حوار مع السيد معتمد محلية الدويم لا اتعامل في «الظلام» ورفضت المنصب أكثر من مرة منعنا استخدام أكياس النايلون ونسعى لصيانة الطريق القومي حوار : سارة الشيخ محمود / الدويم الدويم تلك المدينة الهادئة والتي توصف بمدينة العلم والنور مدينة العراقة والأصالة والتي أنجبت من رحمها أفذاذ من الرجال لهم بصمات على الحياة السياسية والتاريخية والاجتماعية، فسطروا في تاريخ السودان، وبالرغم من ذلك فالدويم لا زالت تعاني من مشاكل كثيرة أعاقت نهضتها وتقدمها، إلا أن الله حباها الآن بمعتمد شفيف من خيرة أبنائها تتلمس فيه حسن النوايا والإخلاص ، يجذبك بطيبته وكرمه وتواضعه وأدبه الجم ويتقد نشاطاً وحيوية وشباباً ، فالشباب يقع على عاتقهم أحداث التغيير المنشود وتقدم الأمم ورفعتها وهو ايضاً ثائر وقلبه على المدينة وليس الكرسي أو المنصب الأستاذ / محمد علي فضل الله معتمد محلية الدويم. فكان لنا هذا اللقاء معه حول قضايا وهموم هذه المدينة فإلى مضابط هذا الحوار: ٭ أين كنت قبل أن يتم تعيينك معتمداً لمحلية الدويم ؟ - كنت أعمل بمنظمة السلام الخيرية - قسم الإستثمار، وكنت ايضاً مواصلا في العمل السياسي والتنموي مع السيد والي ولاية النيل الابيض في مدينة ربك، فقمت بتنفيذ الكثير من المشاريع الاجتماعية التنموية والسياسية. ٭ هل كنت تتوقع أن يتم تعيينك معتمداً لمحلية الدويم ؟ - أثناء تشكيل حكومة الولاية الماضية كانت توجد توقعات في أن أكون معتمداً لمحلية الدويم ولم اهتم لهذا الأمر كثيراً وفي مرة من المرات التقيت بالسيد والي الولاية وقال لي سأعينك معتمداً للدويم فرفضت، فقال لي بعد ما أقوم بتعيينك بشكل رسمي لا أشاورك وبعد فترة من الزمن أتتني محادثة من السيد الوالي، وقال لي لقد تم تعيينك معتمداً لمحلية الدويم وربنا يعينك. ٭ ماذا كان شعورك عندما تم تعيينك معتمداً هل كان شعور فرح أم خوف؟ - بالتأكيد ليس هنالك شعور فرح بل كان شعور فيه نوع من التوجس والخوف بحسبان أن المدينة تاريخية وتحتاج إلى حنكة وخبرة كبيرة في الادارات والتعامل والدبلوماسية وبإعتبار انني ابن المدينة الذي يعرف بواطنها ومشاكلها ، كنت أعتقد بضرورة وجود إمكانيات أضخم وأكبر لكي تنعكس خير ونماء وبركة على حياة انسان هذه المدينة. ٭ هل حملت هماً لهذا التكليف؟ - حقيقة حسيت بصعوبة التكليف فالدويم مدينة مجهرية أي محلية معروفة وأبنائها يتبوأون القيادات والمناصب الرفيعة في الخرطوم وهي مدينة سهلة الادارة لأن بها ناس بلغوا درجة من التحضر والرقي والثقافة وكذلك مدينة صعبة القيادة لأن الإحتياجات فيها متجددة، ولكن بالرغم من ذلك أحببت التعامل مع المدينة ووجدت نفسي منسجماً مع نسيجها الاجتماعي بشتى مشاربه لتقديم أعمال تساعد في نهضة المدينة وتقدمها. ٭ عندما تم تعيينك معتمداً رسمياً وأديت القسم ماذا كان همك الأول في هذه المحلية؟ - همي الأكبر أن أحقق النجاحات في خدمات الناس الضرورية في الصحة والتعليم والعمل الاجتماعي، كتخفيف المعاناة عن الأسر الفقيرة. ٭ يقولون إنك رفضت عمل استقبال رسمي لك عندما تم تعيينك معتمداً هل هذا الكلام صحيحاً؟ - بعد ما أديت القسم إتصل بي أهل الدويم لعمل استقبال رسمي لي فرفضت عمل الإستقبال وتكلفته وعندم وطئت قدماي المدينة ذهبت رأساً للمحلية وأجريت اجتماعاً مع لجنة الأمن فنحن نستقبل القادمين ولا نستقبل في مدينتنا. ٭ هنالك مقولة متداولة في المدينة بأن أي معتمد عندما يأتي جديداً يكون عازماً على التغيير والقضاء على المفسدين والمنتفعين ولكن بطانة المصالح أو الجماعة المقربة منه تتولاه وتغيره فيصير معتمداً سلبياً لا يقدم شيئاً هل هذا الكلام صحيح..؟ - هذا الكلام لا أساس له من الصحة فالحاكم أو الوالي أو المعتمد بيصنع بطانته بنفسه ولا يوجد شخص في الدنيا كلها بيصنع بطانة شخص آخر ولكن الحاكم أو المعتمد يعطي فرص لأشخاض منتفعين وذوي مصالح ويتعامل معهم في الظلام وليس النور. ٭ هل لك أجندة واضحة تعمل على تنفيذها ؟ - أنا جئت بأجندة واضحة هي قلوبنا واضحة وأيدينا بيضاء وخطتنا طموحة لكل السقوفات والأخ / يوسف الشنبلي / والي ولاية النيل الابيض نبه مراراً وتكراراً على أن تراعي هذه المدينة وتعامل معاملة خاصة وأن نحترم قادتها ونقدم لهم أحسن الخدمات، وكذلك الإهتمام بالريف لكي يحول من ريف بدوي إلى حضري وينعم فيه الانسان بخدمات الصحة والتعليم والفضل في استقرار هذه الولاية والمحلية يرجع للسيد الوالي فهو ينادي دوماً بتقديم الخدمات لجماهير الولاية. ٭ ماهي هذه الخطط؟ - أولا : عمل السور المتاخم للمركز القومي للمناهج والبحث التربوي ببخت الرضا والذي يطل على الشارع الرئيسي للمدينة، وهذا السور يمتد لأكثر من 2 كيلو وبالفعل تم عمل جزء كبير من السور والباقي سيتم في مرحلة ثانية كما ستشيد أمام السور حدائق ومشاتل لتضفي عليه جاذبية وجمال. ثانياً : تكوين لجان من شباب الأحياء ودعمهم لعمل حدائق ومتنفسات في أحياء المدينة المختلفة لاظهار جمال المدينة. ثالثاً : إنارة الشوارع المظلمة في الأحياء لمحاربة الجرائم التي تقع في الظلام مثل تجربة الحي الخامس وستعمم هذه التجارب على كل الأحياء. ٭ مدينة الدويم ليس بها جماليات أو منتزهات فلماذا لا تستغل المساحات التي حول كبري الدويم بإعتبار انه واجهة المدينة ومعبرها في عمل متنفسات لأهل المدينة؟ - توجد لدينا فكرة ونعتزم على تنفيذها وذلك بالجلوس مع شركة الفيصل العقارية لتغيير واجهة المدينة لتكون مدينة حضارية فنقوم بتسليمهم كل الشواطيء على النيل لعمل كافتيريات وكوفيات ومنزهات لتغيير ملامح المدينة للافضل وكذلك قمنا بتصميم خريطة للمدينة لتحديد التصريف الطبيعي كما أن الشركة ستقوم بعمل مباني إستثمارية مثل تشييد ميناء بري لكي تضفي جمالا للمدينة. ٭ المدينة تعاني من تردي في الخدمات-وخاصة إصحاح البيئة- فهى ليس بها مكبات لرمي الأوساخ ( البراميل ) لماذا؟ - حملات إصحاح البيئة بصورة عامة تحتاج إلى جهد كبير جداً وهذا لا يتأتى إلا بتكاتف الجهود الرسمية والشعبية وحتى نتحرك في إصحاح البيئة بطريقة أكبر فهنالك مشاكل تواجهنا منها أن حاجة الانسان متجددة في البيئة. كما تحتاج إلى ثقافة وتنوير المواطن نفسه وايضاً تحتاج إلى تكلفة أكبر فوضعنا حالياً معالجات جذرية لإصحاح البيئة. ٭ ماهي هذة المعالجات الجذرية ؟ - تتمثل في الآتي : منع تداول أكياس النايلون لأنها تتطاير في الهواء فتشوه وجه المدينة وتم عمل تعديل لمكب نفايات المدينة وحولناه إلى أقصى الشمال الغربي ومع ذلك تهزمنا صحة البيئة، وكذلك تم جلب 7 آليات جديدة للنظافة تبرع بها البروفيسور/ ابراهيم غندور مساعد رئيس الجمهورية بتكلفة قدرها 500 مليون جنيه وكذلك تم جلب 5 عربة تكتك مواتر، ستوزع على الأحياء في الأشهر القادمة تساعد في عملية النظافة بشكل دوري ومنتظم. ٭ وماذا عن الصيانة في شارع الاسفلت الرئيسي للمدينة ؟ - الشارع الرئيسي تم تكوين لجنة لصيانته وتحديد عيوبه وسيصان صيانة كاملة وبالفعل بدأ العمل فيه بعمل رصيف بالكيرفستون كمرحلة أولى ، كما نحن الآن بصدد انارة الشارع والذي تبلغ تكلفته 40 مليون ج وستقوم شركة جياد بتنفيذ هذا العمل واعطاءونا الكيبل. ٭ الإنجازات الملموسة للسيد المعتمد الآن؟ أولا : تم إنارة كوبري الدويم بدعم مباشر من الأخ والي الولاية بتكلفة قدرها 225 مليون ج بعقد مع شركة قولدن اسكوير، كما تم عمل ردميات خرصانة في طريق الدويم مبروكة وطريق الدويم وكرة وكذلك الطرق الداخلية للمدينة والطرق المؤدية للمدارس وحفر وتنظيف المجاري استعداداً لفصل الخريف. ٭ وماذا بخصوص صيانة استاد المدينة؟ - بلغت التكلفة الكلية لصيانة الاستاد مليار و35 مليون ج وستنفذ الصيانة على عدة مراحل ففي المرحلة الاولى تم تنجيل الاستاد وعمل السور الداخلي وكل ذلك بجهود مقدرة من الولاية والآن جاري العمل في المرحلة الثانية وهي الإنارة والتي تكفل بها البروفيسور غندور بجملة 175 مليون جنيه. ٭ ماهي البرامج التي نفذت لدعم الفقراء لشهر رمضان المعظم؟ - بالتنسيق مع ديوان الزكاة تم توزيع فرحة الصائم لعدد 577 أسرة بالمحلية وكذلك توزيع 349 جوال ذرة بالخلاوي وايضاً توزيع مواد تموينية للمساجين في سجن الدويم وللمرضى بمستشفى الدويم وداخليات الطلاب بالجامعة وإضافة لشباب ملتقى الدويم فلديهم مشروع افطار الصائم لعدد 500 أسرة ٭ الإنجازات في القطاع الصحي؟ - أولا : قمنا بدعم 45 مركزاً صحياً بتكلفة قدرها 181 مليون ج شملت الصيانة والمعدات ومن هنا أحي الدكتور/ حامد علي وزير الصحة بولاية النيل الابيض لتذليله وتسهيله لهذا الدعم وكذلك تأهيل مستشفى الدويم وخاصة قسم العناية المكثفة بتكلفة قدرها 550 مليون ج من قبل وزارة الصحة الولائية، كما يجري العمل لبناء السور الغربي للمستشفى بطول 75 كيلو متر بتكلفة قدرها 250 مليون ج بتبرع من الأخ غندور مساعد رئيس الجمهورية وايضاً لدينا خطة ممتدة لصيانة مستشفى شبشة حتى يتمكن من التعامل مع المراكز الصحية للريف الشمالي. ٭ وماذا عن العمل في مسلخ المدينة هل شارف على الإنتهاء؟ - المسلخ الحديث يجري فيه العمل بصورة جيدة جداً وسيتم الإفتتاح في القريب العاجل وقد بلغت التكلفة الفعلية لهذا المسلخ 800 مليون ج ٭ شبكة مياه الدويم قديمة ومتهالكة ماذا أعددتم من الخطط لتأهيلها لكي تعمل بكفاءة عالية؟ - تأهيل شبكة مياه الدويم من أولى خططنا وأولوياتنا، فكانت هنالك منحة الشركة الايرانية لتأهيل مياه الدويم كمرحلة اولى بتكلفة قدرها 880 مليار والشركة التي نفذت هذا المشروع هي منظمة كاكا اليابانية وبلغت سعتها التخزينية 10 الاف متر مكعب وتمتد في دائرة نصف قطرها 30 كيلو متر، والآن في المرحلة الثانية تم طرح عطاء لتأهيل شبكة مياه الدويم بتكلفة بلغت 38 مليار من الجنيهات ٭ وماذا عن النهوض بالتعليم في المحلية؟ - ايضاً التعليم من أولوياتنا ومن ضمن خططنا نستهدف صيانة 212 فصل فقد قمنا بصيانة 47 فصلا من جملة ال212 فصل كما قمنا ببناء 6 فصول جديدة في بعض المدارس من المنحة المقدمة من البنك الافريقي للتنمية وهو مشروع فازت به ولاية النيل الابيض من البنك وتبنته وتقف على ادارته وزارة التربية والتعليم بالولاية. ٭ الخطط للنهوض بالريف؟ - نسعى دوماً في هذه المحلية لاستقرارها اقتصادياً واجتماعياً وهذا لا يتأتى إلا بتضافر الجهود الرسمية والشعبية ولدينا خطط تنموية للنهوض بانسان الريف والزراعة أهم أولوياتنا ونسعى لكهربة المشاريع الزراعية وتطهير القنوات والسعي إلى التمويل لاستقرار الزراعة. ٭ ماهي إنجازاتكم الخدمية للريف؟ - الإنجازات الخدمية للريف تتمثل في الآتي : فقد تم حفر 12 بئراً مياه جوفية بتكلفة قدرها 24 مليار ج في الجانب الجنوبي الغربي من المحلية كما تم تركيب محطة مياه لقردود والتي بلغت تكلفتها 9 مليار ج ويستفيد منها أكثر من 175 الف نسمة وايضاً مشروع كهرباء الحلة الجديدة - ود جبور والقطينة الغربية - السليك - بطول 32 كيلو متر وكهرباء قوز الاحمر (التومات ) بطول 15 كيلو متر إضافة لكهرباء الدويم ( اولاد رابح ) والتي تقع في الشمال بطول 52 كيلو متر وكهرباء الضقالة وحلة الجاك ٭ كلمة شكر لمن توجهها؟ - أوجه الشكر للبروفيسور / ابراهيم غندور مساعد رئيس الجمهورية وابن الدويم البار لوقفته الكريمة ومساعدته لنا للنهوض بهذه المدينة فقد تبرع بمبلغ 39 مليون لدعم مستشفى الكلى و50 مليون لمسجد الحي السادس وهذا قليل من كثير ٭ كلمة أخيرة ؟ - الشكر كل الشكر لقبيلة الاعلام المقروء والمسموع والمرئ فالاعلام يقوم بدور كبير في عكس التنمية والتي تكون خيراً ونماءً على الناس.
