يتحدث الأهل في بورتسودان عن الأحداث التي صاحبت انعقاد مجلس شورى المؤتمر الوطني لولاية البحر الأحمر الذي شرّف جلسة مؤتمره العام البروفيسور غندور الذي اعلن موجهات التغيير القادمة لقيادات الحزب فى الولاية ,الأمر الذي اراح الجميع لأن التغيير سنة الحياة خاصة أهل ولاية البحر الذين فقدوا الراحة والشورى بمعناها القرآني، حيث أصبحت وسيلة لكسب الأصوات, لذلك عاشوا سنوات طويلة من التيه مشدودين يومياً على ظهر قارب تتقاذفه أمواج الصراعات السياسية التي لا تنتهى في كل أمر صغير أو كبير لغياب الشورى والمشورة واحترام الرأي الآخر, لأنهم ظلوا لا يتحدثون مع بعضهم بل يتحدثون عن بعضهم البعض في كل المنتديات والمقاهي بسبب القيادة السياسية في الولاية كما قال احد قيادات البحر الأحمر في العاصمة من أمثالنا البعيدون عن الأهل والقريبون منهم بحكم الاحساس بقضاياهم التي تنشغل عنها حكومة الولاية لأن الجميع مشغولون بالصراعات التي يستنفر لها كل أعضاء حكومة الولاية ,حتى ولو كانت انتحابات طلاب جامعة البحر الأحمر لا سيما إذا ما تعلق الأمر باختيار من يمثل الطلاب في الاتحاد من كلية التربية بجبيت مسقط رأس الوالي. لذلك لم استغرب أن انعقاد مؤتمرات الشورى والعام سوف يؤدي الى صراعا ت واستنفار لكل أهل الولاية خاصة بعد اقتحام أبننا «الفريق أمن» حسن محمد مختار الذي ينحدر من أكرم أسر الشرق التي لها الفضل لنا جميعا نحن رواد العمل العام بما فينا الوالي نفسه إن لم ينسَ بسبب عمى ألوان السياسة وسكرة السلطة التي أصابت أهل السودان الذين يتصارعون حول كراسي الحكم في هذه الدنيا الزائلة, إلا إننا انزعجنا أكثر عندما عادت طبول الصراعات تحتد وتطل معها (القبلية) البغيضة في أمر سياسي تنظيمي في حزب تنادى كل قيادته بنبذ القبلية بعد ما استشرت في عهد الإنقاذ وضربت في اعماق الشعب السوداني الذي ترجع جذوره الهشة أصلاً الى المجتمعات العشائرية القديمة, إلا أن حكمة القيادات وتماسك أهل البحر الأحمر بكل مكوناتهم وكيناتهم ونسيجهم الاجتماعي الذي يمثل « سودان مصغر» ابطلوا مفعول هذه القنبلة المؤقته واجتازوا كل المحكات والمطبات التي صنعها القائمون بأمر الولاية السياسية والتفيذية. والفضل يرجع في هذا العمل والإنجاز الذي أدى لدخول قيادات شابة في قائمة المرشحين لمنصب الوالي الى وعي الجماهير وتماسك قيادات أبناء البجا الحادبين لمصلحة أهلهم ووحدتهم بسند قوي من رجال الإدارة الأهلية وعلى رأسهم ناظر الأمرأر الحكيم ورجال الطرق الصوفية والاعيان من كل أبناء السودان من الشمال وغيرهم في المدينة الجامعة لأهل السودان الذين اصبحوا جزءاً لا يتجزء من أهل هذه الولاية, والغريب في الأمر أن البعض يتحدث بأن القيادات المؤسسة للحزب من الحركة الإسلامية وأمينها العام السايق الأستاذ «صلاح محمد عثمان» استبعد حتى من الاستكمال، أما الشباب والمرأة يشكون من شطب أسمائهم حتى من كشوفات العضوية التى تعج بالأميين وأصحاب المصالح وما يسمى جماعة شعب كل حكومة , و يقال إن بناء الحزب اعدت بتوجيهات من رئيس الحزب تحت سياسة من ليس معي فهو ضدي والأمر الأغرب أن قطاع المرأة حرم من نسبة عضويتهن المقررة قانوناً ودستوراً بل البعض منهن يتحدثن بأستغراب شديد ويتسألون أين ذهيت خاناتهم الشاغرة في هيكل التنظيم لدرجة الشك في استغلالها لأرضاء اعضاء جدد من بعض الأميين مما جعلهن يعتقدن بأن ( دائرة المرأة) ربما قد استكملت بالرجال!!. هذا يعد اليسير من الكثير من الاخبار و سيناريوهات الاحداث والممارسات التي نقلت إلينا بالهاتف عن تلك التداعيات من كواليس مؤتمرات الحزب الحاكم الذي ظل يتباهى به قادته في المركز بأن حزبهم رائد ومؤسس للعمل الوطني وأنه كسب عضوية جديدة التي نخشى أن يكون