جدد الرئيس المشير عمر البشير رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني دعوته لكافة القوى السياسية الى حوار وطني جامع لأهل السودان لايسثنى منه أحد ، مشدداً على أن تشخيص واقعنا على حقيقته والتعرف الدقيق على ما فيه من مشكلات يجب ألا يتحول الى إساءة ظن معقدة في مقدرة السودانيين على الارتفاع الى مستوى التحدي لحل هذه المشكلات . وطالب البشير بإعلاء الولاء الوطني على كل ولاء جزئي عداه وتسليك قنوات الولاءات الجزئية لتكون رافداً مشروعاً للولاء الوطني وترحيباً بسباق من أجل السودان لا فقط من أجل الكيانات الجزئية وتأهيلاً للكيانات الجزئية لتنال حظها من جائزة السباق التي يستحقها الوطن كله لا كيان دون آخر . وقال البشير في الخطاب الذي قدمه للأمة السودانية مساء أمس بقاعة الصداقة حول وثيقة إلاصلاح الشامل بحضور كافة القوى السياسية إن التحدي الماثل أمام الطبقة السياسية والأحزاب هو أن يعلو الولاء الوطني المستنير على الولاء الحزبي الضيق وأن تمحو الغيرة على السودان الغيرة من الحزب الآخر. ودعا البشير الى العمل الذي يبدأ بقبول مبدأ التعاون الذي قال انه اصلا لكل نجاح، مشيراً الى إعمال تعاون لا يسلب أحداً حقه في انتداب نفسه لأي واجب وطني يجعله الدستور حقاً لكل سوداني وسودانية. وأشار البشير الى أن الاستعداد للحوار وترتيب أولويتنا الوطنية وعلاقات السودان في محيطه الأفريقي والعربي والعالمي تشكل فرصة وتحدياً موضوعياً للحوار بين القوى السياسية والحكومة والناس . وقال نأخذ على عاتقنا أن نأتي للحوار بمسؤولية وجدية. وكانت قيادات من كبار معارضي الحكومة لبت دعوة الرئيس، ، لحضور القاء خطابه حول الإصلاح الشامل، وشارك في المناسبة بقاعة الصداقة بالخرطوم كل من حسن الترابي، الصادق المهدي، وغازي صلاح الدين العتباني. وقاطعت بعض مكونات تحالف المعارضة، لقاء الرئيس، ووصفت دعوة الأمانة السياسية بالوطني لبعض مكونات التحالف بالإنتقائية. ووصل إلى قاعة الصداقة كل من الأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن عبدالله الترابي، بعد سنوات من مقاطعة فعاليات الحكومة والمؤتمر الوطني، ورئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، وغازي صلاح الدين العتباني، مؤسس حركة الإصلاح الآن المنشقة من المؤتمر الوطني بعد احتجاجات سبتمبر من العام الماضي. وأكد التحالف الذي يُسمَّى ب»قوى الإجماع الوطني»، في بيان له قبل خطاب البشير بساعات، أن مكوناته ملتزمة بما اتفقت عليه في البديل الوطني الديمقراطي والدستور الانتقالي الذي سيحكم الفترة الانتقالية التي تعمل على تفكيك دولة المؤتمر الوطني، وإقامة انتخابات حرة ونزيهة يولِّي فيها الشعب من يولِّي لحكمه .وقالت قوى الإجماع إنها ستطرح رأيها كاملاً ومفصلاً حول ما يحتويه خطاب الرئيس في وقت لاحق. واعلن البشير عن اربع مرتكزات للحوار حولها أبرزها السلام وانعاش الهوية السودانية. مشيراً إلى استعدادهم لمزيد من الترتيبات الدستورية والقانونية لمشاركة الآخرين في الانتخابات.