بررت وساطة الدوحة عدم تقديهما وثيقة سلام لوفدي الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة، بانتظار نتائج محادثاتها مع وفد حركة العدل والمساواة الموجود هناك، كما تترقب فحوى المؤتمر الصحفي الذي أعلن عنه عبدالواحد محمد نور. وفي المقابل قالت الحكومة السودانية إنها لن تنتظر وثيقة السلام إذا تأخرت عن نهاية الشهر الجاري، ونقلت للوسيط القطري أن موقفها هذا ثابت ومعلن ولن تتراجع عنه لأي سبب كان. وأعلنت حركة التحرير والعدالة، بزعامة التيجاني سيسي، أنها غير ملتزمة بقيد زمني بقدر ما تصبو للتوصل إلى حل جذري للقضايا العالقة، مؤكدة أن الحديث عن وثيقة سلام نهائية لا يبدو منطقياً ولا يتسق مع وجود نقاط خلاف بين الطرفين. اتفاق عاجل وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية بقطر أحمد بن عبدالله آل محمود أن الوساطة ستبذل قصارى جهدها للتوصل إلى اتفاق سلام في القريب العاجل، مشيراً إلى أن المناقشات متواصلة بين الحكومة والعدالة. وأضاف أن الوساطة تجري حالياً مشاورات مع وفد من حركة العدل والمساواة موجود بالدوحة هذه الأيام بغرض إقناعهم بالانضمام إلى ركب المفاوضات، مؤكداً أن الوفد تعهد بتوضيح موقفه في أقرب فرصة. وتابع أننا ننتظر أيضا فحوى المؤتمر الصحفي الذي أعلن عبدالواحد محمد نور بأنه سيحسم خلاله موقفه من عملية السلام بالدوحة. وشدد آل محمود على أن الوساطة القطرية لن تسمح لأي طرف من الأطراف بأن يؤخر عملية السلام التي ستضع حداً لمعاناة أهل دارفور. تململ حكومي من جانبه، أبلغ رئيس الوفد الحكومي أمين حسن عمر الشروق، بأنه عقد اجتماعاً مع الوساطة القطرية وأخطرهم بأن حكومته لن تنتظر وثيقة السلام إذا تأخرت عن آخر الشهر الجاري، قائلاً إن هذا الموقف ثابت من قبل الحكومة ولن تتراجع عنه. وأضاف: "كنا نتوقع أن تدفع الوساطة بأفكار جديدة لحسم القضايا الخلافية بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة". من جهته، قال الناطق الرسمي باسم التحرير والعدالة عبدالله مرسال إن حركته غير ملتزمة بقيد زمني وإن وثيقة السلام تعتمد على معطيات التفاوض، مؤكداً وجود عدد من القضايا العالقة، أهمها مسألة الوضع الإداري في دارفور. وأضاف إذا أراد الوفد الحكومي تقديم الوثيقة بصورة أسرع فعليه أن يقدم تنازلات بشأن القضايا العالقة، مؤكداً: "توقيع اتفاق سلام مع وجود قضايا عالقة يبدو أمراً غير منطقي". وأكد أن حركته تتشاور حول مقترح الوساطة والقاضي بقيام سلطة إقليمية انتقالية وأنها قدمت المقترح شفاهة ولم يتسلموا مكتوباً بعد.