لم أجد فناناً عاش في وجدان الشعب مثل ما عاش محمود، تظل الكلمات تعجز عن تجمع شبابي يقدر عددهم بالألوف في نادي الضباط بالخرطوم لإحياء ذكرى رحيل محمود عبدالعزيز الأولى. يختلف هؤلاء الشباب في ميولهم السياسية واتجاهاتهم الفكرية وأوضاعهم الاقتصادية وقبائلهم التي ينتمون إليها والمناطق التي جاءوا منها ، يظل هؤلاء الشباب مختلفين في أشياء كثيرة، ولكن يجمع بينهم حبهم المسكون لمحمود انهم قبيلة الحواتة الجديدة التي تعجز كل التنظيمات السياسية والشبابية والفئوية وكل منظمات المجتمع المدني أن تجمع بينهم في صعيد واحد وكتلة منصهرة، تموج بالفرح والحزن في آن واحد مثلما فعل محمود لهؤلاء الشباب لقد حباه الله سبحانه وتعالى بموهبة فريدة جمعت كل الناس على حبه وحب فنه. يظل هؤلاء الشباب واقفين لساعات طوال لا يشعرون بالإرهاق أو التعب لفن محمود وحبه. يمتلك محمود موهبة وصوت لم يتوفر للكثير من الفنانين الكبار من أساتذته لكن محمود هو الهرم الشامخ بين هؤلاء انه «الحوار الذي غلب شيخه» هؤلاء الشباب الذين تجمعوا في نادي الضباط لإحياء ذكرى محمود الاولى قوة لا يمكن الإستهانه بها انها طاقات تنفجر يمكنها أن تدمر كل شئ يقف أمامها ولكنها ايضاً يمكن أن تكون طاقة للبناء والتعمير. ينتظر هؤلاء الشباب إلى من يقودهم لفعل الخير وإنجاز الكثير من المشاريع التي تخلد ذكرى محمود. لا يمكن أن يكون كل ما يهدف إليه هؤلاء الشباب هو إحياء ذكرى محمود كل عام. يمكن بأفكار جديدة ومشاريع شبابية متعددة المشروع في إنشاء مدرس محمود عبدالعزيز أو إقامة مركز صحي باسمه أو مجمع ثقافي وعشرات من المشاريع التي يستفيد منها المجتمع وتخلد ذكرى هذا الفنان الشاب الراحل المقيم. هذه دعوة للجميع لبناء صروح علمية وثقافية ودينية وإجتماعية يستفيد منها مجتمع محمود الصغير في حي المزاد وفي مدينة بحري وعموم مدن السودان. هل يمكننا الشروع في بناء تلك المنشآت بسواعد وامكانيات قبيلة الحواتة الجديدة من الالوف من الشباب من محبي محمود عبدالعزيز أرجو أن تأتي الذكرى الثانية لرحيل محمود ويكون هؤلاء الشباب قد أنجزوا ما يخلدون به ذكراه في مشاريع متعددة.