نشرت قوات الأمن بكثافة الأربعاء في جوبا عاصمة جنوب السودان بينما دعت الإذاعة إلى الهدوء غداة إقالة الرئيس سلفاكير الحكومة في إطار تنافس سياسي مع نائبه ريك مشار.وبعد أسبوعين تماماً على الذكرى الثانية للاستقلال، اقال رئيس جنوب السودان سلفا كير حكومته برمتها وكذلك عمل نائب الرئيس تمهيدا لاكبر تغيير حكومي يشهده هذا البلد منذ قيامه قبل عامين، وفق ما أعلن وزير الاعلام المنتهية ولايته الثلاثاء. وقال وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة المنتهية ولايتها برنابا بنجامين لفرانس برس أن «الرئيس كير يريد القيام بتغيير كبير بحيث تمت إقالة نائب الرئيس والوزراء ونوابهم».وكان سلفاكير طلب في إبريل الحد من سلطات ريك مشار لكنه ارسل في حزيران/ يونيو إلى الخرطوم لاجراء محادثات مع الرئيس عمر البشير شخصياًَ. وقالت منظمة ايناف بروجيكت غير الحكومية التي تسعى لاحلال السلام في دولتي السودان وجنوب السودان إن «اقالة الحكومة تندرج في إطار النزاع الجاري على أعلى مستوى في الطبقة الحاكمة في جنوب السودان». واضافت إن «كلا من نائب الرئيس مشار والأمين العام اموم قائلاً علناً إنهما ينويان الترشح للانتخابات (الرئاسية) في 2015» في مواجهة سلفا كير. وقال برنابا ماريال بنجامين الذي كان حتى اقالته الثلاثاء متحدثا باسم الحكومة ووزيرا للإعلام «نطلب من كل مواطنينا القيام بواجباتهم والتوجه إلى العمل». ودافع بنجامين عن قرار الرئيس مؤكداً أن تعليق عمل الحكومة لن يتسبب في «انعدام استقرار» وهو «منسجم مع الدستور (الذي ينص) على أن الرئيس يشكل ويحل الحكومة».وأضاف «امنحوا الرئيس فرصة لتشكيل حكومته (...) لقد كلف عددا من التكنوقراط في إدارة الشؤون الجارية». وشاهد مراسل لفرانس برس العديد من عناصر قوات الأمن ينتشرون في شوارع جوبا التي سادها الهدوء. وأكد الناطق باسم الجيش فيليب اوجيه أن قوات الأمن تغلق عددا من شوارع جوبا ومنتشرة بكثافة أمام المجمع الحكومي في المدينة التي يسودها الهدوء. وقال لوكالة فرانس برس «انه عمل روتيني وهم منتشرون لحماية وزاراتنا». وقال باقان أموم «تم ابلاغي أن الأمر أعلن عبر التلفزيون الوطني» من دون أن يوضح سبب تعليق مهماته أو مهمات الفريق الحكومي. ولم يعلن كير عن أي تعيين في الحكومة. ولا يمكن في المرحلة الحالية معرفة ما إذا كان عددا من الوزراء سيعودون إلى مناصبهم في الحكومة الجديدة التي ستضم وجوها جديدة على الأرجح. واكد السودان أمس الاربعاء أن إقالة الحكومة في جارته «شأن داخلي»، كما قال الناطق باسم وزارة الخارجية أبو بكر الصديق، معتبرا أن التقدم الذي تحقق في الأشهر الأخيرة لن يتأثر.وقال ان «الرئيس (كير) ما زال هنا».