إن التطور الحضاري للأمم مقرون بالسلام والتعليم والعمل والقدرة على الإبداع والموهبة، وبعض الأمم مرهون تطورها بحركتها وإستقرارها، وكذلك بعض الأُمم الكبيرة والطاغية التي تعتمد على موارد الأمم الضعيفة في حركتها الإقتصادية والصناعية كما تشاهده اليوم من الحروب التي تقف خلفها أمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل، وكما قرأنا عن الحرب العالمية الأولى والثانية. إذن النزاع في كل مظاهرة وأطواره هادم ومعوق لتقدم الشعوب والإنسانية. وإن أصل النزاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق هو نزاع من أجل السلطة، وما يقترن بها من تنمية ومشاركة وخدمات والثروة وما يتصل بها من مظاهر المشاركة والفائدة والمصلحة، وهنالك بعض النزاعات ظهرت لاحقاً إقترنت بنزاع الأرض خاصة حركة الراعي والمزارع التي تحتاج لضبط ومسارات تحكم بقوانين رادعة للمنع والإحتكاك بما تعنيه الكلمة من معاني «خشنة وناعمة» وأيضاً الحدود بين ولاية جنوب كردفان وغرب كردفان والحدود بين القبائل المتجاورة نتيجة للتوسع في الزراعة والسكن. والطمع في ما بطن الأرض من ذهب وبترول كل هذه الإحداثيات المحلية تضاف إليها الإحداثيات الإقليمية وهي رغبة الحركة الشعبية لتحرير السودان، أن تجعل جبال النوبة والنيل الأزرق خطوط نيران متقدمة لحماية ظهرها وإحلال حكومة متوافقة معها فكرياً مجمل قطاع الشمال للقصر الجمهوري ايضاً رغبة بعض الدول الأفريقية بالضغط بواسطة الجبهة الثورية التي تحمل حركات دارفور لينشغل السودان بنفسه وإستنزافه لعدم تصدير الإسلام والعروبة إليهم. بالإضافة إلى الإحداثيات الدولية والتي توضح لنا طموحات بعض الدول الكبرى في إيقاف حركة السودان الإقتصادية خاصة البترول والذهب التي ترى أن هذا المخزون لم يأت وقته بعد فهو مخزون إستراتيجي، لكن حكومة الإنقاذ عملت لإخراجه بالتعاون مع «الصين» فهذا الأمر أزعج أمريكا ودول الغرب الذي يرى في «الصين» منافس كبير ومخيف في أفريقيا وفي الإقتصاد العالمي والمخزون الإستراتيجي الدولي وهو ما يوجد في باطن أرض السودان من كنوز كل هذا العمل يضاف إليه العمل السياسي المضاد من الأحزاب المعارضة وترى في قطاع الشمال منفذ لها من حكومة الإنقاذ فهي تحرض على الحرب حتى تضعف شوكة الحكومة. وفي ظل هذا السرد المنطقي ما ذنبنا نحن شعب جبال النوبة والنيل الأزرق ونحن نرى أن واجب الدولة حماية أرواحنا وممتلكاتنا وواجب الدكتور غندور رئيس وفد التفاوض السعي لايقاف الحرب وإحلال السلام وهناك طريق ثالث نقدمه للسيد غندور رئيس وفد التفاوض للمنطقتين من قبل حكومة الإنقاذ، وأرى البعد الثالث يرتكز على:- 1/ إن الحرب في جبال النوبة فُرضت على المواطنين فرضاً فالحركة الشعبية دخلت جبال النوبة 7891م منطقة القردود وهي غازية بالقوة والقهر وأخذت أبناء جبال النوبة عنوة وقامت بتجنيدهم وترحيلهم لجنوب السودان، ومن ثم إنداحت العمليات إلى جميع جبال النوبة، هذا يعني أن حزب الحركة الشعبية الذي يحمل الفكر اليساري هو فرض نفسه على منطقة جبال النوبة فرضاً ، مستخدماً أساليب 1/ التضليل 2/ المُكر 3/ الدهاء 4/ الكذب 5/ إدعاء حماية النوبة من الظلم 6/ إدعاء تسليم السلطة والثروة للنوبة والسودان إليهم 7/ الإحتلال 8/ قفل المناطق التي إحتلها 9/ محاولة تغيير النوبة بإدخال المدارس الكيفية والمناطق المقفولة المحتلة. 