على أعتاب آخر الزمان يأتي أقوام يحبون المال وينسون الحساب، يحبون الدنيا وينسون الآخرة، يحبون المخلوق وينسون الخالق، يحبون القصور وينسون القبور، يحبون المعصية وينسون التوبة، واقعنا جزء لا يتجزأ فالأرضية الإيمانية العميقة أصبحت غير ثابتة، وذلك لإبتعاد الكثير من الناس عن التعاليم الإسلامية السمحة غلبت علينا الأنانية والمطامع الدنيوية وإمتلاك أحدث الموديلات والتعالي في العمارات ضاعت بيننا فضائل الأخلاق والنُصح إنتهجنا منهج الحفر لتكسير مجاديف بعضنا من أجل لحظات زائلة دونت على دفاتر الأعمال، إذا إرتفعت همتنا بتطبيق الدين في حياتنا ستسمو نفوسنا وأرواحنا وتتلاشى الصفات المذمومة صفات النفس الأمارة بالسوء التي لا ترضى إلا جمع أكبر قدر من الحطام فهاهم كثير من الناس يتعلقون بالكنوز ويظنون أن الكنز هو مال مخزون من قديم الزمان عليه رصد من الجن ويناله من يفك طلاسمه ويقرأ عزائمه ويسمح حُراسه من الجن فيشقون له الأرض ويخرجون له الكنز، فينال المال الكثير فيصبح من أصحاب العمارات الشاهقة في الهواء والأطيان الشاسعة فإن الأموال التي دفنت من موت أصحابها بسبب الهدم أو الغرق أو الحروب لا تخرج بالعزائم ولا بالأبخرة وعليها جن ولا شيطان بل ينالها الإنسان صدفة، فهناك من ينتهز فرص الحياة لكسب المال فيجد ضالته في فك البخور وحرق الأوراق يخدعك ويسلبك أموالك طمعاً أن تنال كنزاً فتكون انت الكنز لهم، فيسرقون أموالك بطريق الحيلة والوهم ثم يفرون منك فرار الغنم من الذنب، وإذا صادفك الحظ ورأيتهم في الطريق على سبيل المصادفة فإنك بعد دقائق لا تراهم لأنهم مثل ولد الموية بالدارجي لا تقدر أن تمسك به أبداً فماذا تفسر ما يحدث من بعض معتادي الإحتيال الهاتفي يقول لك فزت بمبلغ مالي أرسل لنا البشارة أو عليك بالدخول إلى الغرفة المعنية وأن تضع مصحف وشنطة وترسل حق الكرامة ستجد بعدها أموال طائلة فأنت شخص محظوظ بكل تأكيد يجعلك تسبح بخيالك أن تشتري منزلا وتركب عربة وتمتلك أحدث أجهزة الإتصال وسيلة وحيلة لجني الأموال أو تسير بالطريق العام، فإذا بصوت يناديك فتلتفت خلفك ويقول لك أنت من السعداء ورب السماء فتأخذه إلى منزلك وتكرمه كضيف ثم ينظر نظرة لها معناها ثم يشير إليك لتجلس جواره ويقص لك الكثير عن سعد طالعي الحظ وما يخبئه لك المستقبل من عز وجاه وبعد إنتهاء الحديث كله كذب يسألك ماهو إسمك طيب أنت تعرف ما يخبئه المستقبل تجهل الإسم؟ وتجد من يقول جاي خصيصاً لأقابلك لأن الخير على يديك مما يجعلك تقول الحمد لله الذي وفقني لكي القاك يقول إنه صادق أمين يحب أن يراك مبتسماً.. ومن حيل النصابين تنزيل الأموال وطلب صنف معين من البخور والعطور.. وهذه الأشياء صعب الحصول عليها إلا بدفع أموال إضافية ولأن ثمنه باهظ جداً يقول سأكلف الجني يجيبوه، فيمكن أن تكشف حيله وتقول له الجني يحمل القروش كيف وهو يحرس الكنوز!؟ لا تقع ضحية الطمع والجشع الدنيوي الزائل عليك بمخافة رب الأرض والسماء وأعلم بأن الأرزاق محسومة قبل تبدأ أنفاسك بالإنطلاق فاليوم راحة وتنعيم وغداً حساب وعقاب والقلوب لا يعلم سرها إلا من خلقها فكن في دائرة «إلا من أتى الله بقلب سليم». ٭ همسة سقطت شجرة فسمع الجميع صوت سقوطها بينما تنمو غابة كاملة ولا يسمع لها أي ضجيج كذلك الناس لا يلتفتون لتميزك بل لسقوطك وينحرون الذبائح ويقيمون الأفراح المزعومة فكن طائعاً تفرح غداً ويحزن الآخرون. والله المستعان