متابعة اخبار داعش هذه الفترة امر مهم....حركة على الارض سريعة...واعلام كثيف...وعنف مخيف...باختصار نحن على اعتاب مرحلة مجهولة..ستغير كل ما ألفناه...العراقوسوريا يشهدان الان تحولا غير مسبوق منذ حروب القرون الوسطى...في بنية المدن والتركيبة السكانية..والحدود الجغرافية...والمعادلة السياسية..ويبدو ان الموجة متمددة والارض تتحرك تحت اقدام اهلها....وبدأت دول المنطقة والدول التي ترتبط مصالحها بها تتحسس مواقع اقدامها..وتراجع في حساباتها وخططها....اين نحن من هذا الوضع...وجود السودان كبلد على الهامش العربي..وتخوم افريقيا انقذه في الماضي فهل ...يحالفه الحظ فينجو هذه المرة ايضا....لم نكن جزءا من الحروب الصليبية ولا صراعات الممالك الاسلامية...ولا خطط لورنس العرب..ولا خريطة سايس بيكو....لكن العالم الان اختلف...واصبح قرية صغيرة...انى لنا ان نكون بمعزل!!...أن المراقب البسيط يستطيع ان يدرك... ان مثلث مصر السودان ليبيا لا محالة سيشهد في مستقبل الايام حراكا ما..لاسباب عدة..ابرزها حالة الاحتقان الداخلي في مصر ..والاقصاء الدموي للاسلاميين واستمرار مخطط اجتثاثهم من الحياة السياسية والعامة...بصورة بالغة العنف..والعنف لا يولد الا عنفا بحسب العبر التاريخية..حالة عدم الاستقرار في ليبيا ومحاولات ازاحة الاسلاميين من المشهد السياسي فيها..حالة الاحباط والحنق لدي مجموعات من الشباب في السودان تعتبر ان من يحكمون لا يعبرون عن كمالات الفكرة التي آمنوا بها...الدول الثلاث يشكل المواطنون المنتمون لها بجانب السعوديين ثقلا مؤثرا بين مقاتلي هذه التيارات المتشددة و هم متواجدون في العراقوسوريا والصومال ومالي واليمن.....دعونا نفكر بصوت عال كيف نضمن امننا واستقرارنا في ظل هذا الوضع.....مضى زمان الهزل ..شئنا ام ابينا...فمعركتنا كالآخرين ستكون معركة بقاء...انا هنا لا اتحدث عن تيار سياسي..او فئة معينة...الموجة الحالية ..تسونامي عقدي بالدرجة الاولى...يقسم الناس على منهج جورج دبليو بوش..»من ليس معنا فهو ضدنا»...ما يجري هو ازاحة واحلال بكل ما في المعنى ..يترفع قادته والمؤمنون به عن النظر لما يسمى بالاحزاب او المجتمع المدني...ويكفرون بكل ما تقول به النخب السياسية والثقافية المعاصرة..بل ويتهمون حاملي تلك الافكار بالردة الكاملة...وبل يعتبرونهم نتاجا لحضارة الغرب الطاغوتية التي اقصت الاسلام واستعبدت اهله حضاريا وفكريا...الحوار الجهير يبدأ بأن اخطاء الغرب لعبت دورا كبيرا..في حالة حافة الهاوية التى يقف عندها العالم ..رغم انفه..فالحركة على الارض الان..ستؤثر على اكبر مخزون نفطي في العالم..».العراق.الكويتايران..السعودية..سوريا...»وفي منطقة تتحكم في الممرات المائية الاهم على سطح الكرة...وقرب اسرائيل..والتي يعد الانحياز الصارخ لها جزء من الاخطاء الكبرى... ...دعم الانظمة الفاسدة وحمايتها..الصمت المبارك لقمع الشعوب وإعمال معايير العدالة الانتقائية..والديمقراطية المزورة...الضغط على الشعوب المسلمة..وامتصاص خيراتها..وانكار حقوقها في الحياة الكريمة....الخ كل ماسبق هو سياسة ممنهجة وتمرر بين متخذي القرار في الغرب لا يغيرها تعاقب الاجيال ولا تعدد الاقطاب...من ناحية اخرى فشل نماذج الحكم المحسوبة على التيار الاسلامي ..والتي افرزت واقعا لا يوافق الشعارات التي رفعتها تلك التيارات ..والملاحظات المحبطة حول كفاءة تلك النماذج وعجزها ...جعل الاجيال الشابة ..تتباطأ في التفاعل معها ..وبسبب ما اعتبروه خللا منهجيا في الافكار المؤسسة وسلوك القيادات من جهة وممارسة قمع اجتثاثي للوجود الاسلامي الفكري والسياسي تحت سمع وبصر العالم من جهة أخرى..ما سبق واسباب اخرى لا مجال لحصرها افضى للكفر بالديمقراطية..وشعارات حقوق الانسان..والطرق السلمية...تضافرت تلك الاسباب وغيرها لتنتج افكارا تقول ان البقاء للاقوى ..ولمن يملك السلاح.......سياسة نتاجها الحراك العنيف والمتطرف الراهن ..والذي لا شك عندي سيستمر لحين...وبعده سيكون هناك واقع جديد...كم سيستمر ..وكيف يكون ما بعده لا ادري...هل بعد داعش..»الدولة الاسلامية في العراق والشام» يمكن ان تكون هناك دامس..الدولة الاسلامية في مصر والسودان»..ام ان اعلان البغدادي عن عودة دولة الخلافة ..واعلان نفسة خليفة للمسلمين...ونشر خارطتها...التي ظهر فيها السودان مقسما بين اقليمي مصر والحبشة...سيجعلنا نسمع عن عامل للخليفة..لفتح هذه الاراضي وضمها للخلافة...خلاصة الامر لسنا بعيدين هذه المرة عن المتغيرات الجارية....فلنتبه ونترك سباق الحمير الذي نحن منغمسون فيه...!!