أوصد وزير الخارجية علي كرتي الباب أمام الإدارة الأمريكية للعب أي دور في حل أو التوسط في قضية أبيي. وقال كرتي الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي بمطار الخرطوم أمس قبل مغادرته إلى العاصمة البلجيكية بروكسل: إن الإدارة الأمريكية ومبعوثها الذي يزور الخرطوم هذه الأيام لم تلعب أي دور في حل قضية أبيي، متهماً واشنطن بالبحث عن ذريعة وفتح باب جديد لتعكير العلاقة بين الخرطوم وجوبا، قاطعاً بعدم السماح لرونالد بوث بالتوسط في القضية. ووجه كرتي أصابع الاتهام إلى جهات لم يسمها بالسعي إلى تشويه صورة السودان دولياً ووضعها في المكان السالب، وأردف: إن أبيي أصبحت في نظر واشنطن بمثابة الكرت الأخير للعودة إلى نقطة الخلافات بين الخرطوم وجوبا كاشفاً عن توقيع الرئيس سلفاكير أمس الأول للخطاب المشترك الذي وقع عليه البشير خلال زيارة أمبيكي الأخيرة بشأن إعفاء ديون السودان ودعم الاتحاد الأوروبي لبرامج التنمية للجنوب وتقليل تردي الأوضاع الاقتصادية. وجدد كرتي رفض الحكومة التفاوض مع قطاع الشمال وقال: إن التفاوض سيكون مع أهل الشأن. إلى ذلك دخل المبعوث الأمريكي للسودان دونالد بوث الذي وصل الخرطوم في أول زيارة منذ تعيينه من قبل الرئيس باراك أوباما، في مباحثات مكثفة ، وعقد عدد من اللقاءات مع قيادات الدولة ، حيث أبلغت الحكومة «بوث» رفضها القاطع لإجراء استفتاء أحادي في منطقة أبيي وحذّرت من أن إقدام الجنوبيين على الخطوة من شأنه أن يؤدي إلى عرقلة التقدم الذي طرأ مؤخراً في العلاقات بين البلدين الجارى. وعقد المبعوث لقاءً مطولاً أمس مع رئيس اللجنة الإشرافية المشتركة من جانب الخرطوم الخير الفهيم، بحثا خلاله، الأزمة في أبيي، ومقترح الوساطة الأفريقية للحل النهائي في المنطقة. وقال بوث للصحافيين عقب اللقاء إنه جاء لتقييم وتفهُّم وضع قبيلة المسيرية ووجهة نظرهم بشأن قضية البلدة، بجانب موقف الحكومة من ذات القضية. ووصف المبعوث قضية أبيي بالشائكة. وأكد أنه سيركز على القضايا العالقة بين الدولتين بشكل أساسي، بجانب العلاقات السودانية الأمريكية.من جانبه، قال الفهيم إن المبعوث الأمريكي استفسر عن موقفهم بشأن إجراء استفتاء في أبيي. وقال «قلنا له إننا مع استفتاء يُقام وفقاً للمعاهدات الدولية والبروتوكلات والمواثيق التي وضعها الطرفان، ونرفض أي استفتاء أحادي من قبل جنوب السودان». وحذّر الفهيم من أن الاستفتاء سيقود لعرقلة علاقات الخرطوم وجوبا. وشدّد على أهمية قيام المؤسسات المدنية في أبيي قبل الاتفاق على الوضع النهائي للمنطقة. وكان بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق، قال: إن بوث سينقل خلال زيارته للسودان وجنوب السودان قلق بلاده العميق من عدم إحراز تقدُّم في تطبيق اتفاقيات عام 2012، التي وقعت بين الطرفين، بإشراف لجنة الخبراء العليا بالاتحاد الأفريقي.