على مائدة الإنقاذ.. وما قصته مع ابن وزير المالية والإقتصاد الوطني علي محمود محمد عبد الرسول «عمر» والذي يعرفها حتى راعي الضان في وادي الخلاء «اب عليف».. وذاك التصرف الذي لا يليق حتى بموظف صغير ناهيك عن مسؤول كبير بحجم مستشار لرئيس الجمهوري في ذاك الوقت إلا دليلاً دامغاً على ما قلته.. ولكن من سخرية الزمن الظالم والدنيا العجيبة.. أن يكون أحمد بلال عثمان وزيراً للثقافة والإعلام.. والناطق الرسمي «كمان» باسم حكومة القاعدة العريضة.. لا أكثر من موظف محترم أن يبث كل سمومه وكامل حقده.. بأن صلاح قوش هو القائد الحقيقي للإنقلاب، عندما سأله المحرر.. إذن من هو القائد الحقيقي للإنقلاب أجاب سيادته: هو صلاح ولن نتحدث أكثر لأن الأمر أمام «المحكمة» وقد وجه له الإتهام.. اللجنة هي التي وجهت الإتهام وليس المحكمة «إنت أصلك قاعد وين؟؟».. اللجنة ليس لها الحق في توجيه التهم طالما الأمر أمام المحكمة كما ذكرت.. الشطارة العليك شنو؟!. فإن عدتم عدنا