نحمد الله كثيرا بعد أن انعم على بزيارة الحرمين الشريفين لأداء عمرة رمضان هذا العام حيث القلوب تهفو إلى هذا البيت وذاك المكان، والوفود تتقاطر وتتوارد عليه من كل فج عميق، تلبية للنداء والعمرة إلى بيت الله في هذا الشهر المبارك لها مقام جليل, ليس في غيره من الشهور . وحقيقة رمضان أحلى في السعودية وخاصة في مكة والمدينة فالمرء يشعر بالتقوى والصفاء الروحي والتحية لقيادة وشعب السعودية وهم يقومون بواجبهم لخدمة ضيوف الرحمن من تقدير واحترام وإطعام ورغم الظروف القاسية التي تواجه المعتمرين السودانيين من عدم تقديم الخدمات المريحة من بعض الوكالات التي تأخذ الملايين من المعتمر مقابل تجاهل وضعف في الخدمات إلا أن المتعة في العبادة كانت الأفضل وأزالت الكثير من الغصص . وبعد التحلل من العمرة دفعنا فضول المهنة للذهاب إلى القنصلية السودانية بمدينة جدة لمعرفة أحوال السودانيين وعرض معاناتهم السنوية في الحج والعمرة والتقيت بالقنصل العام السيد خالد محمود الترس وهو رجل متواضع وذو خلق ومهتم بأداء واجبه ودار بيننا الكثير من النقاش تحمل بصدر رحب وتواضع جم مهاجمتي له وبعد نقاش طويل بيننا دخل علينا احد المغتربين السودانيين يعمل بجدة منذ العام 1993 وزوجته الطبيبة بوزارة الصحة السعودية وله ثلاث بنات أعمار 7/6/2 وفى يوم الجمعة من هذا الشهر أرسل له صديقه شغالة أثيوبية وبعد يوم تركوا لها البنات وعند عودتهما وجدا البنت المتوسطة مذبوحة والبنت الكبيرة مطعونة في اليد والشغالة أيضا مضروبة بعدة طعنات وكانت لحظة حزن كبيرة لكل المغتربين وللوالدين وحضر معهم زميله السعودي يبكى ومتأثر كانت لحظة إنسانية منه في لحظتها شملنا الحزن والموقف والغربة هذه نتائج الاعتماد على الشغالات والمحزن أيضا صعوبة الإجراءات والبحث عن طريقة لدفن المقتولة بالجد موقف كان محزن والسوال المطروح لأصحاب الشهادات والكفاءات هل الأرزاق في دول المهجر فقط وهل الشغالات أصبحن الشيء الاساسي في حياة المثقفات وصاحبات المنازل وان دعا الأمر لاستخدام الشغالات فلماذا ترك الأطفال معهم لفترة طويلة لوحدهم وللضرورة أن يكون ذلك في الغربة ولكن يحدث الاعتماد الكلى على الشغالة داخل الوطن يبدو أن ذلك أصبح مظهر اجتماعي وهذا الأمر احدث كثير من السلبيات والمشاكل انتبهوا وأعيدوا النظر قبل فوات الأوان.