زووم: أم بلة النور جميلة حامد مجانية علاج الأطفال والعمليات القيصرية جاءت بقرار من رئيس الجمهور ولكن والي الخرطوم قام بإلغاء المجانية معولاً على أن التأمين الصحي «حايشيل الشيلة» وما درى أن كلمة «تأمين صحي» وحدها كفيلة بتهييج «المصران» لدى البعض ممن يقفون في صفوف صيدليات التأمين ثم لا يجدون الدواء إضافة لأطباء التأمين الذين لا يوجدون بصفة دائمة في المستشفيات، أما عملية الاسترداد فحدِّث ولا حرج ذلك أن معظم الفحوصات الغالية والأدوية خارج التأمين. القرار يعني أن المستشفيات لن تستقبل حالات الحوادث إذا كان الشخص المصاب ليس لديه بطاقة تأمين. صدى القرار حدَّثتنا عنه علوية التيجاني التي جاءت من تندلتي محولة إلى الخرطوم تحمل ابنها ذا الخمسة أعوام وقالت إن هناك أسرًا لا تعرف المواصلات ناهيك عن الأدوية والفحوصات غالية الثمن. ملائكة الرحمة يحتجون اختصاصيو الأطفال بمستشفى جعفر بن عوف ذهبنا نستجلي منهم ما إذا كان في قرار الوالي خير لا نعلمه فوجدناهم يتناقشون حول ما وصفوه ب «الكارثة» وكانوا قد فرغوا من اجتماع طالبوا فيه بمراعاة حال الأطفال الضعفاء وهم في أمس الحاجة للدعم ونسبة لارتفاع معدلات الإصابة والوفيات بين الأطفال حديثي الولادة إضافة للظروف الاقتصادية الحاليهة التي يعيشها الجميع و التي يجب أن تؤمِّن على توفير الحد الأدنى لمعالجة أكثر شرائح المجتمع تعرضًا للأمراض الطارئة والحادة وأكثرهم عرضة للوفاة إضافة لغلاء الأدوية والمستهلكات الطبية التي يعتمد عليها الإنسان في حياته نسبة لكثرة الأمراض البيئية وهذه مشكلة بالنسبة للأسر الفقيرة مما قد يدفعها للجوء للطب البديل الذي يؤثر سلبًا على صحة الأطفال وتحدثت ورقة عن خدمة التأمين الصحي مبينة أن تحديد «350» ألف أسرة للدعم عن طريق التأمين لايمثل إلا نقطة في محيط إذا ما قورن بسكان العاصمة القومية خاصة وقد امتد الفقر من أسر فقيرة لمتوسطة الدخل ومعاناة المرضى في سبيل الحصول على خدمة التأمين غير المتوفرة في معظم الحالات، إضافة إلى انعدام الميزانية في المستشفيات الطرفية لمعالجة المرضى وإجراء الفحص اللازم وبدلاً من الإنفاق السخي لمستشفيات بعينها كان لا بد من تجهيز تلك المستشفيات الولائية لتؤدي واجباتها كاملة تجاه المرضى وهم لا حول لهم ولا قوة لتلقي ما هو ممكن في هذه المستشفيات أو الترحال إلى مكان آخر تتوفر فيه احتيجاتهم وقال الاختصاصيون إنه لا يوجد نظام إحالة واضح من المراكز لتلك التي تتوفر فيها الخدمات الطبية الكاملة، وبالتالي يتكبد أهل المريض تكلفة نقل مرضاهم لمسافات بعيدة لتلقي العلاج في مواقع كان من المفترض أن تكون اقرب من مسكنهم، كما تعتبر الخرطوم ملجأ لمعظم مواطني السودان فتتحمل الأسر تكلفة نقل المريض فيموت المريض قبل وصوله للمستشفى.. أو يصل في حاله متأخرة يصعب علاجها. أما عن إغلاق قسم الطورئ فأكدوا عدم إمكانية إغلاقه لأنه يقدم خدمات للحالات المحولة سواء كانت تخصصية أو غيرها خاصة وأن تلك الخدمات مؤمن ومعمول بها في كل المستشفيات العالمية وبينوا أن المستشفيات التي طرحت ليس بها المعينات والمعدات الطبية والادوية وخلافه لمعالجة الأطفال بالطريقة المثلى فإذا توفرت تلك المعينات فلا نمانع من النقل. قرار جائر والي الخرطوم برر قراره بأن العلاج عبر بطاقات التأمين سيكون شاملاً ويمكِّن المريض من الوصول لكل مراحل العلاج لأن تقديم الخدمة مجانًا محدود وينتهي بخروج المريض من الحالة الحرجة، وقال إنهم قاموا بحصر الأسر الفقيرة عبر اللجان الشعبية بالأحياء وقد بلغت «350» ألف أسرة بتكلفة «7» مليارات تقوم الولاية بدفع نصفها والنصف الآخر يدفعه ديوان الزكاة وفي ذات السياق أشار الاختصاصيون إلى ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات بين الأطفال والأطفال حديثي الولادة نسبة للقرار الذي صدر مؤخرًا بإلغاء مجانية العمليات القيصرية في ذات الوقت الذي يعاني فيه المواطنون من الظروف الاقتصادية الصعبة لافتين النظر إلى ضرورة التزام الدولة بتوفير الحد الأدنى لعلاج أكثر شرائح المجتمع تعرضًا للأمراض الطارئة والحادة وأكثرهم عرضة للوفيات وقد دفعوا بمذكرة للرئيس لإلغاء القرار الذي أصدره من الوالي فيما وجه اختصاصيو النساء والتوليد والأطفال انتقادات عنيفة لقرار الوالي الذي يخالف توجيهات الرئيس التي ألزم بموجبها المستشفيات بمجانية علاج الأطفال والعمليات القيصرية. لا نستطيع تنفيذه قال استشاري النساء والتوليد بمستشفى الخرطوم د. حسن عبدالقادر إن تأهيل الكادر الطبي وتطور العلاج ومجانيته خاصة العمليات القيصرية عمل على خفض نسبة وفيات الأمهات والأطفال حسب الإحصائيات الموجودة بوزارة الصحة كما ساهم في إنشاء المستشفيات والمراكز الطرفية في المدن والقرى في خفض نسبة وفيات الأمهات والأطفال لقربه من أماكن السكن وقال إنهم كأطباء يصعب عليهم تنفيذ القرار، وأردف: «نحن لا نعترض على سياسة الدولة ولكن نقول إن هذا القرار لا يجلب لنا المليارات بقدر ما يترك لنا امرأة ومولودًا جديدًا سوف يكون عونًا وهناك أسر ليس لديها ثمن عملية الولادة وتأخر المرأة في الولادة بعد أن تأتيها آلام المخاض قد يصيبها بشرخ في الرحم ويؤدي لوفاة طفلها وبذلك نكون قد رجعنا لمرحلة الصفر التي بذلنا قصارى جهدنا للخروج منها حتى وصلنا لخفض نسبة وفيات الأمهات». من المحرر إذا أصبح العلاج غير مجاني فماذا إذن ستقدم الدولة لمواطنيها؟ وهل يستطيع المواطن العيش في بلد الصحة فيه مريضة؟