سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جديرون بالذكر والإحترام تحل غداً الخميس الذكرى الثانية والثلاثين لوفاته..
من أقواله « أبقوا عشرة على القضية وعضوا عليها بالنواجز»
ماذا قال عنه شقيقه الراحل الشريف زين العابدين الهندي؟
كان نسيجاً وحده من المهد إلى اللحد..
من يقرأ مذكرات الشريف حسين الهندي التي اختار لها اسم « الوطني وللتاريخ» والتي أعدها للنشر سليل الأسرة المنعوت بصفات الأمين العام الخادم الحافظ الموثق لتراث آل الشريف الهندي وناشره الأستاذ محمد الأمين الشريف عمر الهندي الملقب ب « أبو الحيران « يحار في ما بذله وقدمه الراحل الشريف حسين الهندي لوطنه ومواطنيه برغم سنوات عمره القصيرة إذا ما قيست بما قدم من جليل أعمال. هذه محاولة من صحيفة « الوطن» عبر ملحق « رواق الاربعاء» وصفحة « جديرون بالذكر والإحترام» بعضاً لما قدم هذا الرجل والذي ربما لا تعرف عنه الأجيال التفاصيل الكثيرة عنه. بقى أن أشير إلى انني استفدت في تحرير هذ المادة من مذكرات الشريف حسين الهندي « الوطني والتاريخ» والتي أعدها للطباعة والنشر الأستاذ محمد الأمين الشريف عمر الهندي « أبو الحيران»» وقام بتحريرها ومراجعتها لغوياً البروفيسور ابراهيم القرشي والتي صدرت الطبعة الأولى منها في الخرطوم في العام 2006م. النبوغ المبكر : هو الشريف الحسين بن الشريف يوسف الهندي بن الشريف محمد الأمين بن الشريف يوسف بن الشريف أحمد بن الشريف زين العابدين بن الشريف حمد بن الشريف آدم بن الشريف محمد الشهير بالهندي.. والذي لحقت به هذه الصفة لأن مرضعته في مكةالمكرمة كانت هندية الأصل.. وأسرته من أهل العلم والتقوى والصلاح وجده الشريف محمد الأمين إرتبط بتحفيظ القرآن الكريم مجوداً بالقراءات المشهورة وله في رسم القرآن الكريم وعلومه المختلفة منظومات ومصنفات.. وقد أشار بذلك بوضوح الشاعر عبد الله البنافي رثائه للشريف يوسف الهندي حيث قال: أبوك سمير الله يتلو كتابه وينشر نور الوحي في العور وللنجد ويملي فنتتلوه القلوب خواشعاً ويدعي في الجماهير والحشد ولد الشريف حسين الهندي في العام 1924م بمدينة بري الشريف شرق الخرطوم وأتم حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة من عمره ... وأتم دراسته بود مدني تحت رعاية خاله الأستاذ أحمد خير حيث واصل الدراسة من الصف الرابع بالمدرسة الأولية وهناك بدأت ملامح نبوغه وذكائه في الظهور بصورة أكثر، وبعدها في العام 1935م تم قبوله بالمرحلة الوسطى بمدرسة ودنوباوي الأميرية، وفي منتصف الصف الرابع ذهب للدراسة بكلية فكتوريا بالاسكندرية في معية صديقه وزميل دراسته الوسطى مأمون بحيري، وهناك جمعه السكن مع الامام الهادي المهدي ونمت بينهما صداقة وحميمية استمرت حتى لحظة استشهاد الامام الهادي ... وقد تسبب السيد عبدالرحمن المهدي في إقناع والد الشريف حسين في الالتحاق بكلية فكتوريا بالاسكندرية . صفات نادر اجتماعها في شخص : الشريف حسين الهندي اجتمعت عنده عند صفات يندر اجتماعها