خاضت قوات حكومة جنوب السودان معارك لاستعادة السيطرة على بلدة بور، وأرسلت قوات لوقف اشتباكات بمنطقة بانتيو للنفط، بينما بدأت الصين أكبر مستثمر في النفط الجنوبي، إجلاء عاملين من حقول النفط إثر امتداد المواجهات إلى هناك. واتسعت رقعة القتال الذي بدأ حول العاصمة جوبا مساء الأحد، حيث يقاتل جنود موالون لنائب الرئيس السابق ريك مشار وهو من قبيلة النوير، قوات سلفا كير الذي ينتمي إلى قبيلة الدينكا ذات النفوذ الواسع. ووصل فريق وسطاء أرسله الاتحاد الأفريقي ومقره أديس أبابا إلى جوبا لإجراء محادثات. وقال مسؤول إثيوبي إن أعضاء الفريق من إثيوبيا وكينيا وأوغندا ورواندا، وهذه أول مبادرة مهمة لإحلال السلام منذ اندلاع الاشتباكات. وقال المتحدث أتني ويك أتني «لا يزال الاتحاد الأفريقي في اجتماع مع الرئيس، ورسالتهم هي أنهم يحاولون التوسط لإحلال السلام بين القوتين». وذكر متحدث باسم الأممالمتحدة، أن عمال النفط الذين فروا إلى قاعدة للأمم المتحدة في منطقة بانتيو المنتجة للنفط وعددهم زهاء ال 200، من المتوقع أن تجليهم شركتهم، ولم يذكر اسم الشركة. وقال مابيك لانج دي مادينج نائب حاكم ولاية الوحدة إحدى المناطق الرئيسة لإنتاج النفط، إن تعزيزات أُرسلت إلى حقل الوحدة النفطي، حيث قتل خمسة أشخاص بعد اشتباكات بالرماح والعصي بين العمال، وكذلك إلى حقل ثارجاث النفطي حيث قتل 11 شخصاً. وتابع لرويترز «الوضع مستقر حالياً».وقال مسؤول من شركة النفط الوطنية الصينية ووسائل إعلام يوم الجمعة، إن الشركة وهي مستثمر كبير في جنوب السودان تنقل عامليها إلى العاصمة جوبا. وقال مسؤول إعلامي بشركة النفط الوطنية الصينية «نرتب إجلاءً منظماً لعاملينا لكن حقل النفط المتضرر لا تديره شركة النفط الوطنية الصينية»، ولم يوضح ما إذا كان إنتاج الشركة من النفط قد تأثر. وقالت شينخوا إن الاضطرابات وصلت الخميس إلى حقل نفط في القطاع الشمالي من جنوب السودان تديره مجموعة شركات هندية وماليزية ومن جنوب السودان، ما أسفر عن مقتل 14 من العاملين المحليين. وقالت وزارة الخارجية الصينية إن سفارتها في جنوب السودان ستساعد على إجلاء المواطنين الصينيين. وقالت المتحدثة باسم الوزارة هوا تشون ينغ في إفادة للصحافيين إن «السفارة ستواصل حث حكومة جنوب السودان على اتخاذ إجراءات لضمان سلامة العاملين الصينيين والمؤسسات الصينية». وأبدت الصين تخوُّفها من الاضطرابات وحثت على العودة سريعاً إلى إقرار السلام. قال متحدث باسم الأممالمتحدة وشاهد، إن القتال بين جنود متنافسين في جنوب السودان اندلع في ثكنات عسكرية قريبة من بلدة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة المنتجة للنفط. وقال الصحافي بونيفاسيو تابان كيوتش لرويترز في اتصال هاتفي من بانتيو، إن قتالاً عنيفاً اندلع بين جنود من قبيلة النوير وجنود من قبيلة الدينكا في قرية ربكونا على بعد كيلومترين من بانتيو، وإنه بدأ مساء الخميس واستمر حتى الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة جوي كونتريراس، إن 27 جندياً من قوات رئيس جنوب السودان سلفا كير لجأوا إلى مجمع للمنظمة الدولية قُرب ربكونا ومعهم 525 مدنياً. وقال كونتريراس والصحافي إنه لم يتضح بعد من يسيطر على بانتيو. واعلن متحدث باسم الاممالمتحدة ان «الاممالمتحدة فقدت الاتصال مع قاعدتها في ابوكو بولاية جونقلي شرق دولة جنوب السودان». واضاف المتحدث ان «ثلاثة عناصر هنوداً من مهمة الاممالمتحدة في جنوب السودان مفقودون بعد الهجوم على هذه القاعدة من قبل مهاجمين من أتنية نوير». إلى ذلك ذكرت صحيفة «نيو فيجن» الاوغندية ان «جنوداً اوغنديين انتشروا في جوبا تلبية لطلب من جنوب السودان لاعادة الامن الى العاصمة التي تشهد اضطرابات». وقالت الصحيفة ان «وحدة اولى من القوات الخاصة الاوغندية ساهمت في احلال الامن في المطار وساعدت على اجلاء رعايا اوغنديين من جوبا بعد مواجهات بين وحدات متنافسة في جيش جنوب السودان في الايام الاخيرة». واكد الناطقة باسم الجيش الاوغندي بادي انكوندا انه جرى ارسال جنود الى جوبا، لكنه اشار الى ان «مهمتهم تتخلص فقط باجلاء الاوغنديين». واضاف في تصريحات: «ارسلنا فريق اجلاء الى جوبا واول الاشخاص الذين سيجري إجلاؤهم سيصلون مطار أنتيت (مطار كمبالا) في الساعات القليلة المقبلة». واوضح ان «الحكومة الاوغندية تسلمت الموافقة من حكومة جنوب افريقيا من اجل ارسال جنود لاجلاء رعايانا». و حذَّر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من انزلاق جنوب السودان الى حرب أهلية، ونوَّه أوباما الى