السيد بدر الدين محمود وزير المالية الذي ترأس وفد السودان المشارك في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي بالإضافة الى مجموعة النقد الدولي بواشنطن، بحمد الله كانت مشاركته فعالة وإيجابية ومطالبه مشروعة، وذلك بعد لقائه وزير الخزانة الأمريكية والتي تمثلت في رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للإرهاب، وذلك لمعالجة قضية الحصار الاقتصادي الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول الأوروبية. اللقاء ايضاً أثمر عن لقاء وزير المالية البريطاني وناقش معه قضية إعفاء الديون بالإضافة الى العلاقات الاقتصادية بين البلدين بالإضافة الى لقائه ببعض المسؤولين الاوروبيين، والتقى ايضاً نظيره بدولة الجنوب من أجل التحرك المشترك بشأن إعفاء الديون. حقيقة كل هذه اللقاءات عادية وبرتوكولية، تحدث في كل المحافل الدولية، ولكن المدهش هو لقاء وزير ماليتنا بدر الدين بوزير المالية الكويتي والذي من المفترض أن يدور الحوار بينهما في زيادة الاستثمارات الكويتية في السودان خصوصاً أن الكويت كانت سباقة دائماً ومشاريعها وشركاتها واستثماراتها تاج على رؤوس السودانيين الذين يقدرون القيادة الكويتية التي تناست مواقف وسياسات كانت ضربة قاضية لها ولكنها الحكمة في التعاون بمسؤولية حفاظاً على العلاقة بين الشعوب العربية. وزير المالية بدر الدين محمود وجد نفسه محرجاً وكان لزاماً عليه أن يناقش موضوع نحسبه بسيط ولا يستحق النقاش خارج نطاق السودان، وهو موضوع شركة سكر كنانة الذي بدأ«يتدوَّل» كأنه«مشكلة دارفور» وزيرنا وعد نظيره الكويتي بحل مشكلة شركة كنانة نهائياً بالإضافة الى انعقاد اجتماع مجلس إدارة شركة سكر كنانة قريباً جداً. لقد انطبق علينا المثل الذي يقول «جو يساعدوه في قبر أبوه دسَّ المحافير».. لقد أتت الكويت الى السودان ومعها الإخوان من المملكة العربية ليس من أجل أن يربحوا ويتكسَّبوا، ولكنهم أقاموا مثل هذه المشاريع والاستثمارات من أجل مساعدة السودان في وقت كنا فيه نصرف السكر بالبطاقة التموينية ونخزنه من أجل شهر رمضان، ووصل الحال بنا الى شرب الشاي بالبلح ما يُعرف ب«البان جقلي» أي الشاي السادة بالبلح. لماذا لا يتسنَّ الذين افتعلوا مشكلة سكر كنانة من أجل مصالحهم ومشاريعهم والموضوع في غاية البساطة، قوانين يجب أن تُطبَّق «وكفى الله المؤمنين القتال». غداً سوف نفتح الباب على مصراعيه..