شهدت منطقة كرمة الأثرية بالولاية الشمالية السنوات الأخيرة كشوفات وحراكاً في مجال الآثار والمتاحف وطوافاً للبعثات الكشفية والحفريات وكانت أهم معالمها موقع "دكي قيل" ويقيم بمجمع كرمة عالم آثار سويسري منذ أكثر من 45 عاماً. ويجيد عالم الآثار السويسري شارلس بوني اللغة النوبية على اختلاف لهجاتها، مما وجد مساحة من الحب والتقدير من الأهالي وأصحاب الشأن وهو له إضافات واضحة واكتشافات في هذا المجال آخرها موقع (دوكي قيل) daki gael ومعناه بالنوبية التلة الحمراء المرتفعة عن الأرض. وقال مدير مجمع حضارة كرمة عبدالماجد محمود لقناة الشروق، إن المواقع الأثرية باتت تلعب دوراً مهماً في تنشيط السياحة، ونوه إلى بدء الموسم السياحي وأكد اهتمام الدولة بالآثار. جذب السياح من جهته أكد عالم الآثار السويسري شارلس بوني أنه يعمل في المنطقة منذ 10 سنوات بصفة دائمة وفي السودان منذ أكثر من 45 عاماً، وأكد أن الموقع "دوكي قيل" يجذب السياح بالولاية الشمالية. إلى ذلك قال أمين أمانة الكشف الأثري بالهيئة القومية للآثار، الباحث في حضارة كرمة د. صلاح محمد أحمد في اتصال هاتفي مع قناة الشروق، إن حضارة كرمة تمثل الحضارة السودانية باعتبار أن عمرها تجاوز الأربعة آلاف سنة، وأضاف: "من خلال ملامح الحياة تظهر عظمة الحضارة". وقال صلاح إن هناك اهتماماً أكاديمياً بحضارة كرمة من خلال البعثات وهيئة الآثار والمتاحف واهتماماً شعبياً ورسمياً بالمنطقة، الأمر الذي أثمر عن متحف لحضارة كرمة حول المدينة القديمة. وأشاد صلاح بدور عالم الآثار السويسري بوني الذي لعب دوراً كبيراً في الترويج والتعريف بحضارة كرمة. وقال إن بوني خلال الفترة التي قضاها أقام أهم مؤتمر للحضارة النوبية في جنيف وكتب مئات المقالات وعدداً من الكتب عن حضارة كرمة وأنتج العديد من الأفلام للتلفزيون عن الحضارة النوبية.