تعرض طلاب للضرب والاعتقال على ايدي الشرطة السودانية يوم الاحد بعد اندلاع احتجاجات في أنحاء الخرطوم تطالب باستقالة الحكومة. وفض مئات من أفراد قوات الامن المسلحين مجموعات من المتظاهرين الشبان في وسط الخرطوم وطوقوا مداخل أربع جامعات في العاصمة واستخدموا الغاز المسيل للدموع والضرب لتفريق الطلاب في ثلاث منها. وضربت الشرطة المحتجين بالعصي وهم يرددون هتافات مناهضة للحكومة مثل (بالروح بالدم نفديك يا سودان….. وثورة ثورة حتى النصر) وظهرت حركة على مواقع التواصل الاجتماعي تسمى نفسها (شباب من اجل التغيير- الشرارة) منذ انتفاضتي تونس ومصر خلال الشهر الجاري. واجتذبت الحركة على موقع فيسبوك قرابة 15 ألف عضو. وقالت الجماعة في صفحتها بموقع فيسبوك على الانترنت ان شعب السودان لن يبقى صامتا بعد الان وان الوقت حان للمطالبة بحقوق السودانيين والحصول عليها من خلال مظاهرات سلمية لن تشمل أي أعمال تخريب. وقالت جماعة (قرفنا) المطالبة بالديمقراطية ان تسعة من أعضائها اعتقلوا في الليلة السابقة على الاحتجاجات وقال مسؤولو حزب معارض ان 40 من المحتجين اعتقلوا يوم الاحد. وأصيب خمسة اخرون. وقال الزعيم المعارض مبارك الفاضل لرويترز ان ابنيه اعتقلا أثناء توجههما الى الاحتجاجات في وسط المدينة. وقال حسين خوجلي رئيس تحرير صحيفة الوان اليومية ان قوات الامن احتجزت ابنته منذ الساعة الثامنة صباحا (0500 بتوقيت جرينتش) بتهمة تنظيم الاحتجاج من خلال موقع فيسبوك. وحملت العناوين الرئيسية للصحف الموالية للحكومة تحذيرات من تنظيم الاحتجاجات التي قالت الصحف انها ستؤدي الى الفوضى والاضطراب. وألقى المقال الافتتاحي لصحيفة سودان فيجن اليومية التي تصدر باللغة الانجليزية اللوم على المعارضة. وجاء في المقال “رسالتنا الى ديناصورات المعارضة هي توحيد أفكارهم وأهدافهم لمصلحة المواطنين اذا كانوا حقا يسعون الى خير الشعب السوداني.” ويمر السودان بأزمة اقتصادية عميقة يقول محللون ان سببها الافراط في الانفاق الحكومي والسياسات الحكومية غير الرشيدة. وأدت كلفة الواردات الضخمة الى نقص العملات الاجنبية وأجبرت السودان على تخفيض عملته العام الماضي الامر الذي أدى الى تضخم متصاعد. وخفضت الحكومة في وقت سابق هذا الشهر دعم المنتجات النفطية والسلع الرئيسية مثل السكر الامر الذي أثار احتجاجات متفرقة في أنحاء شمال البلاد. وتزامنت احتجاجات السودان مع أول اعلان رسمي لنتائج استفتاء على انفصال الجنوب المنتج للنفط عن الشمال. وأظهرت النتائج تصويت أغلبية كاسحة لصالح الانفصال الذي يعارضه الكثيرون في الشمال. ومن جامعة أمدرمان الاهلية أستشهد الطالب محمد عبد الرحمن .