سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نساء كُن الأوائل رواية (الفراع العريض) عالجت قضايا المرأة السودانية في المجتمعات الريفية والحضرية
(حكيم القرية)، (المجنونة)، (متى تعودين) قصص عالجت مشكلات المرأة الريفية
قال عنها مختار عجوبة: (أسلوبها سردي ورومانسي)
تظل الروائية السودانية الراحلة ملكة الدار محمد عبد الله علامة فارقة في مسيرة الرواية السودانية، ولو وجدت إبداعاتها الروائية والقصصية التي قدمتها الصيت الإعلامي والنشر والترويج لها لكانت الأكثر شهرة من الكثير من الروائيين والروائيات العرب والأفارقة. ملكة الدار محمد عبد الله يزدان بها (رواق الأربعاء) لهذا الأسبوع عبر صفحة (نساء كن الأوائل)، فقد ولدت في حي القبة بمدينة القبة العاصمة التأريخية لإقليم كردفان وعاصمة ولاية شمال كردفان الآن حيث كان ميلادها يوم 81 ديسمبر 0291م وانتقلت إلى جوار ربها بضاحية بري بالخرطوم في 71 نوفمبر 9691م. التعليم محور سيرتها الذاتية: الناظر في سيرتها الذاتية يلحظ أن التعليم يمثل محوراً أساسياً فيها، حيث كانت ترتل القرآن الكريم وتحفظه من صغرها حيث بدأت دراستها بخلوة الشيخ إسماعيل الولي بمدينة الأبيض، تخرجت عام 4391م في كلية تدريب المعلمات (الدفعة الثامنة)، حيث عملت بعد التخرج معلمة في كردفان وتم نقلها في عام 7391م إلى مدرسة سنجة ومنها ثانية إلى مدرسة بنات الأبيض الأولية، ومن ثم تم نقلها عام 5491م إلى مدرسة أم درمان الوسطى بنات وفي عام 9491م تمت ترقيتها ونقلت إلى الأبيض في مدرسة البنات الوسطى عام 2591م وفي نفس العام استقالت من وظيفتها نسبة لزواجها، إلا أنه أعيد تعيينها عام 3591م حيث عينت بكلية معلمات الدلنج وفي العام 5591م تم نقلها إلى كلية معلمات أم درمان وفي العام 0691م تم تعيينها مفتشة للتعليم بكردفان ثم نقلت بعد عدة سنوات للعمل بمكتب تعليم أم درمان قسم التفتيش الفني. عمل روائي خالد: الباحثون الدارسون للرواية والقصة السودانية يعدّون الأستاذة ملكة الدار محمد عبد الله هي القاصة والروائية السودانية الأولى حيث أسهم عملها الروائي الخالد (الفراغ العريض) في ريادة المرأة السودانية في هذا المجال حيث كتبت هذه الرواية في النصف الأول من عقد خمسينيات القرن الماضي ولكنه ظل محفوظاً ينتظر الطباعة إلى أن قام المجلس القومي للآداب والفنون بطباعة الرواية في أوائل عقد السبعينيات من القرن الماضي إلا أنها بكل أسف كانت قد انتقلت إلى جوار ربها تعالى. قضايا المرأة حاضرة عندها: القارئ لرواية (الفراغ العريض) يلحظ أنها قد عالجت قضايا المرأة السودانية بشكل نابه ومنذ وقت مبكر كانت هذه القضايا حاضرة عندها فناقشت من خلال تفاصيل الرواية كل القضايا المتعلقة بالمرأة في المناطق الريفية والمناطق الحضرية حيث عانت فيهما المرأة الأمرين نتيجة التقاليد السودانية المتزمنة التي كانت تهدر للمرأة كرامتها وتحرمها من معظم حقوقها الإنسانية الأساسية لا سيما المرتبطة بالتعليم والتنقل والتسوق. وتحارب في القصة القصيرة: خاضت الروائية السودانية الراحلة ملكة الدار محمد عبد الله تجارب في القصة القصيرة ولها ثلاثة أعمال قصصية معروفة هي (حكيم القرية) والتي فازت بها بالجائزة الأولى في مسابقة الإذاعة السودانية عام 7491م وقد كانت نشرتها بصحيفة كردفان ثم أعادت نشرها في مجلة القصة في عددها الأول الذي صدر في يناير 0691م.. ولها قصة ثانية فازت بها في مسابقة القصة القصيرة بالجائزة الثانية التي نظمتها إذاعة ركن السودان بالقاهرة عام 8691م وعنوانها (متى تعودين)، أما القصة الثالثة فهي (المجنونة). قالوا عن ملكة الدار: ريادة الروائية السودانية الراحلة ملكة الدار محمد عبد الله لمجال الرواية والقصة جعلها محل تقدير النقاد والباحثين الذين أشادوا بريادتها لهذا المجال، حيث قال عنها الدكتور مختار عجوبة في كتابه (القصة القصيرة في السودان): (أسلوب ملكة الدار سردي وموشى بعبارات رومانسية تلجأ إلى وصف الطبيعة وتعميق الحدث والمأساة التي يتردى فيها أبطالها الخيرون ولكنهم يتحولون إلى أسرار نتيجة فساد المجتمع). وقال عنها رائد القصة في السودان وصاحب أول مجلة للقصة القاص الكبير عثمان علي نور (لست أشك بأن ملكة الدار كانت ذات موهبة في كتابة القصة ولكن الموهبة وحدها لا تكفي ولا بد من صقلها بدراسة أصول كتابة القصة ومن دراسة قصص ملكة الدار وجدت أنها كاتبة متمكنة من فنها)، وقال عنها الأديب الكبير مصطفى أبو شرف (ملكة الدار تكتب باللغة العربية الفصحى فهي متمكنة منها وحريصة عليها وهذا ما نؤيده ونشيد به رغم أن أصحاب العامية يوجهون نقدهم بأن الأبطال العاديين في القصة لا يحبذون الفصحى، وواقع الحدث ينادي الكاتب بأن يكون أميناً مع أبطاله فلا يضع في أفواهم لغة لا يعرفونها ولا يحبذونها وهذي عندي حجة مرفوضة).