قد كسبها بمثل هذه الممارسات التي استبعدت المؤسسين للحزب في الولاية والمعروفين لدينا منذ دخولنا للعمل العام, مما زاد اشفاقنا لمستقبل الممارسة الديمقراطية في السودان بعد أن تمزقت أحزابنا الوطنية وتلجنت مثل العربات الخردة في جراج المهملات الوطنية ! مما أخلى الجو للحزب الحاكم ، كما يتحدث الناس بأن بعض قيادات الحزب من الكوادر الوسطى كانت تلزم الاعضاء للقسم على المصحف لاعطاء صوتها للوالي الحالي بل أشيع أن هنالك مبالغ مالية كبيرة يسيل لها اللعاب تدفع مقابل خاصة والعيد على الأبواب ومن خلفه تطل صورة «خروف الضحية «المليوني الثمن الى جانب سياسة الترهيب بالفصل من العمل وعزائم الأمور,هذا الى جانب الاستغلا ل بذكاء طبيعة أهلنا وخوفهم من حنث باليمين مما كان له الأثر في نتيجة التصويت التي رصدت لها ودعمت بكل هذه الممارسات ,كل ذلك سعياً لقفل الباب أمام الابن (علاء) حتى لا يخترق هذه الحواجز والمتاريس بالرغم من ذلك اخترق هذه المتاريس الأمر الذي سبب وصوله للمرشح الثاني صدمه في مسرح الرجل الواحد في مؤتمر أعد سلفاً كماً وكيفاً,مما أرسل رسالة قوية للمركز مدعومة من الاجماع الشعبي والقبلي له في هذه الولاية المهمة لكل السودان. و الاتفاف السياسي النوعي والقبلي حول هذا الشاب أكدت الوحدة البجاوية بل والوطنية السودانية التي رسمت ملامح صورة باهية للمستقبل تمثل جمع شمل أهل هذه الولاية في ولايته القادمة إن شاء الله. وإن الباحث والمطلع لتاريخ شرق السودان في المهدية التي سجّل لها المؤرخ السوداني بروفيسور «أبو سليم» في مؤلفه (محررات عثمان دقنة) (مرجع) التي تقرأ فيها وقائع الاحداث التي صاحبت ذلك المشهد التاريخي وذلك عندما طلب الخليفة عبدالله من الأمير «عثمان دقنة « بنقل اتباعه من قبائل البجا الى أم درمان وهي قوات مجاهدة مكونة من قبائل الهدندوة ومن الأمرأر والأرتيقة والاشراف والكميلاب وعندما وصل بهم الى منطقة «كوكريب» اضطر للسفر وحده الى أمدرمان لأسباب لوجتسية خاصة وقد تأخر زعيم المجاهدين (الجميلاب) من الوصول الى المعسكر لبعد المسافة بالجمال من منطقة اللنقيب, وذكر المؤلف أن «عثمان دقنة» أمر على المعسكر زعيم الأتمن فرع الأمرأر محمد محمد ركاب الملقب ب»قيلاآور» لحنكته وقدرته القيادية على رأس تلك المجموعة التي تمثل قبائل الساحل من أهله وغيرهم من قبائل الكوليت والقرعيب فرسان قبائل الهندوة وذلك قبل أن يشنق عليه «قيلاآور»بسبب حملات شنّها الانصار من غير البجا على أهله في القنب في عهد الخليفة التعايشي الذي استنصر بأهله وقبيلته على أولاد البحر, وتمت الحملات الدموية بدعوى أن قبائل الساحل وسواكن من الكفار والمواليين لهم فقتلوا اطفالهم وسبوا نسائهم فتمرد الزعيم «قيلاآور» وانسحب برجاله من المعسكر ليدافع عن أرضه وعرضه مثل ما فعل «عبد الله ود سعد» ملك الجعلين في مواجهته لجبش «محمود ود أحمد» في المتمة حيث القت حرائر الجعلين بأنفسهن في النهر هرباً من السبى والمذلة ,وقد أعاد الموقف الأخير لأهلنا الى ذاكرتي تلك الأحداث وكأن التاريخ يعيد نفسه في نهار الأحد الماضي عندما اجتمعت قبائل البجا موحدة تهتف وترفض سياسة الاستنصار بالقبلية الضيقة التي هزمت المهدية وذلك أمام صيوان المؤتمر بقيادة البلدوز» محمد طاهر احمد حسين وشيية ضرار وهمدويا أوهاج قبائل ومعهم من شباب البني عامر مجدي علي عثمان « ومن وراء كل هذا المشهد السياسي الوحدوي من على البعد ابن الزعيم الكبير كباشي عيسى «أمين» الذي أثار وحدة أهله على الترشح والصراع من أجل المنصاب التي تبوأها على كل المستويات .. نسأل الله الهداية والتوفيق للجميع لما يحفظ السودان وأن يستفيد القائمون بأمر البلاد والعباد من دروس وعبر التاريخ والله من وراء القصد..