في شخص واحد وهي لازمته منذ طفولته الباكرة وهذه الصفات هي التفوق والنبوغ والعبقرية والذكاء وسرعة الحفظ وديمومة الحركة والنشاط ونبذ الكسل والخمول والمرح وحب الفكاهة والجرأة والشجاعة والاقدام والمغامرة وركوب المصاعب وعدم التقييد بالشكليات و ( البرتكول ) وكسر الحواجز مع الغير والالتحام مع عامة الناس في الاسواق والساحات العامة وقد كان الشريف حسين الهندي انساناً متعدد المواهب ويقول اللصيقون به انه في حياته الخاصة انسان ودود دمث الأخلاق يألف ويؤلف وهو صوفي بطبعه لم يستمتع في حياته بطعام او نوم وكان يأكل قليلاً ويكتفي أحياناً بوجبة واحدة ليوم أو ليومين، ومن أكثر صفاته التي اتصف بها انه ينفق ما يحصل عليه من أموال طائلة في وقت وجيز على المرضى والمحتاجين والطلاب وذوي الحاجات الخاصة. من أقواله الشهيرة : ولج الشريف حسين الهندي العمل السياسي من أوسع أبوابه ومنذ سنوات باكرة وضع بصمته في الحركة الاتحادية ولعل ذلك يظهر من خلال أقواله الشهيرة والتي تعكس حب انتمائه للسودان والقضايا التي يؤمن بها : «أبقوا عشرة على القضية وعضوا عليها بالنواجز». إنك تنتمي لهذا الحزب عن طريق انتمائك للوطن ... ولهذا ليس هناك فوارق او فواصل بين الوطني أو الحزبي ... إن كل الذي نريد أن نؤكده أن الحزب هو الوطن مصغراً وأن الوطن هو الحزب مبكراً . لا قداسة مع السياسة ... نحن نحترم رجال الدين ما التزموا جانب الدين واعتصموا بدينهم وربهم ولكننا لن نهادن الكهنوت السياسي والرهبنة.. نحن كنا وراء مؤتمر القمة في الخرطوم ولاءته الشهيرة.. لسنا من أنصار الحزب الواحد ولا ديكتاتورية الطبقة الواحدة ولا القبيلة الواحدة ولا العشيرة الواحدة ولا المصلحة الواحدة نحن نمثل السودان الأعظم من السودانيين غير المنتمين لكل هذه المسميات.. ماذا قالوا عنه : كان الشريف حسين الهندي نسيجاً وحده منذ مهده إلى تاريخ وفاته في يوم التاسع من يناير 1982م وقد قال عنه من رصفائه السياسيين والكتاب والصحفيين الكثير من الأقوال التي تؤكد ذلك منها : قول شقيقه الراحل الشريف زين العابدين الهندي « ان الاشتراكية التي نشدتها هي عدالة الطمأنينة المشروعة لا يعرف فيها الفرد طعم الحاجة المر ولا يتأذى فيها بتخمة الشبع من عرق الآخرين « . قول الكاتب الصحفي صديق البادي « الحق الشريف الحسين ظلم شديد من فئتين احداهما حاولت أن تخلق منه أسطورة بدافع الغيرة عليه والأخرى بذلت جهداً مقدراً للتقليل من شأنه والتعتيم على مواقفه بسبب الغيرة عليه.. تفاصيل سنوات المقاومة : الآن وقد دخلت الذكرى الثانية والثلاثين لرحيل المناضل الوطني الشريف حسين الهندي ولكي تظل تفاصيل سنوات المقاومة لنظام مايو تتعرض للتحريف ... وسرها كله عند الشريف حسين الهندي وبعض الأحياء القريبين منه وهذا التحريف لا أرى مسوغاً له لأن الأمر يرتبط بتاريخ الوطن كله ... فليخرج الأحياء ما في صدورهم وليخرجوا مذكراتهم لأن أكثر ما يؤرق أن معظم تاريخنا الوطني مخفي في الصدور وتخشى أن تخفيه القبور.