التصريحات التي أطلقتها قبل أيام وزارة البنى التحتية والمواصلات، والتي أكدت بموجبها إنتهاء ( صلاحية) كبري « المسلمية»، خلفت ردود أفعال متباينة وسط المواطنين، فما بين غير مصدق.. و( متحسر) على ذهاب الكبري، بإعتباره معلماً تاريخياً، طالبت فئة أخرى بضرورة إعادة تأهيله والحفاظ عليه، على أن هذا المطلب رأت مجموعة أخرى أن تحقيقه من الصعوبة بمكان، فضلاً عن أن إزالة الكبري ستطوي صفحته، لجهة أن موقع الكبري غير استراتيجي ولا يساعد على تخفيف حدة الزحام. شهادة وفاة نقلت وسائل الإعلام تصريحات مقتضبة تفيد نية وزارة البني التحتية والمواصلات بولاية الخرطوم إزالة الكبري لأن فترة صلاحيته إنتهت، وفي هذا الصدد فقد قال المهندس عبد القادر همد؛ مدير الوزارة، إن كبري المسلمية بات يشكل خطورة على حياة الناس، معلناً إنتهاء فترة صلاحيته. تصريحات عدها المواطنون تحرير شهادة وفاة للكبري الذي شيد في خمسينيات القرن الماضي. تدهور انشائي وكان د. أحمد قاسم؛ وزير البني التحتية والمواصلات بالخرطوم، قد كشف عن وجود تصدعات وتدهور انشائي في كبري المسلمية بالخرطوم، وذكر بأن الوزارة كونت لجنة عليا من ذوي الاختصاص والدراية العالية من المهندسين لدراسة السلامة الانشائية والهندسية لكبري المسلمية. إنتهاء صلاحية إفادات وزير الوزارة جاءت بالتزامن مع إعادة الوضع السابق لمواقف المواصلات، بعد فشل تجربة موقف « شروني»، وحينها.. فقد كشف الوزير عن إنتهاء صلاحية الكبري في سياق إعلانه عودة خطوط بحري شروني للإستاد، لهذا لم يجد خبر الكبري ما يستحقه من اهتمام. قرار ملزم بصورة عامة، فإن تفاعل المواطنين مع الخبر كان دون المستوى، بسبب صغر مساحة الكبري، فضلاً عن أنه لا يساهم بأي حال في تخفيف حدة الزحام، كما أن موقعه – جنوب مستشفى الخرطوم، وغرب تقاطع مستشفى الشعب – قلل من قيمته المادية. غالبية المواطنين قالوا إن قرار إزالته من صميم اختصاص الوزارة المعنية، وإن قرارها يكون ملزماً بغض النظر عن قيمته المعنوية لأي مجموعات سكانية، فمصلحة المواطنين أهم. البوابة والكبري بُنيّ كبري المسلمي بعد إزالة بوابة المسلمية التي شيدت عند تأسيس الخرطوم بعد العام 1821، ونسبت تسميته إلى قبيلة المسلمية التي حاصرت مع قوات المهدية المدينة من هذا المكان توطئة لسقوط الخرطوم ابان الثورة المهدية، وهو ما منحهم امتياز تسمية الكبري بإسم قبيلتهم. القبيلة والمدينة قبيلة المسلمية تعتبر من القبائل الكبيرة بالسودان وتنتشر في أماكن عديدة من الوطن وهم بكرية إذ ينتهي نسبهم عند سيدنا أبوبكر الصديق، تعتبر مدينة المسلمية بالجزيرة من أهم معاقلهم، ولهم فروع أخرى بأرض البطانة على أن أم ضوا بان تظل بمثابة المركز الروحي للمسلمية وغيرهم . ويحتفظ كبار شيوخ المسلمية بمذكرات توضح أن المسلمية من أوائل الاعراب الذين وصلوا الجزيرة وأنشاوا الخلاوي و دور حفظ القرآن. مواقف بطولية قرار وزارة البني التحتية والمواصلات المتعلق بالكبري، فيه إشارات واضحة، تدلل جميعها على أن إزالة الكبري أمر لا مفر منه، وأنه ما من خيارات أخرى متاحة، على كل.. يحفظ التأريخ للمسلمية مواقفهم البطولية، ومساهماتهم الوطنية، ما قاد في النهاية لطرد المستعمر، ورفع علم السودان.