٭ حولية ذكرى السيد نور الدايم محمد علي العجيمي تحل علينا ذكرى حولية العارف بالله القامة العلامة السيد الجليل المغفور له بإذن الله الشيخ مولانا نور الدايم محمد علي العجيمي البديري العباسي، مع تباريخ عيد الأضحى المبارك، وقد كنت مداوماً على حضور الحولية.. ولكن المرض والحمد لله جع ل هذه المزاورة أشواق تملأ الروح. فقد كان شيخنا يزور الوالد ويعاوده في مرضه ويعيد له الروح ويمدحان سوياً اللهم تقبلهما قبولاً حسناً مع الصديقين والصالحين وأغفر له ولوالديه واخوانه وأبنائه واحبائه ورحم الله إمام الأئمة وخير الأُمة الإمام الشافعي رضي الله عنهم جميعاً قائلاً: إن لله عباداً فُطناً تركوا الدنيا وخافوا الفتنا نظروا فيها فلما يعلموا انها ليست لحي وطنا جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا ٭ الرجل الصامت العامل الأُستاذ محمد عبدالقادر محمد أحمد إلتقيت هذا الرجل في العمل العام ومنذ الوهلة الأولى عرفت ابن الزميل القامة المعلم الفذ عبدالقادر محمد أحمدالذي تخرجت على أيديه ارتالاً من الرجال تلاميذ ومعلمين في مشارق السودان ومغاربه واختتم حياته العملية بالخرطوم غربها وشرقها ومعلماً وناظراً وموجهاً ومفتشاً. فقد شرب من تربيته ابنه محمد عبدالقادر، قد تختلف معه من طريقة كلامه وطريقة تفكيره، ولكنك في النهاية تجده صادقاً حاسماً وداعية ومنفقاً وسرعان ما تكتشف انه رجل هين ماهو لوين رجل قليل الكلام كثير العمل. فقد مثّل دائرة الخرطوم وسط في المجلس التشريعي لولاية الخرطوم في الدورة الأسبق للمجلس وقد أدهشنا بتواصله مع أهل الدائرة من الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل وأول نائب نشهد له بالإنجاز والإعجاز، فعبدالطرق وسجل الميادين للشباب والمؤسسات التي قبعت طول سنين خرابات وازال زريبة الفحم والحطب التي كانت وكراً لكل ضال. كل هذا كان دوره بارزاً في المجلس التشريعي من خلال لجنة الأمن والرجل ذو خبرة وهمة وذمة لم أرَ نائباً اختارته الجماهير أنجز في فترة وجيزة مثل هذه الإنجازات. التحية والتجلة له وربنا يجعل كل ذلك في ميزان حسناته وصدق قول الإمام الشافعي فيه: الناس يجمعهم شمل وبينهم في العقل فرق وفي الأدب والحسب كمثل الذهب الابريز يشركه في لونه الأصفر والتفضيل للذهب والعود لو لم تطب منه روائحه لم يغرق الناس بين العود والحطب ٭ نقابة العاملين بمحلية الخرطوم وخراف الأُضحية!!! منذ زمن بعيد درجت نقابة العاملين بمحلية الخرطوم تعين قواعدها في المناسبات الكبيرة وخاصة في عيد الفداء، فأتذكر مجاهدات قدامى المحاربين من النقابيين بالمحلية أخونا الجابري عوض الله وعثمان جادان وسيف الدين وغيرهم من أفذاذ القيادات العمالية الله يطراهم بالخير وفي أثناء جلوسهم تحت شجرة أمام مكتبي المواجه للمجلس التشريعي القديم حيث الأخوة في نقابة المحلية بتوزيع خراف عيد الأضحى للعاملين فسألني أحد الفضوليين الذي رأى زحمة العمال والعربات عن لماذا هذه الزحمة فأخبرته بأن نقابة المحلية توزع خراف العيد لمنسوبيها بالأقساط. وبعد قليل تجمع شلة من الفضوليين وعلت اصواتهم بل وساء ظنهم وقال احدهم بالله شوف ناس المحلية يجمعوا قروشنا ويشتروا خرفان الأضاحي بالله شوف. وقلت في نفسي الظلم ظلمات يوم القيامة، هؤلاء العاملين ما لاقين من المحلية اللظى، يكدحون في هذه المحلية في شدة الحر وزمهرير الشتاء ويأخذون نصيب اللظى دريهمات وغيرهم تحت المراوح والمكيفات والأكل من كزام جداد والشراب موية مفلترة وغيرهم يشرب كدراً وطيناً وهؤلاء يأخذون حوافز إختاروا لها أسماء ما أنزل الله بها من سلطان حرام والله هذا الظلم وصدق الحبيب الحكيم سيدي الشافعي رضي الله عنه عندما قال: أرى حمراً ترعى وتعلق بما تهوى وأسداً صاعاً تظمأ الدهر ولا تروى وأشراف قوم لا ينالون قوتهم وقوماً لئاماً تأكل المن والسلوى قضاء لديان الخلائق سابق وليس على أمر القضاء أحد فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه تصبر للبلوى ولم يظهر الشكوى ثم قال في سوء الظن: لا يكن ظنك إلا سيئاً إن سوء الظن من أقوى الفطن ما رمى الإنسان في مخمصة غير حسن الظن والقول الحسن ويا حليل مجلس المحلية التشريعي وبعض المعتمدين السابقين الذين كانوا يدعمون العمال اجتماعياً في المناسبات. أدعوك يا سيادة المعتمد لتحمل مسؤولياتك اتجاه هؤلاء العاملين خيركم خيراً لأهله والزيت كان ما كفى أهل البيت حرام على الجيران وحمل عنهم الديون، فقير الدين غني وخذ نصيبك من الحسنات في هذه الأيام المعدودات.