خلال الاسابيع الماضية انتشرت ظاهرة استخدام علاج التهاب الأطفال (الكحة) وسط فئة من الشباب بغرض الهلوسة وفقدان الوعي في ظل الظروف التي تعاني منها البلاد من شح في العملات الأجنبية لتوفير الأدوية الأساسية المنقذة للحياة، فهولاء الذين يقدمون على هذه الممارسات أرادوا تغيير الهدف الأساسي للدواء بأن يستخدمونه بجرعات زائدة وبدون وصفة طبية وأرادوا تحويله إلى داء بدلا عن المواد التي يتعاطونها للادمان وذلك عند تجرع القارورة بأكملها في مرة واحدة. (الوطن ) رصدت الظاهرة والكيفية التي يتم بها الحصول على الدواء ونماذج بعض الصيادلة الذين شكوا من الظاهرة. ٭٭ جرعات زائدة وقد أفادت آمنة الهادي طبيبة صيدلانية بأن دواء الإلتهاب «الكحة» أصبح البعض يسيء استخدامة وحذرت آمنة من خطورة بيعه دون وصفة طبية، وأكدت بانه مركب بمواد طبيعية يسبب حالة نعاس، وقالت إن أضافت جرعة زائدة غير الجرعة العادية يسبب مشاكل إضافية لصحة الانسان، فيما أوضحت آمنة بأن أدوية القحة بعضها غير مرتبط بنشره اما عن تناول الشباب لتلك الأدوية التي تزيد عن الجرعات الطبيعية قالت:- إذا راودنا الشك في الشخص الذي يريد الدواء لا نعطيه ونتحجج بنفاذ الدواء عبر نوافذهم بالصيدلية وأكدت آمنة بانهم أقدموا على هذا التصرف بعد أن وصلت إليهم معلومات بان بعض فئات الشباب يستخدمونه استخداماً غير رشيداً بغرض الهلوسة. وفي ختام حديثها وجهت الصيدلانية آمنة رسالة إلي كل زملائها بالمهنة بان لا يتهاونون في بيع الأدوية التي يجب أن تباع بوصفة علاجية دونها وأوضحت أن الذين يقدمون على هذه الممارسات يقومون بجمع الأدوية من صيدليات مختلفة حتى يتحصلوا على الكمية التي يريدونها. ٭٭ هلوسة وفقدان الوعي اما الصيدلانية زينب اسماعيل فقد أكدت ما شرحته زميلتها آمنة وقالت أن علاج الالتهاب «الكحة» يسبب نوع من النعاس وهذا إذا استخدم في المعدل الطبيعي وبذلك أبدت استنكارها لما يقدم عليه بعض الشباب باستخدام جرعات زائدة عن المعدل الطبيعي بغرض الهلوسة وفقدان الوعي، وأضافت زينب الدواء نعمة لعلاج الأمراض فلا يبنغي أن نسيء استخدامه بل يجب أن يستخدم وفق وصفة طبية، وأبانت زينب بان علاج الالتهاب والكحة يحتوي على مواد إضافية مخدرة ومنومة يتطليها الجسم لأخذ قسط من الراحة أثناء فترة العلاج. ٭٭ ذات الحجة تتكرر وهذا نموذج لاحدى الصيدلانيات تعمل بصيدلية في أم درمان فضلت حجب اسمها تسرد سلوك من قبل بعض المشردين عندما امتنعت عن بيع الدواء لهم دون وصفة طبية، قالت حضر أحد المشردين يحمل قارورة دواء وقال إنه يريد نفس الدواء المقصود، دواء الكحة وهولاء هم الذين يسيؤون استخدامه بغرض الهلوسة وتعلل بانه فقد الروشتة ويريد لشقيقته الصغيرة فرفضت إعطاءه الدواء لأن الشك انتابها من خلال حديثه، وأضافت وبعد مرور ساعة أو ساعتين حضر آخر يحمل نفس القارورة السابقة، وبذات الحجة رفضت اعطاءه الدواء دون وصفة علاجية وفي مساء نفس اليوم حضر هؤلاء المشردين وأرادوا تهديدها وأخذ الدواء إلا انها قامت بالاتصال على صاحب الصيدلية الذي حضر إلى المكان وعند حضوره فروا هاربين. ومن جانبها ناشدت جميع الصيادلة العاملين بعدم صرف الدواء دون وصفة علاجية حتى لا يتيحوا الفرصة لهؤلاء باستخدام العلاج بدون وصفة طبية مما يؤدي إلى سوء الاستخدام. ٭٭ استخدام عشوائي اما الدكتور ياسر ميرغني الأمين العام لجمعية حماية المستهلك والطبيب الصيدلاني فقد أكد بالقول إن هناك بعض أصحاب النفوس الضعيفة تبيع علاج الإلتهاب أو الكحة دون وصفة طبية بينما قال إن هذا الدواء يجب أن يباع بوصفة طبية وأضاف أن بعض الصيدليات أصبحت تبيعه مثلج مما يسوء استخدامه عند البعض، وطالب ياسر بشطب كل أدوية الكحة المستوردة وغير الأساسية للاستخدام العشوائي وغير الرشيد وأكد بانهم قاموا بشطب بعض الأدوية عندما كان الدواء وتسجيله يتبع لوزارة الصحة. ٭٭ توفير العملة للأدوية الأساسية وحذر من تضيع أموال طائلة في أدوية غير أساسية وقال نحن نعاني من شح في توفير العملات الأجنبيه لاستيراد الأدوية فلا ينبغي أن تهدر هذه الأموال في الأدوية غير الأساسية التي تستخدم استخداماً غير رشيداً من قبل البعض، ونبه الصيادلة بان لا يتهاونوا في بيع الدواء الذي يجب أن يباع بوصفة طبية من غيره كما حذر من بيع الدواء مثلجاً من قبل بعض الصيادلة الذين وصفهم بضعاف النفوس.