أكد الرئيس عمر البشير، أمس الإثنين، أن السودان لن يسمح بأي عمل ضد جوبا من داخل أراضيه، في حين رفض نظيره الجنوبي سلفا كير ميارديت مطالب المتمردين بقيادة نائبه المُقال د.ريك مشار بالإفراج عن المعتقلين السياسيين في بلاده. وقال البشير في مؤتمر صحافي مشترك مع سلفا كير في جوبا، خلال زيارة للجنوب استغرقت ساعات، إن زيارته للدولة الجارة تأتي في إطار اهتمامهم بما يدور فيها، وبحث ما يمكنهم تقديمه لإعادة الأمن والاستقرار في جنوب السودان. ونفى البشير دعمه لأي قوى معارضة في أية بلد مجاور للسودان. وقال في هذا الخصوص «لن نسمح لأي أحد في السودان أن يعمل ضد حكومة جوبا انطلاقاً من أراضينا». وأضاف البشير «لقد قبلنا بتقسيم السودان لدولتين من أجل السلام، وقناعتنا الآن هي أن العمل المسلح لا يحل قضية، ولابد من الجلوس على طاولة الحوار والوصول لاتفاق». وتابع البشير قائلاً «نحن في السودان قررنا عدم دعم أية معارضة لأية دولة مجاورة، لأن ذلك سيساهم في تضييع المصالح. وقد جربنا دعم المعارضة لكننا اكتشفنا أنها كلها جهود ضائعة». وأبدى البشير استعداده لاستقبال النازحين الفارين من القتال في جنوب السودان، مشيراً إلى أن أية مشكلة تحدث في جنوب السودان تنعكس على الخرطوم. وقال إنه وجَّه الأجهزة الحكومية في بلاده لاستقبال العائدين من جنوب السودان داخل الأراضي السودانية ومعاملتهم كمواطنين سودانيين وليسوا لاجئين. ومن جهته، قال ميارديت في المؤتمر الصحافي في ختام الزيارة القصيرة للبشير إلى جوبا «نحن مستعدون للتفاوض مع مشار، ولكن دون شروط مسبقة من طرفهم، ولن نفرج لهم عن معتقليهم إلا وفق القانون وبعد تحديد المسؤولين عن قتل الكثير من المواطنين».وأكد رئيس جنوب السودان سيطرة الجيش الحكومي على الوضع الأمني في جوبا، وقال إنه سيتخلص من كل العناصر غير المنضبطة في حزب الحركة الشعبية الحاكم. إلى ذلك كشف وزير الخارجية علي كرتي أن رئيسي السودان وجنوب السودان المشير البشير والفريق سلفاكير ميارديت بحثا أمس بجوبا مسالة وجود قوات مشتركة لتأمين البترول. وقال للصحفيين بمطار الخرطوم عقب عودة البشير من جوبا مساء أمس إن البلدين قد يصلا في هذا الموضوع إلي ترتيبات محددة ، منوها إلي إمكانية نشر هذه القوات علي طول الحدود بين البلدين في حال التوصل لاتفاق. وأكد كرتي للصحافيين موافقة السودان علي مد حكومة الجنوب بحسب طلبها بأكثر من 900 من الفنين السودانيين في مجال الصناعات البترولية للذهاب لمناطق البترول تحت إشراف وإدارة وزارة البترول بدولة جنوب السودان. كما اكد كرتي موافقة الرئيس البشير والتزام السودان بفتح أبوابه أمام أي مواطن جنوبي للدخول دون أية إجراءات والذهاب إلي أي مكان في السودان وممارسة حياتهم كما كان من قبل..