2/ إن هروب قبائل جبال النوبة من الحركة الشعبية وهجرتها داخلياً إلى ولاية الخرطوم، ولاية سنار ، ولاية النيل الأبيض، ولاية القضارف، ولاية بورتسودان بصورة كبيرة ومؤثرة في التركيبة السكانية والجغرافية دليل على رفض النوبة للإنصياع لتقلبات الحركة الشعبية والإنضمام إليها. 3/ إنضمام النوبة المستمر في القوات المسلحة والقوات النظامية الشرطة يعني محاربة الحركة الشعبية. 4/ تكوين النوبة لقوات الدفاع الشعبي بجنوب كردفان وبأكثر من عشرة «01» كتائب حتى الآن دليل على رفض النوبة للحركة الشعبية. 5/ إنضمام النوبة لقوات الدعم السريع يؤكد ذلك. إذاً نخلص من ذلك أن الحركة الشعبية حزب يحمل أجندة خارجية لتحديث مصالح دول عظمى وهو ما أكده القذافي قبل هلاكه «إن الحرب في السودان سببها النزاع في البترول». إذاً من يُخلص النوبة من براثن الحركة الشعبية وإيقاف الحرب؟ إن هذه رسالة نُحملها للوفد الحكومي والدكتور غندور شخصياً بما وضحنا في صدر هذا المقال ونقدم مبادرة غير مطروحة لخلاص النوبة من ويلات الحرب. نذكر جزء منها: 1/ إن حماية النوبة في السودان هي من واجبات حكومة السودان وللذكرى أن 08% من قبائل النوبة موجودة خارج سيطرة الحركة الشعبية مما يدعونا لنقدم مرافقة قوية لنعمل في إطار هذه المجموعة لإيقاف الحرب وأن نعمل لإيقاف تسرب إستخبارات الحركة الشعبية لتجنيد أبنائنا وأخواننا للعمل ضدنا وهو ما يستوجب مستحقات وعمل مضني ورجال لتحقيق هذا المطلب. 2/ لابد من العمل لإيقاف الآلة الإعلامية الغربية المعادية بتسخير مراسلين وملحقينا الإعلامية والعسكرية لدحض هذه الإفتراءات ومن الإعلام العالمي بالمعلومة الصحيحة. 3/ العمل على إستتباب العسكريين «المحترفين»، معاشيو القوات المسلحة والشرطة والأمن والقوات الأُخرى وإيجاد فرص عمل لهم لمنع أيدي الحركة الشعبية والجبهة الثورية والمعارضة من الإقتراب منهم وتجنيدهم وإغرائهم. 4/ العمل على حصر الخريجين وإستتبابهم وإيجاد فرص عمل لهم لمنعهم من الهجرة والإنضمام للحركة الشعبية. 5/ السعي لتمكين القوات المسلحة لإسترداد أرض جنوب كردفان من أيدي الحركة الشعبية. 6/ الإستماع لمبادرات أبناء جبال النوبة في إحلال السلام والإستقرار وتفعيل المفيد منها. 7/ العمل على حث أبناء جبال النوبة للمشاركة في الحوار الوطني. 8/ حث والي جنوب كردفان لتكوين آلية للحوار السياسي بجنوب كردفان. سنسعى لتكوين آلية شعبية لتكون حلقة وصل لإيصال هذه المبادرة والمقترحات للدكتور غندور وللحوار المجتمعي ولآلية «7+7» ولوالي جنوب كردفان وأعان الله الجميع لإحلال السلام والإستقرار في السودان.