أصدر والي كسلا محمد يوسف آدم، مرسوماً مؤقتاً لحماية المراعي ومحاربة تغلغل الزراعة العشوائية التي أصبحت تهدد بقاء واستقرار الحيوان بالولاية، وقال مسؤولون بالولاية إن ظاهرة الزراعة العشوائية أصبحت على حساب المراعي وباتت تهدد الرعاة. وقال مدير إدارة المراعي والعلف بالولاية علي عيسى لشبكة الشروق، إن ظاهرة تمدد الزراعة العشوائية انعكست سلباً على رعاة الولاية حيث "أصبحوا في حيرة من أمرهم"، بعد أن فقدوا المساحات المخصصة لمرعى حيواناتهم. وأضاف: "أن توسع الزراعة العشوائية انتقص كثيراً من حصول الحيوان على المادة الغذائية من النباتات الطبيعية المنتشرة في أرجاء واسعة من كسلا". ووصف عيسى كسلا بأنها تمتاز بجودة مراعيها، حيث تنتشر فيها أجود نباتات المراعي مثل الحنتوت والدبر والطقطاق والحسكنيت الأمر الذي جعلها تستقبل سنوياً أعداداً كبيرة من الحيوان القادم من ولايات القضارف والجزيرة والبحر الأحمر ونهر النيل والخرطوم. تعد على المساحة من جانبه، قال المسؤول في إدارة المراعي والعلف علي بابكر للشبكة، إن المساحة المتعدى عليها بلغت حوالي عشرين في المائة من مساحة المراعي. وزاد: "إن أكثر المحليات التي تغولت فيها الزراعة العشوائية هي محليات ريفي أروما وريفي كسلا وغرب كسلا"، مبيناً أن إدارة المراعي والعلف عملت على إزالة مساحات واسعة لبعض التعديات، دون التزام المتعاملين بالزراعة العشوائية. وشكا الرعاة من صمت السلطات الولائية على التعدي المتواصل على مساحة المرعى، وقال الحسن عثمان راعي بريفي كسلا للشبكة، مللنا مطاردة أجهزة الدولة والتي باتت بعيدة عن معالجة المشكلة. وأضاف أخشى أن يتطور الأمر ليصبح الشرق دارفور أخرى، مبيناً أن مساحات المرعى أصبحت الآن خارجة عن أيدي الرعاة. وقال محمد عبدالله الحسن راعي بغرب كسلا وعضو لجان المراعي: "لقد عانى الرعاة معاناة كثيرة من تنامي الزراعة العشوائية والتي امتدت، حسب قوله، من شرق الولاية بمنطقة القرقف إلى نهر عطبرة غرباً". ولفت إلى أن الوضع يحتاج إلى ورش عمل وسمنارات يشارك فيها المختصون وأصحاب الشأن بهذه القضية قبل أن تستفحل ويصعب معالجتها مستقبلاً.