الملاحظ أن في العقدين الأخيرين، ظهرت وتفشت جرائم لم تكن عندنا ولا عند أسلافنا.. ولكن أشد هذه الجرائم وقعاً على النفوس، تلك التي تُسمى «المسكوت عنه»، وذلك خشية الفضائح، أو أن مرتكب الجريمة في حق المجني عليه كما يقولون «من لحمه ودمه»، لذا يكون الأمر بين «دا حار ودا ما بتكووا بيه»!!! يعني «بيضة أم كتيتي» التي إذا حملتها قتلت أمك، وإذا تركتها قتلت أبوك!. سأتناول في هذا المقال شيئين من الأهمية بمكان الغوص فيهما، وهما الجرائم التي تُرتكب بحق الأطفال القُصَّر، والأمر الآخر ما يُعرف ب(زنا المحارم)، مُفنِّداً الأسباب والدوافع وكيفية العلاج.. أولاً: في ما يتعلق باغتصاب الأطفال (من الجنسين)، من المعروف أن الطفلة لا تُشتهى فضلاً إن كان الطفل ذكراً.. إذن.. من يُقْدم على ممارسة الفاحشة مع طفل، هل يُعدُّ سوياً؟ كلا.. وتشخيص حالته إما أن يكون مريضاً نفسياً أو غائب العقل بحالة سُكر.. السؤال الذي يطرح نفسه.. من هم الأطفال الذين يتعرضون لمثل هذه الجرائم؟ الإجابة: هم الأطفال الذين يعيشون في أسر يشوبها التفكك الأسري، بفقد الرعاية التامة من الوالدين بانشغالهما عنهم، أو بأي سبب من الأسباب. حيث يكون الأطفال طوال ال (24) ساعة خارج المنزل، وبذا يكونون فريسة سهلة لتلك الذئاب البشرية، سيما أن الطفل من السهولة خدْعه ولو بقطعة حلوى يتم استدراجه بها في غياب التوعية الأسرية لأطفالهم لأخذ الحيطة والحذر من (هوام الشارع).. وسبب رئيس، هو إرسال الأطفال دون سن الخامسة الى المتاجر، أو أي أغراض خارج المنزل لوحدهم دون رفقة.. وبالنسبة للفتيات دائماً ما أقول إن احتشام البنت يبدأ منذ وهي رضيعة على المهد. إذ نعرف ما يسترها من لبس. وأمر آخر يجب أن نعوِّد أطفالنا بألا يرتموا في حُضن كل من هبَّ ودبَّ، ويستجيبون لمداعبته، إذ لا تخلو هذه المداعبات من سوء قصد.. وعلماء النفس يقولون حتى الوالدين يجب ألا يُكثروا القُبلات لأطفالهم حتى يرى الأطفال ذلك طبيعياً من أي شخص.. وهناك انتهاكات لحقوق الأطفال تتمثل في تعويدهم على ارتكاب ممارسات سيئة بالتقليد كأن يرى الطفل أحد أفراد الأسرة يحتسي خمراً أمامه، أو يتعاطى صعوطاً أو سجائر أو شيشة أو أي من أنواع المخدرات، فيقوم بتقليده.. وما حادثة الطفل الذي راح ضحية تعاطي باقي زجاجة خمر كان يتعاطاها امامه والده منا ببعيد، حيث ترك زجاجة الخمر ونام، فقام طفله بتجرعها فدخل في غيبوبة انتهت به جثة هامدة جراء تسمم دموي وتليُّف الكبد، فكانت الحسرة حيث لا ينفع الندم!. وأم الكبائر هذه، تفعل ما يعجز الشيطان عن فعله. وأشد ما يؤلم ما أوردته محاضر الشرطة عبر صفحات الجريمة أن أباً مخموراً كان قد استدرج طفلته من حضن أمها عند المغيب بحُجة زيارة جدتها، وفي الطريق قام باغتصابها في مجرى مياه «خور» ولسوء حظه لاحظت جارته المنظر فأخبرت والدتها التي جنَّ جنونها، وعند سؤاله لماذا أقدم على تلك الفعلة؟ قال بكل وقاحة «جسمها عجبني».. حسبي الله ونعم الوكيل! اللوم على والدتها التي سمحت له باصطحابها وهو في حالة سُكر تام.. ومن أمثلة التفريط والإهمال تلك الجريمة البشعة التي وقعت لطفل ضحية «كمساري ذئب بشري»، استدرجه من وسط أسرته التي كانت في رحلة جوار البحر, بأن يذهب معه لغسل العربة، وهناك قام باغتصابه داخل العربة وحينما قاوم رضَّ رأسه بكرسي الحافلة، ليفارق على إثرها الحياة، ولإخفاء جريمته قام بإلقائه في النيل. ولكن انكشفت الجريمة وأخذ جزاءه شنقاً حتى الموت.. أما عند الحديث عن زنا المحارم، أو اغتصابهن، فهذا يرجع الى أسرنا الممتدة وغياب الجانب الشرعي فيها تماماً، حيث يختلط الحابل بالنابل، والنساء متبرجات وأبناء العمومة والخيلان، بل الأصدقاء والجيران في اختلاط تام ليل نهار. فكيف لا يكون إبليس ثالثهما وتقع الفاحشة؟ وهؤلاء الفتيات اللائي يحُمن الى أنصاف الليالي مع الأولاد أليس لديهن أولياء أمور؟ أم الدياثة صارت سيرة الموقف!! هذا التفسخ حصيلته ثلاثة أطفال غير شرعيين يدخلون يومياً الى دار المايقوما. وبالمناسبة راجت تجارة الأطفال غير الشرعيين في المستشفيات وبعض دور الإيواء.. ندُق ناقوس الخطر! إذن.. ما الحل لكل هذا الكم الهائل من «وجع الدماغ»؟ الحل عندي يكمن في الأحكام الرادعة، الشنق مع الصلب في ميدان عام «ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله». ولا للسجن ولا للغرامة..