واجهت سبع عمليات جراحة قيصرية بمستشفى الدامر في ولاية نهر النيل ظروفاً حرجة عندما فوجئ مرافقون للحالات الخاضعة للولادة باعتذار الأطباء عن إجراء العمليات لعدم توافر خيوط العملية بالمستشفى، وأعلنت وزارة الصحة الولائية التحقيق في الحادثة. وانتظرت إحدى عمليات الولادة القيصرية لأكثر من أربع ساعات، وهو الزمن الذي استغرقه وصول خيوط الجروح من الخرطوم، بعد أن طلبها مرافق الحالة بشكل شخصي من أحد أقربائه، بينما أضنى البحث الآخرين بعد أن صارحتهم إدارة المستشفى بعدم توافر الخيوط وطلبت منهم الإسراع بالحصول عليها ب"أي طريقة" لإجراء العمليات المستعجلة. وأدى الموقف لدخول مواطنين في مواجهات مع إدارة المستشفى، متهمين إياها بعدم التزامها بتنفيذ القرار الصادر من وزارة الصحة الاتحادية بمجانية العمليات القيصرية. معجزة للخيوط " الأمين العام لمستشفى الدامر يؤكد أن خيوط (كروميك 2 وفكريل 2) المستخدمة في العمليات القيصرية منعدمة ما يتناقض مع قرار مجانية هذه العمليات نسبة لما يتحمله المواطن من تبعات مالية "وأقر الأمين العام لمستشفى الدامر علي مصطفى لشبكة الشروق، بعدم وجود خيوط العمليات التي يتوجب توافرها لإجراء العملية القيصرية. وزاد: "تحتاج المستشفى لمعجزة للإيفاء بنوعين من هذه الخيوط". وقال مصطفى: "ظللنا نواجه هذه المشكلة لفترة طويلة، رغم ما نقوم به من اجتهادات ومعالجات مع الإمدادات الطبية، لكن ذلك لم يكن كافياً لحل المشكلة". مضيفاً أن هناك نوعين من خيوط العملية يتم استخدامهما من قبل الأطباء، "كروميك 2 وفكريل 2"، وهما غير متوفرين على الإطلاق. وذكر الأمين العام للمستشفى أن العمليات السبع تم إجراؤها بعد استجلاب الخيوط من خارج المستشفى عبر ذوي المرضي. ولفت إلى أن ذلك يتناقض مع قرار مجانية العمليات القيصرية، موضحاً أنه يحتاج لمراجعة و"دعم حقيقي" نسبة لما يتحمله المواطن من تبعات مالية رغم القرار. "الصحة" تحقق من جهتها نفت وزارة الصحة الولائية علمها بما يحدث في مستشفى الدامر من انعدام خيوط العمليات القيصرية، وقالت وزيرة الصحة بنهر النيل سامية محمد عبدالرحمن إنها وجهت بالتحقيق الفوري في الأزمة لمعرفة مداخل الخلل وأسباب القصور. في ذات السياق، أفاد مدير إدارة الصيدلة بالمستشفى يحيى أبوالقاسم شبكة الشروق، بوجود نوع خيوط من وجهة نظر أطباء النساء والتوليد لا يصلح للعمليات القيصرية. وأضاف يحيى أن هناك أزمة حقيقية تواجه القطاع الطبي والصيدلاني والإمدادات الطبية والصحي عموماً في عدم توافر خيوط "كروميك 2 وفكريل 2"، مؤكداً أنه لا يتوقع حلها قريباً بعدما امتنعت كثير من شركات الدواء عن استجلابهما من الخارج لارتفاع سعر الدولار. وألمح يحيى إلى عدم إقدام عدد من الشركات على بيع ما لديها من كميات تحت التخزين، مفترضاً أن يبادر "الدواء الدوار" والصندوق القومي للتأمين الصحي بحلول عاجلة قبل استفحال الأمر. ورأى أن جزءاً من الحل يكمن في مزيد من المرونة من قبل أطباء النساء والتوليد واللجوء لإجراء العمليات القيصرية بما يتوافر من خيارات وعدم تحميل المواطن عبء البحث ومشقة الحصول على "كروميك 2 وفكريل 2".