أن الجنوب الآن يقف على حافة هاوية، في وقت تعهد رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت جدياً بالعمل على وقف العنف والسيطرة على الأوضاع في البلد الذى يشهد اضطرابات منذ الأحد الماضي. قال الرئيس الأمريكي إن مستقبل جنوب السودان في خطر، ودعا إلى وقف الخطاب العدائي والعنف الموجَّه في البلاد التي تشهد اضطرابات منذ أيام ذهب ضحيتها أكثر من 500 شخص. كما دعا أوباما قادة جنوب السودان لحل التوترات السياسية بطريقة سلمية وديمقراطية، والانخراط في الحوار واتخاذ خطوات لعودة الهدوء والمصالحة. وتعهد أوباما بأن تبقى بلاده شريكاً ثابتاً لشعب جنوب السودان «الذي يطمح للأمن والازدهار».نشرت الولاياتالمتحدة الأربعاء 45 عنصراً من القوات الخاصة في جنوب السودان بهدف حماية مواطنيها وسفارتها في العاصمة جوبا، بعد أن أجلت عدداً من مواطنيها ومواطنين غربيين من جوبا إثر الاضطرابات التي وقعت في البلاد مؤخراً. وجاء الإعلان في رسالة بعثها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بوينر بمقتضى صلاحيات قانون الحرب التي يتمتع بها الرئيس. وأوضح أوباما في الرسالة أن مهمة القوة الأمريكية تقتصر على حماية السفارة الأمريكية والبعثية الدبلوماسية والمواطنين الأمريكيين، مضيفاً أنها ستبقى في هذا البلد لغاية استقرار الأوضاع الأمنية في جنوب السودان. وكانت الولاياتالمتحدة أجلت الخميس حوالي 140 شخصاً من جنوب السودان من جنسيات أمريكية وأخرى غربية، ليرتفع عدد الذين أجلتهم منذ الأربعاء إلى 289 شخصاً، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية. وقالت مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هراف إن «طائرة خاصة أقلعت من جوبا» وعلى متنها «130 راكباً من رعايا أمريكيين ودول أخرى»، ولم توضح الوجهة التي نُقل إليها هؤلاء الأشخاص. وأضافت أن طائرة عسكرية بريطانية أجلت أيضاً «عدداً من الأمريكيين».والأربعاء، أجلت الولاياتالمتحدة 150 مواطناً أمريكياً، وكذلك دبلوماسيين أمريكيين ومن دول أخرى على متن طائرتي نقل من طراز «سي-130» تابعة للبنتاغون، وطائرة ثالثة بسبب الاضطرابات الخطيرة في جنوب السودان. وعلقت السفارة الأمريكية في جنوب السودان نشاطاتها وغادر القسم الأكبر من طاقمها. من ناحيته تعهد رئيس جنوب السودان سلفا كير بمنع تصاعد العنف في البلاد والانزلاق إلى حرب أهلية. وقال المتحدث باسم الرئاسة اتيني ويك اتيني في جنوب السودان إن كير ملتزم بألا تكون هناك حرب أهلية وأن يعيش شعب جنوب السودان كشعب واحد جنباً الى جنب، وأن يكون التنوع مصدر وحدة وثراء لهذا البلد. ونفى المتحدث باسم الرئاسة نفياً قاطعاً أن يكون هناك استهداف على أساس عرقي، وقال متسائلاً لماذا تستهدف الحكومة مواطنيها؟، مشدداً على أن الحملة استهدفت فقط المشاركين في المؤامرة لإسقاط النظام.» وقال ما لم يكن هناك أشخاص يعملون لإسقاط حكومةجنوب السودان، لن يكون هناك حرب أهلية. وتلتزم الحكومة بضمان أن يسود السلام بحيث يستمر شعبنا في العيش جنباً إلى جنب كشعب واحد، ويجب أن يكون لدينا تنوع في قوتنا. من جهته قال وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي، إن أمن واستقرار جنوب السودان من أمن واستقرار السودان ، وأكد أن بلاده تتأثر سلباً وإيجاباً بالأوضاع في الجنوب ، للروابط والحدود مشتركة بين البلدين. وزير الخارجية على كرتي (الفرنسية)وقال علي كرتي في حوار مع (قناة روسيا اليوم) إن الحكومة السودانية حريصة على تحقيق الاستقرار في الجنوب، بما يساعد في تطوير العلاقات الأخوية بين البلدين. وذكر أن الأوضاع في جنوب السودان تؤثر سلباً وإيجاباً على الأوضاع في السودان، لما بين البلدين من روابط عديدة وحدود مشتركة طويلة، مشيراً إلى أن أمن واستقرار الجنوب من أمن واستقرار السودان. وأشار الوزير إلى ما ورد في خطاب الرئيس السوداني عمر البشير، في حفل إعلان قيام دولة جنوب السودان في التاسع من يوليو 2011م بجوبا ، وأكد عبره استعداد السودان لتقديم جميع خبراته للمساعدة في بناء الدولة الجديدة بالجنوب. ويشهد جنوب السودان منذ الاحد الماضي اقتتالا داخليا بين قوات تابعة لنائب الرئيس السابق د.رياك مشار والقوات الحكومية التى تساند الرئيس سلفاكير. وحول التطورات في أفريقيا الوسطى، اعتبرها كرتي محل اهتمام السودان لتأثيرها المحتمل على الأوضاع في البلاد. مشيراً إلى أن القوات الثلاثية المشتركة بين السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى، تبذل جهودها لتأمين الحدود المشتركة بين الدول الثلاث.