فضت قوات الشرطة السودانية يوم الأحد مجموعات من المتظاهرين الشبان ضد الحكومة في وسط الخرطوم، وطوقت عناصر الشرطة مداخل أربع جامعات في العاصمة واستخدمت الغاز المسيل للدموع والضرب لتفريق الطلاب المحتجين في ثلاث منها. وظهرت مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي تسمى نفسها "شباب من أجل التغيير" و"الشرارة" منذ انتفاضتي تونس ومصر خلال الشهر الجاري. واجتذبت جماعة على موقع فيسبوك قرابة 15 ألف عضو. وقالت الجماعة في صفحتها بموقع فيسبوك على الانترنت، إن شعب السودان لن يبقى صامتاً بعد الآن وإن الوقت حان للمطالبة بحقوق السودانيين والحصول عليها من خلال مظاهرات سلمية لن تشمل أي أعمال تخريب. وقبل الثورة الشعبية في تونس كان السودان آخر بلد عربي أطيح بزعيمه في احتجاجات شعبية عندما أطيح بجعفر النميري عام 1985. 70 موقوفاً وأفاد المكتب الصحفي للشرطة بألقاء القبض على أربعين من الطلاب وثلاثين من المواطنين وتم اتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهتهم وأطلق سراح الطلاب في أقل من ساعة بالتعهدات الشخصية، بينما باشرت النيابة التحري مع المواطنين الذين قاموا بالتحريض. وقالت الشرطة إنها احتوت أحداث شغب محدودة للغاية قام بها عدد من الطلاب، عقب إعلان النتائج الأولية للاستفتاء "اندس بينهم عدد من المحرضين". وأكدت هدوء الأحوال الأمنية في جميع ولايات البلاد. من جانبه اطلع القطاع السياسي للمؤتمر الوطني يوم الأحد على أحداث التظاهرات التي شهدتها الخرطوم. ووصف عضو المكتب القيادي للحزب الحاكم كمال عبيد التظاهرات بالضعيفة والمحدودة، وقال للصحفيين إن مثل هذه الأحداث تعبر عن ما يدور من صراعات داخل هذه القوى السياسية أكثر من كونها تعبيراً عن موقف. وأبان عبيد أن القطاع تمت إحاطته بمحدودية التحركات وكيفية تعامل المواطن وبعض الأجهزة المختصة معها. حملة اعتقالات وقال الزعيم المعارض مبارك الفاضل لرويترز إن ابنيه اعتقلا أثناء توجههما إلى الاحتجاجات في وسط المدينة، كما طالت الاعتقالات صحفيان وصحفية بالخرطوم. وقال رئيس تحرير صحيفة ألوان اليومية حسين خوجلي إن قوات الأمن احتجزت ابنته منذ الساعة الثامنة صباحاً بتهمة تنظيم الاحتجاج من خلال موقع فيسبوك. وفي الأبيض عاصمة ولاية كردفان نظم عشرات الطلاب احتجاجات على الغلاء الذي طال العديد من السلع الاستهلاكية، لكن قوات الشرطة تصدت للمتظاهرين وفضتهم باستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات. وحملت العناوين الرئيسية للصحف الموالية للحكومة تحذيرات من تنظيم الاحتجاجات التي قالت الصحف إنها ستؤدي إلى الفوضى والاضطراب. وتزامنت احتجاجات السودان مع أول إعلان رسمي لنتائج استفتاء على انفصال الجنوب. وأظهرت النتائج تصويت أغلبية كاسحة لصالح الانفصال.