فصلنا في مقالات سابقة وسنواصل خبايا وأسرار الحرب على قطاع السكر والتكتيكات التي يقودها «اللوبي» المعروف بقيادة «وزير المكرفون» وعضوية ثنائي«الشراكة» الذكية الذي وصل واحد منهم الى رئاسة ما كان يحلم بها حتي قيل أنه سجد شكراً لله، والثاني يجاهد الآن للوصول الى منصب والي معولاً على قبليته وجهويته. السيد السميح الصديق وزير الصناعة يستحق منا المساعدة وذلك بتمليكه بعض المعلومات التي تتعلق بموضوع السكر، وذلك باعتبارنا ممسكين بهذا الملف من «قولة تيت» وقبل أن يصبح السميح وزيراً ويبحث له عن دور في الصناعة التي تحدث عنها في لقائه بالزميلة (الانتباهة) وحديثه الذي بدأه بمغالطة الزميلة المحاورة، نافياً صحة حديثها. إن الرأي العام لاحظ اهتمام الوزير بملف السكر ورغم نفيه، إلا أن اهتمام الوزير بقطاع السكر بصورة عامة وشركة كنانة بصورة خاصة، كان واضحاً وملاحظاً ومعروفاً. متى تحدث الوزير عن الصناعات الهندسية مثل صناعة تحركات والعربات والآليات والمعدات.. لماذا لم يتحدث عن شركة جياد وعن منتجاتها والمشاكل التي تواجهها وعن دعمهم لهذه الشركة الرائدة في الصناعات الهندسية؟ الوزير تحدث عن «سنوات قادمات» وبفضل مجهودات وزارة الصناعة إن السودان سوف يصبح دولة صناعية لها وضعية معتبرة جداً في أفريقيا. ولا أدري كيف سوف يحقق الوزير السميح هذا الحلم، وظل خلال الأشهر الماضية يثير المواضيع الخلافية مع شركة سكر كنانة مواصلاً قيادة معركة «بالوكالة» حول مراجعة هذه الشركة، بالإضافة الى حملة إغراق السوق المحلي بالسكر المستورد المعفي من الجمارك والرسوم، تماماً مع تكبيل الإنتاج الوطني للمصانع المحلية بالرسوم الاتحادية والولائية، مع العلم أن حملة «التدمير» المتمثلة في الإغراق ما زالت مستمرة إلى الآن. الوزير السميح شارك وبكل أسف «كومبارس» في مسرحية سيئة الإخراج وهي إخراج العضو المنتدب لكنانة في تحدٍ غير مسبوق، متجاهلاً الشركاء العرب مستخدماً تكتيكاً تمثل في استخدام القوة بالإضافة الى تشويه سمعة شركة سكر كنانة التي يملك السودان جزءاً منها وليس المرضي باعتباره موظفاً تم اختياره بموافقة الشركاء كعضوٍ منتدب لهذه الشركة وهو سوداني الجنسية وليس من«إيران» وهذا فخرٌ لنا. الوزير يواصل تشويه سمعة الشركة في عملياتها وإدارتها وحتي مجلس إدارتها لا ندري ما هي أهدافه التي سوف تحوِّل الشركة الى أشلاء من أجل المصلحة الخاصة، أم من أجل المصلحة العامة. سيدي الوزير.. يا أبناء شعبي.. الوضع الراهن في شركة سكر كنانة عبارة عن حالة احتقان ومواجهة حادة بين السميح الصديق رئيس مجلس الإدارة وهو أحد ممثلي حكومة السودان الأربعة في مجلس الإدارة بالإضافة الى جانب وزارة المالية وبقية أعضاء مجلس الإدارة مع الشركاء العرب. كنانة تعاني من فراغ إداري كبير ممثل في غياب عضو مجلس الإدارة المنتدب لإدارة الشركة «العضو المنتدب» بسبب منعه بالقوة المسلحة من دخول مكتبه إضافة الى امتناع أعضاء مجلس الإدارة من الكويت والسعودية والشركة العربية للاستثمار والهيئة العربية من حضور أية اجتماعات ما لم تُعد الأمور الى طبيعتها في كنانة، وبالتالي غياب تام للمؤسسية. إعادة الأمور الى طبيعتها تشمل موضوعين هما أساس الاحتقان الحالي.. موضوع العضو المنتدب وموضوع إخضاع كنانة للمراجعة بواسطة ديوان المراجع القومي وسنتناول فيما يلي هذين الموضوعين وجوانبهما القانونية والآثار المترتبة علي استمرار هذا الوضع الخطير. لفهم الجوانب القانونية لكنانة لابد من إبراز أسس نظامها ودور وسلطات رئيس مجلس الإدارة. ينظم العلاقة بين الشركاء في كنانة الآتي:- 1/عقد التأسيس والنظام الأساسي للشركة وهو يستند على قانون الشركات للعام 1925م ويستمد قوته من بنوده 2/ اتفاقية مساهمة كل من دولة الكويت والمملكة العربية السعودية والتي حددت بشكل قاطع القرارات التي تتخذ بنسبة 75% 3/ قوانين الاستثمار السارية عقد التأسيس والنظام الأساسي فصل ووضح السلطات في كنانة المادة 60 حددت أن رئيس مجلس الإدارة يتم انتخابه بواسطة مجلس الإدارة ومهمته ترأس جلسة مجلس الإدارة عند انعقادها وينتهي دوره بنهاية الاجتماع، أي أن رئيس مجلس الإدارة لا سلطة ولا دور له خارج اجتماع مجلس الإدارة وليس له سلطة تنفيذية او إدارية خارج جلسات اجتماع مجلس الإدارة. لذلك لم يسبق في تاريخ شركة كنانة أن قام رئيس مجلس الإدارة بإصدار أي قرار منفرداً. وما قام به السميح الصديق يعتبر سابقة في تاريخ كنانة. جانب آخر هو أن السميح الصديق في مجلس إدارة كنانة بصفته الشخصية ممثلاً لوزارة المالية «حامل أسهم حكومة السودان» مع ثلاث أعضاء آخرين.. لذلك فكونه وزيراً للصناعة لا علاقة له بدوره كممثل لوزارة المالية في مجلس إدارة كنانة ولا يحق لهم اقحام وزارته او الأمن الخاص بها في عمل كنانة بأي شكل من الأشكال! وفق النظام الأساسي لكنانة فإن حكومة السودان ترشح أحد ممثليها الأربعة لرئاسة المجلس ومجلس الإدارة قد يوافق او يرفض هذا الترشيح وهذا جانب مهم خاصة وأن أصوات الشركاء الأجانب في كنانة تفوق الجانب السوداني. السبت القادم: سوف نواصل ونوضح موضوع العضو المنتدب «المغضوب عليه» من قبل«اللوبي» الذي يريد استخدام القوة وخرق القانون غير آبه بسمعة بلادنا التي لطخت بالفساد والبحث عن المصالح الذاتية والدنيوية وحديثنا له بالقانون من أجل مصلحة البلاد والعباد. انتظروني يوم السبت بإذن الله..