عاد إلى الخرطوم مساء الأربعاء الرئيس عمر البشير بعد أن أنهى زيارة للعاصمة المصرية القاهرة استغرقت يومين هي الأولى لرئيس عربي منذ انهيار نظام الرئيس حسني مبارك، أجرى خلالها مباحثات مع المسؤولين وقادة الأحزاب السياسية والمفكرين. وتناولت لقاءات البشير العديد من القضايا الثنائية والدولية والإقليمية، وقال وزير الخارجية علي كرتي للصحفيين في مطار الخرطوم عقب العودة إن الزيارة تعد الأولى لرئيس عربي لمصر بعد التغيرات التي حدثت فيها. وأوضح أن الزيارة وجدت ترحيباً وصدى كبيراً وسط الحكومة والشعب المصري، مشيراً إلى أن الزيارة مثلت دعماً للحكومة المصرية الجديدة ومحاولة لتصحيح مسار العلاقات بين البلدين. وأوضح كرتي أن الجانبين السوداني والمصري ناقشا بوضوح معوقات العلاقات الثنائية في الفترة الماضية خاصة فيما يتعلق بتطبيق اتفاقية الحريات الأربع التي ظلت تراوح مكانها رغم أن السودان أمضاها ونفذها، بجانب مشروعات التعاون في مجال الأمن الغذائي والطاقة. مابعد الاستفتاء وأضاف كرتي أن الجانب المصري أكد وقوفه التام مع السودان في قضايا ما بعد الاستفتاء وتعزيز السلام في دارفور. وأكد وزير الخارجية توافق الجانبين على محركات وبواعث الحركات الشعبية في المنطقة العربية ومهددات الأمن فيها وما يحدث من تغيرات. وأشار إلى أن نقاشاً عميقاً جرى بين الجانبين حول ما يجري في ليبيا وما قد يترتب عليه من انفلات أمني في المنطقة، وضرورة التوافق على مساعدة الجماهيرية الليبية حتى تتجاوز أزمتها. وأعرب كرتي عن أمله في أن يتوصل الاجتماع العاجل على المستوى الوزاري الذي دعت إليه الجامعة العربية إلى قرارات تساعد في حل الأزمة الليبية وتحسين الأوضاع للشعب الليبي الشقيق. وقال إن الجانبين أمنا على أهمية الدور المصري في المحيط الإقليمي والعربي والإسلامي والدولي. قضية حلايب وفيما يتعلق بقضية حلايب الحدودية قال كرتي إن الوقت ليس مناسباً لتحريك هذا الملف، مشيراً إلى أن حلايب لن تكون مكان نزاع بين البلدين، وقال إن الأطروحات التي طرحها السودان بأن تكون حلايب منطقة تعاون وتكامل وانفتاح مازالت مطروحة ويمكن تطويرها بالتعاون مع الجانب المصري. وقال إن السودان يعرف حقه وكيفية إثباته ولسنا في حاجة لطرح هذه القضية في الوقت الراهن. والتقى البشير في القاهرة الأحزاب والفعاليات السياسية وهنأهم بالنهايات الإيجابية لتطورات الأحداث الأخيرة. وطلب البشير من الأحزاب المصرية العمل على تحقيق الإرادة السياسية من أجل تكامل السودان ومصر خاصة في مجالات الأمن القومي وعلى رأسها الأمن الغذائي لما يتوفر لدى البلدين من إمكانات تجعلهما يحققان الاكتفاء الذاتي والتحرر من الضغوط الخارجية. والتقى البشير أيضاً بقادة من جماعة الإخوان المسلمين بقيادة مرشد الجماعة محمد بديع.